تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على تفسير الجلالين : (( قل ياعباد ال... - ابن عثيمينطيب  الذين آمَنوا اتقوا ربكم  قال المؤلف: " أي عَذَابَه " وفي هذا نظَر بل المراد تقوى الله عز وجل، والله سبحانه وتعالى يضيف التَّقوى أحيانًا إلى نفسه وأ...
العالم
طريقة البحث
التعليق على تفسير الجلالين : (( قل ياعباد الذين ءامنوا اتقوا ربكم )) أي عذابه بأن تطيعوه (( للذين أحسنوا فى هذه الدنيا )) بالطاعة (( حسنة )) هي الجنة .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
طيب الذين آمَنوا اتقوا ربكم قال المؤلف: " أي عَذَابَه " وفي هذا نظَر بل المراد تقوى الله عز وجل، والله سبحانه وتعالى يضيف التَّقوى أحيانًا إلى نفسه وأحيانًا إلى النار وأحيانًا إلى يوم الجزاء فقد قال الله تعالى: واتَّقوا النار التي أُعِدَّت للكافرين بعد أن قال: يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين لا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 130 وَاتَّقُوا النَّارَ فلو فُسِّرَت تقوى الله بتقوى عذابِه لكان في الآية تَكْرَار فالصواب أنَّ الله يضيف التقوى أحيانًا إلى نفسِه وأحيانًا إلى النار وأحيانًا إلى يوم الجزاء كما في قوله: واتَّقُوا يومًا تُرجَعُون فيه الى الله ، والصحيح أنها تُفَسَّر بما تضاف إليه قوله: اتقوا الله أي اتقوا الله نفسَه، لِعظمتِه وكمالِ سلطانِه عز وجل، " اتقوا ربكم أي عذابَه بأن تطيعوه " أي عذابه نقول الصحيح: أي اللهَ نفسَه، وقوله: بأن تطيعوه هذا تفسير للتقوي وعلى هذا فنقول: التقوى طاعة الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه، لأنَّ أصل التقوى مأخوذ من الوِقاية ولهذا يقولون: إن أصلها وَقْوَى من الوِقاية والوِقاية هي اتخاذ ما يقِي الإنسان، ولا يقي الإنسان من عذاب الله إلا طاعة الله ولهذا نقول: إنَّ أجمع ما قيل في التقوى أنها طاعة الله كما قال المؤلف رحمه الله، أو اتخاذ وقايةٍ من عذابه بفعل أوامره واجتناب نواهيه، اتقوا ربكم انتهى الكلام يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم
ثم قال: للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة للذين خبر مقدم وحسنة مبتدأ مؤخر للذين أحسنوا في هذه الدنيا أحسنوا بماذا؟ الإحسان يكون في عبادة الله ويكون إلى عباد الله، أما الاحسان في عبادة الله فلا أجمعَ ولا أصدق من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لها حين سأله جبريل عن الإحسان فقال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن ترَاه فإنه يراك إذا عبد الإنسان ربَّه كأنه يراه فسوف يعبده حقَّ العبادة، لأنه يعبد الله كأنه يرى الله، وهذا يعني تكون عبادتُه مبنيةً على كمال اليقين كمال اليقين وإذا كانت كذلك فلا بد أن تكون موافقة للأمر ولا بد أن تكون خالصة، إذًا الاحسان تمام الإخلاص وتمام المتابعة تمام الإخلاص وتمام المتابعة، من أين عرفنا أن هذا حده؟ لقوله: أن تعبد الله كأنك تراه وعبادة الله على هذا الوجه مبنية على تمام ايش؟
الطالب: ...

الشيخ : لا، على تمام اليقين أن تعبد الله كأنك تراه وهذه مرتبة أعلى من المرتبة الثانية فإن لم تكن تراه فانه يراك يعني فإن لم تعبده على هذا الوجه فاعلم أنه يراك، ويقال: إن الأول إحسان في الطلب والثاني إحسانٌ في الهرب إحسانٌ في الهرب، يعني العابد طلبًا أكمل حالًا من العابد هربًا، طيب إذًا الاحسان في عبادة الله بأي شيء نحدُّه؟ بما حدَّه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لجبريل: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك أي أن تعبدَه عبادةً مبنِيَّةً على تمام اليقين وهذا يلزَم منه أن تكونَ العبادة خالصة لله مُتَابَعًا فيها شريعةُ الله.
طيب الإحسان إلى عباد الله يكون بالمال والبَدَن وهو كثير قد تُحسِن إلى عباد الله بالمال كالصدقات والهدايا والهبات، وقد تحسن إلى عباد الله بالبَدَن كالمساعدة وما أشبه ذلك تعين الرجل في دابتِه فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه، تعين عباد الله بالجاه والشفاعة عند الحاجة إلى ذلك، المهم أن الاحسان إلى عباد الله متنوع كثير، وقد فسره بعضهم بأنَّه كفُّ الأذى وبذل الندى وطلاقة الوجه، كفُّ الأذى عن الناس، لأنَّ مَن لم يكُفَّ أذاه فإنه لم يحسن، والثاني بذل النَّدَى أي المعروف، والثالث طلاقة الوجه بأن تلقى الناس بوجهٍ منطلق منشرح لا بوجه مقطِّب معَبِّس، طيب الإحسان إذًا ايش؟ إحسان في؟ في عبادة الله، وإحسان إلى عباد الله ولهذا قال: للذين أحسنوا أي في عبادة الله وإلى عباد الله، وقوله: في هذه الدنيا حسنة قوله: في هذه الدنيا حسنة هل نجعل في هذه الدنيا متعلِّقًا بـأحسنوا؟ أو نقول: هو خبر مقدم وحسنة مبتدأ مؤخر والجملة مِن المبتدأ والخبر خبر لـلذين؟
الطالب: الأول

الشيخ : طيب نشوف هل بينهما فرق في المعنى؟
الطالب: ...

الشيخ : إذا قلنا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة في هذه الدنيا متعلقة بـأحسنوا؟ وحسنة مبتدأ خبرُه للذين، هذا وجه الوجه الثاني: قل يا عباد - للذين أحسنوا انتهى الكلام في هذه الدنيا حسنة مبتدأ وخبر.
الطالب: الأول

الشيخ : الأول أحسن؟ طيب الفرق بينهما؟
الطالب: إذا وقفنا هنا يعني ما كملنا إلى آخر الآية فإنه يكون للذين أحسنوا وقفنا في هذه الدنيا حسنة تكون الحسنة في هذه الدنيا فقط

الشيخ : نعم
الطالب: ما كملنا الآية

الشيخ : تمام
الطالب: .. إذا خلينا الوجه الثاني تصبح للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة تشمل الحسنة في الدنيا وفي الآخرة

الشيخ : ويكون إحسانهم في الدنيا؟
الطالب: إحسانهم في الدنيا يتطلب الحسنة

الشيخ : يعني أن إحسانَهم في الدنيا وجزاؤهم حسنة، طيب هذا ما مشى عليه المؤلف يقول: " للذين أحسنوا في هذه الدنيا بالطاعة " يعني إذًا في هذه الدنيا متعلقة بايش؟ بـأحسنوا، طيب وقول المؤلف: " بالطاعة " فيه قصور وجهُه: أننا قلنا: إن الإحسان يشمل الإحسان في عبادة الله والإحسان الى عباد الله وعلى كلام المؤلف في العبادة فقط ولكن الصحيح ما ذكَرْنا، حسنة لهم حسنة قال المؤلف: " هي الجنة " ولعله اعتمد في هذا التفسير على قول الله تعالى: للذين أحسنوا الحسنى وزيادة فإن الحسنى هي الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله ولكن سنسأل هل حسنة تطابق الحسنى هناك؟
الطالب: لا

الشيخ : لماذا؟
الطالب: ...

الشيخ : بس؟
الطالب: .. أشمل من الحسنى

الشيخ : لا هذي للذين أحسنوا الحسنى
الطالب: ...
الطالب: حُسْنَى أفعل تفضيل

الشيخ : نعم أحسنت وهنا نكرَة لا تدُلُّ على التفضيل، فعندي أن في تفسير هذه الآية بما تفسر به تلك الآية نظر بل نقول: لهم حَسَنَة وهذا مُطلَق فيحتمل أنَّ المعنى للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة أي جزاءً على إحسانهم أي لكُلِّ إحسانٍ يحسنونه حسنة، لأنَّ الله تعالى لم يعرِّف الكلمة الحسنة حتى نقول: إنها دخلت عليها ال التي للعهد، وأيضًا الجنة وصفَها الله باسم التفضيل الحسنى التي ليست شيء أحسن منها بخِلاف حَسنة، وهذه تُشبِه قولَ الله تعالى: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة لأنها مطابقة لها نعم

Webiste