تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قول الله تعالى : (( وكذب الذين من قبله... - ابن عثيمينقال الله تعالى :  وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا  أي هؤلاء  مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ  أي عشره من القوة وطول العمر وكثرة المال هذا ...
العالم
طريقة البحث
تفسير قول الله تعالى : (( وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال الله تعالى : وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا أي هؤلاء مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ أي عشره من القوة وطول العمر وكثرة المال هذا فيه تسلية للرسول عليه الصلاة والسلام وفيه تهديد للمكذبين وفيه معنيان التسلية والتهديد ، وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مثل من ؟ عاد ، ثمود ، فرعون ، أصحاب الأيكة كثير وهؤلاء المكذبون السابقون أشد قوة من هؤلاء وأكثر أموالاً وأولاداً ، قال الله تعالى : أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً [غافر:82]وأكثر أموالاً وأولاداً فالآيات في هذا تدل على أن الذين كذبوا الرسل السابقين كانوا أعظم من الذين كذبوا الرسول عليه الصلاة والسلام في قوة الأجسام وكثرة الأموال وكثرة البنين ، وهل أغنى ذلك عنهم شيئاً ؟ لا لم يغني عنهم شيئاً ولهذا قال الله تعالى : فَكَذَّبُوا رُسُلِي إليهم فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ إنكاري عليهم بالعقوبة والإهلاك يعني أن هؤلاء السابقين كذبوا رسل الله فماذا حصل ؟ حصل عليهم إنكار الله سبحانه وتعالى بالتعذيب والإهلاك لم يقرهم الله على تكذيبهم بل أنكر عليهم إنكاراً بالفعل ولا بالقول ؟ بالفعل أهلكهم وأبادهم وعلى هذا فيكون الاستفهام في قوله : فكيف كان نكير للتعظيم والتفخيم أي فما أعظم إنكاري عليهم لأنه إنكار أدى بهم إلى الهلاك ، أما إعراب فكيف كان نكير فيتبناه الأخ ياسر ، ولهذا قال المؤلف : " أن أنه واقع موقعهم " .

Webiste