قال الله تعالى : << ولقد أرسلنآ إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا [النمل:45] تقدم أن مثل هذا التعبير هذه الجملة فيها ثلاثة مؤكدات: القسم واللام وقد.
أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا [النمل:45] أخاهم: مفعول أرسلنا، وصالحاً: عطف بيان له، عطف بيان وليس بدلاً، لأن كونه عطف بيان أوضح، إذ أنه يبين المبهم في قوله: أَخَاهُمْ .
يقول المؤلف: : يقول الله تعالى: إِلَى ثَمُودَ " ثمود هذه قبيلة موجودة في مكان يسمى الآن..
الطالب: مدائن.
الشيخ : مدائن صالح، ويسمى الحجر، ويسمى ديار ثمود، نعم. هذه القبيلة يسر الله تبارك وتعالى لها من أسباب العمران في السهل والجبل ما برزت به على غيرها، كما قال لهم نبيهم مذكراً لهم: وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ [الشعراء:149] نعم. وأرسل الله إليهم صالحاً، وآتاهم بآية عجيبة وهي ناقة لها شرب وللقوم شرب، يعني: أن هذه البئر التي تشرب منها الناقة وهي أوسع الآبار وأغزرها ماءً أُذِن لهم بأن يشربوا منها يوماً وأمروا بأن يدعوها يوماً للناقة تشرب منه وتذهب في اليوم الثاني للرعي، وفي اليوم الذي تشرب منه قيل: إنهم يأتون إليها، ومن سقاها دلواً أعطته دلواً من اللبن. هذا من الإسرائيليات لا تصدق ولا تكذب، لكنه مع هذه النعمة العظيمة في هذه الناقة كفروها والعياذ بالله، فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ [القمر:29] وعقر هذه الناقة وكفروا بهذه النعمة العظيمة.
يقول: " أَخَاهُمْ صَالِحًا [النمل:45] أخاهم من القبيلة " ليش قال من القبيلة؟ احتراز من الدين، لأنه ليس أخاً لهم إلا نفراً يسيراً آمنوا معه.
" صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ أي: بأن اعبدوا الله " أفادنا المؤلف أن أن هنا مصدرية، ولكن يجوز فيها وجه آخر: أن تكون تفسيرية، لأن أرسلنا يتضمن أوحينا، والوحي فيه معنى القول دون حروفه، وهذا هو دلالة أن التفسيرية أن يسبقها فعل فيه معنى القول دون حروفه. إذا قلنا أنها تفسيرية ما صح أن نقدر الباء، أي: بأن، بل نقدر أن بمعنى: أي، أن اعبدوا الله، يعني: أوحينا إليهم أن اعبدوا الله، اعبدوا الله قال: وحدوه. وهذا مأخوذ من تفسير ابن عباس فيما أظن لقوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] قال: ليوحدون، فجعل العبادة هي التوحيد، ولكن الصحيح أن العبادة: التذلل لله سبحانه وتعالى بالطاعة، لأن هذه المادة العين والباء والدال تدل على الذل، ومنه قولهم: طريق معبَّد أي: مذلل لسالكيه، فعبادة الله معناها: الذل له بالطاعة، ومنه بل من أعظم ذلك توحيده. فالصواب أن المراد بالعبادة: التذلل لله سبحانه وتعالى بالطاعة، أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ [النمل:45] نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : إيه، هو الغالب ... يكون على هذا، التعظيم بلا شك والمحبة معه.
قال: فَإِذَا هُمْ [النمل:45] الفاء: حرف عطف، وإذا: فجائية. يعني: فما الذي حصل بعد إرساله؟ إذا هم، المفاجأة بالتفرق.
" فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ [النمل:45] في الدين، فريق مؤمنون من حين إرساله إليهم، وفريق كافرون ". هاه؟
الطالب: ...؟
الشيخ : من حين يكون أحسن، لأن إذا فجائية. انقسم قومه إلى قسمين: قسم آمنوا به، وقسم آخر كفروا به. من الذين آمنوا به؟ المستضعفون، كما قال الله تعالى في سورة الأعراف.. نعم.
الطالب:...؟
الشيخ : قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ [الأعراف:75] ما قال أتؤمنون به، أتعلمون. فماذا قال هؤلاء؟ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ [الأعراف:75] يعني: لسنا نعلم فقط، بل نعلم ونؤمن، قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ [الأعراف:76] ما قالوا إنا به كافرون، بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ [الأعراف:76] بإظهار المضادة لهم والمعاندة، يعني: ما دام هذا آمنتم به وأنتم الضعفاء نحن ضدكم على طول إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ [الأعراف:76] وهذا أبلغ ما يكون -والعياذ بالله- من المضادة والمحادة والاستكبار أيضاً، كأنهم يقولون: أنتم الذين تؤمنون به هذا نكفر به، نعم.
طيب. هؤلاء الفريق آمنوا وفريق كفروا، فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ [النمل:45] يعني: يجري بينهم خصام، وهذا الخصام الذي جرى بين قوم صالح جرى أيضاً في قوم الرسول صلى الله عليه وسلم، وكل الناس قوم ولا بد: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ [الفرقان:31] لا بد من هذا، ولا يمكن أن يتمحص الحق إلا بظهور العدو، لأن العدو يورد والوحي يجيب حتى يتمحص الحق بيناً ظاهراً، حتى في الأمور الواقعية، حتى في الانتصار وفي الخذلان يحصل هذا أيضاً.
فالله تبارك وتعالى ذكر من فوائد الخذلان في أحد: وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ [آل عمران:141] فلا يتبين الحق تماماً إلا بظهور عدو له يناقضه ويعاديه حتى يظهر الحق على الباطل. فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ [النمل:45].
" قَالَ للمكذبين يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ أي: بالعذاب قبل الرحمة حيث قلتم: إن كان ما أتينا به حقاً فأتنا بالعذاب " لم تستعجلون؟ الاستفهام هنا للإنكار والتوبيخ والتعدد، يعني: أنه يوبخهم وينكر عليهم هذا الأمر ويتعجب من حالهم، لأن حال العاقل المستعجل..
الطالب: بالحسنة.
الشيخ : بالحسنة قبل السيئة، لا أن يستعجل بالسيئة قبل الحسنة، لكن السفيه -والعياذ بالله- سفيه، مثلما قالت قريش: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [الأنفال:32] ما قالوا: إن كان هذا هو الحق فاهدنا إليه، أمطر علينا حجارة، وهذا -نسأل الله العافية- في غاية ما يكون من الاستكبار ... هؤلاء يستعجلون بالسيئة قبل الحسنة ويقولون: ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين. نعم. وهذا التحدي من أعداء الرسل للرسل يدل على تماديهم في العناد، وأنهم غير مؤمنين، ولكن ذلك لا.. هذا الأمر لا يجابون إليه، وإن كان في ذلك نصر للرسول لكنهم لا يجابون إلى ذلك، لأنه إذا أجيبوا إليه صار معناه: أنهم يجابون على اقتراحاتهم، مثلما قالوا لما قيل لهم عن البعث قالوا: ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ [الجاثية:25] فيقال لهم: الرسل ما قالوا لكم إنكم تبعثون الآن، تبعثون متى؟ يوم القيامة، لو قالوا تبعثون الآن كان يقول: نعم، ... لكن هم قالوا: تبعثون يوم القيامة وانتظروا يوم القيامة وستجدون آباءكم.
نقول: يقول الله عز وجل حكاية عن صالح: " لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ [النمل:46] من الشرك " لولا بمعنى: هلا، وهذا من معاني.. من معاني لولا: أن تكون للتحضيض، ولها معانٍ أخرى أيضاً ويش هي؟
الطالب: ...
الشيخ : إيه. ويقال فيها: حرف؟
الطالب: ...
الشيخ : امتناع لوجود. وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ [الحج:40] ويش اللي امتنع؟
الطالب: تهديم الصوامع.
الشيخ : تهديم الصوامع لدفع الله سبحانه وتعالى الناس بعضهم لبعض. من الذي يعين هذا المعنى من هذا المعنى؟
الطالب: السياق.
الشيخ : يعينه السياق، وبهذا وبكثير من أمثاله يتبين أن الكلمات ليس لها معنىً ذاتي بمعنى أنها خلقت له، وإنما هي قوالب وثياب للمعنى الذي يدل عليه السياق، فأي ثوب تركبه بمعنى يدل على السياق فهو فهو، وبهذا التقرير أيضاً يتبين أن ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أنه لا مجاز في اللغة العربية أنه أمر صحيح، وأن كل كلمة استُعملت في مقامها فهي حقيقة فيه، وكل مثلاً ما تُعرف في هذا اللفظ إلا لذاك المعنى الذي لم تستعمل فيه ما يدل على أن ذاك هو معناها الذاتي، لأننا نقول: ليس للكائنات معنىً ذاتي. إي نعم، والله أعلم.
... يا إخوان! أننا ... الوقت بناءً على أننا تحدثنا في سابق التفسير ... واستلخصنا منه أن ... فوق الوقت، بدل ما تكون الحصة عندنا ساعة إلا ربع تكون نصف ساعة. هاه؟
الطالب: ...؟
الشيخ : والدراسة على ما هي عليه.
الطالب: ...؟
الشيخ : إيه. هذا من .... أو ....
الطالب: ...
الشيخ : . ...
الطالب: ...
الشيخ : هاه؟
الطالب: ...
الشيخ : إيه، ... من سبع ونصف إلى ثمان بالنسبة للمدرس، بالنسبة للطلبة من سبع ونصف.
أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا [النمل:45] أخاهم: مفعول أرسلنا، وصالحاً: عطف بيان له، عطف بيان وليس بدلاً، لأن كونه عطف بيان أوضح، إذ أنه يبين المبهم في قوله: أَخَاهُمْ .
يقول المؤلف: : يقول الله تعالى: إِلَى ثَمُودَ " ثمود هذه قبيلة موجودة في مكان يسمى الآن..
الطالب: مدائن.
الشيخ : مدائن صالح، ويسمى الحجر، ويسمى ديار ثمود، نعم. هذه القبيلة يسر الله تبارك وتعالى لها من أسباب العمران في السهل والجبل ما برزت به على غيرها، كما قال لهم نبيهم مذكراً لهم: وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ [الشعراء:149] نعم. وأرسل الله إليهم صالحاً، وآتاهم بآية عجيبة وهي ناقة لها شرب وللقوم شرب، يعني: أن هذه البئر التي تشرب منها الناقة وهي أوسع الآبار وأغزرها ماءً أُذِن لهم بأن يشربوا منها يوماً وأمروا بأن يدعوها يوماً للناقة تشرب منه وتذهب في اليوم الثاني للرعي، وفي اليوم الذي تشرب منه قيل: إنهم يأتون إليها، ومن سقاها دلواً أعطته دلواً من اللبن. هذا من الإسرائيليات لا تصدق ولا تكذب، لكنه مع هذه النعمة العظيمة في هذه الناقة كفروها والعياذ بالله، فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ [القمر:29] وعقر هذه الناقة وكفروا بهذه النعمة العظيمة.
يقول: " أَخَاهُمْ صَالِحًا [النمل:45] أخاهم من القبيلة " ليش قال من القبيلة؟ احتراز من الدين، لأنه ليس أخاً لهم إلا نفراً يسيراً آمنوا معه.
" صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ أي: بأن اعبدوا الله " أفادنا المؤلف أن أن هنا مصدرية، ولكن يجوز فيها وجه آخر: أن تكون تفسيرية، لأن أرسلنا يتضمن أوحينا، والوحي فيه معنى القول دون حروفه، وهذا هو دلالة أن التفسيرية أن يسبقها فعل فيه معنى القول دون حروفه. إذا قلنا أنها تفسيرية ما صح أن نقدر الباء، أي: بأن، بل نقدر أن بمعنى: أي، أن اعبدوا الله، يعني: أوحينا إليهم أن اعبدوا الله، اعبدوا الله قال: وحدوه. وهذا مأخوذ من تفسير ابن عباس فيما أظن لقوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] قال: ليوحدون، فجعل العبادة هي التوحيد، ولكن الصحيح أن العبادة: التذلل لله سبحانه وتعالى بالطاعة، لأن هذه المادة العين والباء والدال تدل على الذل، ومنه قولهم: طريق معبَّد أي: مذلل لسالكيه، فعبادة الله معناها: الذل له بالطاعة، ومنه بل من أعظم ذلك توحيده. فالصواب أن المراد بالعبادة: التذلل لله سبحانه وتعالى بالطاعة، أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ [النمل:45] نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : إيه، هو الغالب ... يكون على هذا، التعظيم بلا شك والمحبة معه.
قال: فَإِذَا هُمْ [النمل:45] الفاء: حرف عطف، وإذا: فجائية. يعني: فما الذي حصل بعد إرساله؟ إذا هم، المفاجأة بالتفرق.
" فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ [النمل:45] في الدين، فريق مؤمنون من حين إرساله إليهم، وفريق كافرون ". هاه؟
الطالب: ...؟
الشيخ : من حين يكون أحسن، لأن إذا فجائية. انقسم قومه إلى قسمين: قسم آمنوا به، وقسم آخر كفروا به. من الذين آمنوا به؟ المستضعفون، كما قال الله تعالى في سورة الأعراف.. نعم.
الطالب:...؟
الشيخ : قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ [الأعراف:75] ما قال أتؤمنون به، أتعلمون. فماذا قال هؤلاء؟ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ [الأعراف:75] يعني: لسنا نعلم فقط، بل نعلم ونؤمن، قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ [الأعراف:76] ما قالوا إنا به كافرون، بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ [الأعراف:76] بإظهار المضادة لهم والمعاندة، يعني: ما دام هذا آمنتم به وأنتم الضعفاء نحن ضدكم على طول إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ [الأعراف:76] وهذا أبلغ ما يكون -والعياذ بالله- من المضادة والمحادة والاستكبار أيضاً، كأنهم يقولون: أنتم الذين تؤمنون به هذا نكفر به، نعم.
طيب. هؤلاء الفريق آمنوا وفريق كفروا، فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ [النمل:45] يعني: يجري بينهم خصام، وهذا الخصام الذي جرى بين قوم صالح جرى أيضاً في قوم الرسول صلى الله عليه وسلم، وكل الناس قوم ولا بد: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ [الفرقان:31] لا بد من هذا، ولا يمكن أن يتمحص الحق إلا بظهور العدو، لأن العدو يورد والوحي يجيب حتى يتمحص الحق بيناً ظاهراً، حتى في الأمور الواقعية، حتى في الانتصار وفي الخذلان يحصل هذا أيضاً.
فالله تبارك وتعالى ذكر من فوائد الخذلان في أحد: وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ [آل عمران:141] فلا يتبين الحق تماماً إلا بظهور عدو له يناقضه ويعاديه حتى يظهر الحق على الباطل. فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ [النمل:45].
" قَالَ للمكذبين يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ أي: بالعذاب قبل الرحمة حيث قلتم: إن كان ما أتينا به حقاً فأتنا بالعذاب " لم تستعجلون؟ الاستفهام هنا للإنكار والتوبيخ والتعدد، يعني: أنه يوبخهم وينكر عليهم هذا الأمر ويتعجب من حالهم، لأن حال العاقل المستعجل..
الطالب: بالحسنة.
الشيخ : بالحسنة قبل السيئة، لا أن يستعجل بالسيئة قبل الحسنة، لكن السفيه -والعياذ بالله- سفيه، مثلما قالت قريش: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [الأنفال:32] ما قالوا: إن كان هذا هو الحق فاهدنا إليه، أمطر علينا حجارة، وهذا -نسأل الله العافية- في غاية ما يكون من الاستكبار ... هؤلاء يستعجلون بالسيئة قبل الحسنة ويقولون: ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين. نعم. وهذا التحدي من أعداء الرسل للرسل يدل على تماديهم في العناد، وأنهم غير مؤمنين، ولكن ذلك لا.. هذا الأمر لا يجابون إليه، وإن كان في ذلك نصر للرسول لكنهم لا يجابون إلى ذلك، لأنه إذا أجيبوا إليه صار معناه: أنهم يجابون على اقتراحاتهم، مثلما قالوا لما قيل لهم عن البعث قالوا: ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ [الجاثية:25] فيقال لهم: الرسل ما قالوا لكم إنكم تبعثون الآن، تبعثون متى؟ يوم القيامة، لو قالوا تبعثون الآن كان يقول: نعم، ... لكن هم قالوا: تبعثون يوم القيامة وانتظروا يوم القيامة وستجدون آباءكم.
نقول: يقول الله عز وجل حكاية عن صالح: " لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ [النمل:46] من الشرك " لولا بمعنى: هلا، وهذا من معاني.. من معاني لولا: أن تكون للتحضيض، ولها معانٍ أخرى أيضاً ويش هي؟
الطالب: ...
الشيخ : إيه. ويقال فيها: حرف؟
الطالب: ...
الشيخ : امتناع لوجود. وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ [الحج:40] ويش اللي امتنع؟
الطالب: تهديم الصوامع.
الشيخ : تهديم الصوامع لدفع الله سبحانه وتعالى الناس بعضهم لبعض. من الذي يعين هذا المعنى من هذا المعنى؟
الطالب: السياق.
الشيخ : يعينه السياق، وبهذا وبكثير من أمثاله يتبين أن الكلمات ليس لها معنىً ذاتي بمعنى أنها خلقت له، وإنما هي قوالب وثياب للمعنى الذي يدل عليه السياق، فأي ثوب تركبه بمعنى يدل على السياق فهو فهو، وبهذا التقرير أيضاً يتبين أن ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أنه لا مجاز في اللغة العربية أنه أمر صحيح، وأن كل كلمة استُعملت في مقامها فهي حقيقة فيه، وكل مثلاً ما تُعرف في هذا اللفظ إلا لذاك المعنى الذي لم تستعمل فيه ما يدل على أن ذاك هو معناها الذاتي، لأننا نقول: ليس للكائنات معنىً ذاتي. إي نعم، والله أعلم.
... يا إخوان! أننا ... الوقت بناءً على أننا تحدثنا في سابق التفسير ... واستلخصنا منه أن ... فوق الوقت، بدل ما تكون الحصة عندنا ساعة إلا ربع تكون نصف ساعة. هاه؟
الطالب: ...؟
الشيخ : والدراسة على ما هي عليه.
الطالب: ...؟
الشيخ : إيه. هذا من .... أو ....
الطالب: ...
الشيخ : . ...
الطالب: ...
الشيخ : هاه؟
الطالب: ...
الشيخ : إيه، ... من سبع ونصف إلى ثمان بالنسبة للمدرس، بالنسبة للطلبة من سبع ونصف.
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى:" إنك ميت وإنهم ميتون. ثم إ... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( إنك ميت وإنهم ميتو... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (كذبت ثمود بطغواها) - ابن عثيمين
- أين كان يسكن قوم ثمود وما هي قصة عقرهم الناقة ؟ - ابن عثيمين
- ذكر قصة ثمود قوم صالح - عليه السلام - . - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى : " كذبت ثمود بطغواها ........ - ابن عثيمين
- معنى قوله تعالى:" كذبت ثمود بطغواها " وحكم ا... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (كذبت ثمود بالنذر. - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعو... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : << ولقد أرسلنآ إلى ثمود أ... - ابن عثيمين
- قال الله تعالى : << ولقد أرسلنآ إلى ثمود أخا... - ابن عثيمين