تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قول الله تعالى : << و لله ملك السموات... - ابن عثيمينثم قال الله تعالى :  ولله ملك السماوات والأرض وإلى الله المصير  " خزائن المطر والرزق والنباتات " غريب ... ولله ملك السماوات والأرض أولا قوله لله هي خبر ...
العالم
طريقة البحث
تفسير قول الله تعالى : << و لله ملك السموات و الأرض وإلى الله المصير >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال الله تعالى : ولله ملك السماوات والأرض وإلى الله المصير " خزائن المطر والرزق والنباتات " غريب ... ولله ملك السماوات والأرض أولا قوله لله هي خبر مقدم وملك مبتدأ مؤخر وقد علم من القاعدة أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر القاعدة عند أهل العلم انه اذا قدم شيء حقه أن يؤخر دل ذلك على الحصر في هذا المقدم يعني حصر المؤخر في المقدم إياك نعبد معناه أي لا نعبد إلا إياك إياك نستعين لا نستعين إلا إياك فإذا قدم ما حقه التأخير كان ذلك دليل على حصر الشيء فيه لله ملك السماوات والأرض بناء على هذه القاعدة وايش حصر ؟ أن ملك السماوات والأرض لله وحده والا معه غيره لله وحده من الحصر لله ملك السماوات وقوله ملك السماوات والأرض هذا شامل لملك الأعيان والتصريف فملك السماوات أعيانهما لله والتصريف والتسيير أيضا لمن ؟ لله وتخصيص ذلك بالنبات والمطر هذا لا وجه له اطلاقا فالله له ملك السماوات والأرض خلقا وتدبيرا الأعيان والتصريف لله وحده ويدل على ذلك ما فيها من الانتظام وعدم الاضطراب وعدم التناقض ولهذا استدل الله سبحانه على وحدانيته بقوله : مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ [المؤمنون:91]صحيح ما دام إله لازم يكون له مملكته وحده والنتيجة ولعلا بعضهم على بعض فإذا علا بعضهم على بعض فلمن تكون الغلبة ؟ للعالي بلا شك ونحن نرى بعين اليقين أنه لم يتميز الخلق بعضه على بعض وأن العالم العلوي والسفلي كله كتلة واحدة مسخر بعضه لبعض... ولا يتناقض فلهذا كان العقل والمشاهدة دليلين على وحدانية الله عز وجل ثم لا يمكن أيضا تعدد الآلهة لابد أحدهما يغلب لأنهما إن تمانعا هذا دليل عقلي جدا معروف إن تمانعا وعجز كل واحد منهما عن الآخر صارا غير مستحقين للإلوهية ما دام كل واحد عاجز الخالق لا يكون عاجز وإن غلب أحدهما على الآخر صار وحده الرب والإله فإذن لابد أن يكون إلها واحدا لأنه إما أن يغلب فتكون هي له وإما أن يعجز والثاني يعجز أيضا فلا يصلح كل منهما أن يكون ربا لأن الرب لابد أن يكون غالبا وهذا من أبين الأدلة وأوضحها طيب لله ملك السماوات والأرض إذا قال قائل أليس الله تعالى يقول إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم ويقول والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم فأثبت للإنسان ملكا

Webiste