تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد قول الله تعالى : (( وكذب الذين من قبله... - ابن عثيمينثم قال الله عز وجل :  وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ [سبأ:45]ف...
العالم
طريقة البحث
فوائد قول الله تعالى : (( وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال الله عز وجل : وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ [سبأ:45]في هذه الآية الكريمة : التحذير لمكذب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وجهه أن الله أخبر أنه كذب السابقين مع أنهم أشد قوة وأكثر أموالاً وأولاداً من هؤلاء المكذبين للرسول عليه الصلاة والسلام .
ومن فوائدها : أن من كذب الرسل فقد حقت عليه كلمة العذاب لقوله : فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ .
ومن فوائدها : شرف الأنبياء أو شرف الرسل عليهم الصلاة والسلام لأن الله إيش ؟ أضاف رسالتهم إليه فقال : فَكَذَّبُوا رُسُلِي ومن المعلوم أن مرتبة الرسالة أعلى مراتب البشر فإن مراتب البشر أربعة : النبوة المتضمنة للرسالة ، والشهداء والصالحين ، قال الله تعالى : وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ [النساء:69]فأعلى المراتب النبوة ثم الصديقية ثم الشهادة ثم الصلاح خلافاً للزنادقة الذين يقولون : إن الأولياء أفضل من الأنبياء ، والأنبياء أفضل من الرسل ويقول قائلهم : مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي ، يزعمون قبحهم الله أن الأولياء أفضل من الرسل والأنبياء نعم وهو كذلك عندهم بأن أوليائهم الطاغوت ، والطاغوت يملي عليهم أنه أفضل من الرسل والأنبياء .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان حكمة الله عز وجل حيث جعل العقوبة من جنس العمل فلما كان عمل هؤلاء عظيماً وهو تكذيب رسل الله سبحانه وتعالى كان جزاؤهم عظيماً يتعجب منه فكيف كان نكير أي ما أعظمه وما أشده .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الإنكار يكون بالفعل كما يكون بالقول وجه ذلك أن إنكار الله عليهم ليس بالقول فقط بل بالفعل والأخذ بالعقوبة فهذا إنكار بالفعل ، وهذا موجود أيضاً في أعمالنا نحن عندما يخالفك صبيك في أمر من الأمور أحياناً توبخه وليشرف على هذا ألم آمرك أن تتركه وأحياناً إذا جئت ووجدته قد فعله تضربه هذا الإنكار يكون بماذا ؟ يكون بالفعل فإنكار الله عز وجل يكون بالقول ويكون بالفعل فعقوبة المجرمين هي إنكار بماذا ؟ بالفعل ، وفي هذه الآية وغيرها من الآيات التي تضيف الفعل إلى الفاعل رداً على من ؟ مثل فكذبوا رسلي وكذب الذين من قبلهم وما أشبه ذلك ردٌ على .
الطالب : ....

الشيخ : لا ما هي القدرية ، رد على الجبرية الذين يقولون : إن الفعل فعل العبد مجبر عليه ليس له فيه اختيار .
ومن فوائد الآية الكريمة : استعمال قياس الأولى من أين يؤخذ ؟ وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ يعني إذا أخذ الله هؤلاء الأقوياء الأشداء الأكثر أموالاً وأولاداً إذا أخذهم الله تعالى بجرمهم فهؤلاء الذين من دونهم من باب أولى ولاشك أن القياس دليل صحيح ثبت اعتباره بالكتاب والسنة والعقل ولكن القياس نوعان : صحيح وفاسد ، فالفاسد دل الكتاب والسنة والعقل على عدم اعتباره ، والصحيح دل الكتاب والسنة والعقل على اعتباره ، مثال الفاسد قول إبليس مستعملاً قياس الأولى لما أمره الله أن يسجد لآدم قال : أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [الأعراف:12]فكيف يكون الأخير عبداً لمن دونه ؟ ومثال قياس المثلية قولهم : إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا [البقرة:275]هذا قياس فاسد لأنه قياس ما حرم الله على ما أحله الله عز وجل ، المهم أن القياس قد ثبت اعتباره بالكتاب والسنة والعقل ومن أنكره فقد أنكر ما يدل عليه الكتاب والسنة ، نعم الذي ينكر منه القياس الفاسد طيب ، هل نأخذ من ذلك من هذه الآية أن تكذيب الرسل تكذيب لله ؟ نعم هو الظاهر لأنه قال في الأول : وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ولم يذكر المكذب ثم قال : فَكَذَّبُوا رُسُلِي فدل ذلك على أن تكذيب الرسل تكذيب لله عز وجل وهو كذلك عند التأمل لأن الرسول إذا جاء وقال إنه رسول الله وأيده الله بالآيات ثم كذبته فقد كذبت الله عز وجل لأن الآيات التي يعطيها الله والرسول ما هي إلا براهين تدل على صدقه فكأن المكذب يقول : إن هذه الآيات كذب لأنه يكذب الرسول الذي أيدته .

Webiste