التعليق على تفسير الجلالين : (( إذ قال )) في هذه الحالة المستمرة له (( لأبيه وقومه )) موبخا (( ماذا )) ما الذي (( تعبدون * أئفكا )) في همزتيه ما تقدم (( ءالهة دون الله تريدون )) و إفكا مفعول له ، و آلهة مفعول به ، لتريدون والإفك : أسوأ الكذب ، أي أتعبدون غير الله ؟ (( فما ظنكم برب العالمين )) إذ عبدتم غيره أنه يترككم بلا عقاب؟ لا .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
إذ قال في هذه الحالة المستمرة له لأبيه وقومه هذا نقول فيه كما قلنا في إذ جاء ربه أنها جملة استئنافية لبيان حال إبراهيم عليه الصلاة والسلام فكان قلبه سليما صالحا في نفسه ومع ذلك يحاول إصلاح غيره إذ قال لأبيه وقومه " موبخا لهم " ماذا تعبدون قال المؤلف " موبخا لهم " فالاستفهام هنا بمعنى التوبيخ والتوبيخ يستلزم الإنكار عليهم وزيادة لأنك قد تنكر على الإنسان بدون أن توبخه ولكن إذا وبخته فإن توبيخك مستلزم للإنكار عليه قوله إذ قال لأبيه سمى الله هذا الأب في سورة الأنعام فقال
وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما وكان أبوه مشركا ووعده عليه الصلاة والسلام أن يستغفر له سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا فاستغفر له ولكنه لما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه ومحاورته بينه وبين أبيه في سورة مريم واضحة كان يخاطبه بالرفق واللين ولكن ذلك يخاطبه بالشدة والعنف قال له لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني أي دعني واتركني مليا زمنا طويلا إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون هذه جملة استفهامية ولكن هل ذا ملغاة أو اسم موصول ؟ يجوز الوجهان فإن جعلناها اسما موصولا أعربنا ما مبتدأ وذا خبره وجعلنا العائد محذوفا والتقدير ما الذي تعبدونه؟ هذا إن جعلناها اسما موصولا وإن جعلناها ملغاة فإننا نعرب ماذا جميعا ونقول ماذا اسم استفهام مفعول مقدم لتعبدون أو نقول ما اسم استفهام مقدم وذا لا محل لها من الإعراب حرف أو بمنزلة الحرف ا محل لها من الإعراب على كل حال الإعراب لا يهمنا إنما المعنى أنه أنكر عليهم وقال ما الذي تعبدونه هل تعبدون إلها حقا أو تعبدون إلها باطلا
أَئِفْكًا في همزتيه ما تقدم وهو التحقيق والتسهيل تسهيل الثانية وادخال ألف بينهما في التحقيق والتسهيل فتكون القراءات أربع إذا قال لأبيه وقومه أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ يقول " أئفكا مفعول له وإلهة مفعول به لتريدون والإفك أسوأ الكذب أي أتعبدون غير الله " المؤلف رحمه الله أعرب هذه الجملة فقال إن إفكا مفعول له أي مفعول لأجله وأن قوله آلهة مفعول لتريدون ودون الله صفة لآلهة والاستفهام في قوله أَئِفْكًا آلِهَةً كالذي قبله لأي شيء ؟ للتوبيخ يعني أتريدون آلهة غير الله من أجل الإفك والكذب يحملكم على هذا الإفك وهو أسوأ الكذب المعنى أتريدون آلهة دون الله تعبدونها فالإرادة هنا بمعنى القصد والآلهة بمعنى المألوهة أي المعبودة تريدون ذلك للإفك الذي أفكتموه وهو أسوأ الكذب ولا شك أن أسوأ الكذب وأظلم الكذب من جعل مع الله إلها آخر فإنه أكذب الكاذبين وأظلم الكاذبين أيضا قال الله تعالى إن الشرك لظلم عظيم وهنا قال دون الله أي سواه وغيره وربما تشعر بدون المنزل أي أنها لا تساوي الله عز وجل فكيف تريدونها آلهة وتقصدونها
طيب يقول فما ظنكم برب العالمين إذا عبدتم غيره أنه يترككم بلا عقاب في الآخرة قوله فما ظنكم برب العالمين الاستفهام هنا استفهام تهديد على كلام المؤلف يعني ماذا تظنون أن الله فاعل بكم إذا عبدتم غيره أتظنون أن يترككم والجواب لا ويحتمل أن المعنى إذا اتخذتم مع الله غيره إلها فما ظنكم به أتظنون أنه يقبل هذه الشركة فالله عز وجل لن يقبل قال تعالى من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته
وشركه أو فما ظنكم برب العالمين أي ما ظنكم بعظمته وجلاله لو كنتم عظمتموه حق تعظيمه ما أشركتم به غيره فالمهم أن هذه الاستفهام في قوله فما ظنكم تشمل كل هذه المعاني ما ظنكم به أن يترككم هملا بدون عقاب ما ظنكم به إذا اتخذتم معه غيره أنكم تنقصتموه ما ظنك به أنه يرضى أن تعبدوا معه غيره كل هذا أمر إن كانوا يظنونه فقط أساءوا الظن بالله ولم يقدروا الله حق قدره ولكن هذه الظنون تلزمهم إذا اتخذوا مع الله غيره لا يمكن أن يفروا عنها وقوله برب العالمين سبق لنا أن المراد بالعالم هنا ما سوى الله عز وجل كل ما سوى الله فهو عالم وسموا عالم لأنهم علم على الله يستدل بمخلوقاته سبحانه وتعالى عليه كما قال تعالى ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ [الروم:22] إلى آخر ما استدل الله به على نفسه من آياته فقوله برب العالمين المراد بالعالمين من سوى الله وسموا عالم لأنهم علم على خالقهم ودليل عليه وقوله برب العالمين الربوبية هنا عامة وإلا خاصة ؟ عامة ولهذا قال العالمين بالشمول لكل أحد
وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما وكان أبوه مشركا ووعده عليه الصلاة والسلام أن يستغفر له سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا فاستغفر له ولكنه لما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه ومحاورته بينه وبين أبيه في سورة مريم واضحة كان يخاطبه بالرفق واللين ولكن ذلك يخاطبه بالشدة والعنف قال له لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني أي دعني واتركني مليا زمنا طويلا إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون هذه جملة استفهامية ولكن هل ذا ملغاة أو اسم موصول ؟ يجوز الوجهان فإن جعلناها اسما موصولا أعربنا ما مبتدأ وذا خبره وجعلنا العائد محذوفا والتقدير ما الذي تعبدونه؟ هذا إن جعلناها اسما موصولا وإن جعلناها ملغاة فإننا نعرب ماذا جميعا ونقول ماذا اسم استفهام مفعول مقدم لتعبدون أو نقول ما اسم استفهام مقدم وذا لا محل لها من الإعراب حرف أو بمنزلة الحرف ا محل لها من الإعراب على كل حال الإعراب لا يهمنا إنما المعنى أنه أنكر عليهم وقال ما الذي تعبدونه هل تعبدون إلها حقا أو تعبدون إلها باطلا
أَئِفْكًا في همزتيه ما تقدم وهو التحقيق والتسهيل تسهيل الثانية وادخال ألف بينهما في التحقيق والتسهيل فتكون القراءات أربع إذا قال لأبيه وقومه أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ يقول " أئفكا مفعول له وإلهة مفعول به لتريدون والإفك أسوأ الكذب أي أتعبدون غير الله " المؤلف رحمه الله أعرب هذه الجملة فقال إن إفكا مفعول له أي مفعول لأجله وأن قوله آلهة مفعول لتريدون ودون الله صفة لآلهة والاستفهام في قوله أَئِفْكًا آلِهَةً كالذي قبله لأي شيء ؟ للتوبيخ يعني أتريدون آلهة غير الله من أجل الإفك والكذب يحملكم على هذا الإفك وهو أسوأ الكذب المعنى أتريدون آلهة دون الله تعبدونها فالإرادة هنا بمعنى القصد والآلهة بمعنى المألوهة أي المعبودة تريدون ذلك للإفك الذي أفكتموه وهو أسوأ الكذب ولا شك أن أسوأ الكذب وأظلم الكذب من جعل مع الله إلها آخر فإنه أكذب الكاذبين وأظلم الكاذبين أيضا قال الله تعالى إن الشرك لظلم عظيم وهنا قال دون الله أي سواه وغيره وربما تشعر بدون المنزل أي أنها لا تساوي الله عز وجل فكيف تريدونها آلهة وتقصدونها
طيب يقول فما ظنكم برب العالمين إذا عبدتم غيره أنه يترككم بلا عقاب في الآخرة قوله فما ظنكم برب العالمين الاستفهام هنا استفهام تهديد على كلام المؤلف يعني ماذا تظنون أن الله فاعل بكم إذا عبدتم غيره أتظنون أن يترككم والجواب لا ويحتمل أن المعنى إذا اتخذتم مع الله غيره إلها فما ظنكم به أتظنون أنه يقبل هذه الشركة فالله عز وجل لن يقبل قال تعالى من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته
وشركه أو فما ظنكم برب العالمين أي ما ظنكم بعظمته وجلاله لو كنتم عظمتموه حق تعظيمه ما أشركتم به غيره فالمهم أن هذه الاستفهام في قوله فما ظنكم تشمل كل هذه المعاني ما ظنكم به أن يترككم هملا بدون عقاب ما ظنكم به إذا اتخذتم معه غيره أنكم تنقصتموه ما ظنك به أنه يرضى أن تعبدوا معه غيره كل هذا أمر إن كانوا يظنونه فقط أساءوا الظن بالله ولم يقدروا الله حق قدره ولكن هذه الظنون تلزمهم إذا اتخذوا مع الله غيره لا يمكن أن يفروا عنها وقوله برب العالمين سبق لنا أن المراد بالعالم هنا ما سوى الله عز وجل كل ما سوى الله فهو عالم وسموا عالم لأنهم علم على الله يستدل بمخلوقاته سبحانه وتعالى عليه كما قال تعالى ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ [الروم:22] إلى آخر ما استدل الله به على نفسه من آياته فقوله برب العالمين المراد بالعالمين من سوى الله وسموا عالم لأنهم علم على خالقهم ودليل عليه وقوله برب العالمين الربوبية هنا عامة وإلا خاصة ؟ عامة ولهذا قال العالمين بالشمول لكل أحد
الفتاوى المشابهة
- شرح قول المصنف : وقوله : (( وإذ قال إبراهيم... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : << إن الذين جآءوا بال... - ابن عثيمين
- القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابل... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: {واتخذوا من دون الله آلهةً...... - ابن باز
- بما أن الله سمى الأصنام آلهة هل يصح أن نقول... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : << لولآ إذ سمعتموه ظن... - ابن عثيمين
- مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( فما ظنكم بر... - ابن عثيمين
- تتمة تفسير قول الله تعالى : (( فما ظنكم برب... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (يؤفك عنه من أفك) - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( إذ قال لأبيه وقومه... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( إذ قال )) في... - ابن عثيمين