تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل نترك العمل لأن كل شيئ مقدر ؟ - ابن عثيمينالسائل : شيخ بارك الله فيكم، أشكل علي عمل الأسباب الذي حث عليها الشرع والتسليم للقدر ليس مثلا إذا ذهب إلى حاجة ليعملها مثلا أو ليحصلها ثم تعثر، هو مطلوب...
العالم
طريقة البحث
هل نترك العمل لأن كل شيئ مقدر ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : شيخ بارك الله فيكم، أشكل علي عمل الأسباب الذي حث عليها الشرع والتسليم للقدر ليس مثلا إذا ذهب إلى حاجة ليعملها مثلا أو ليحصلها ثم تعثر، هو مطلوب بعمل الأسباب والمجاهدة كطالب يدرس ثم رسب، نقول لا تذاكر لأنك خلاص الله قدر عليك ترسب أو مثلا إنسان خربت سيارته.

الشيخ : لا، الله قدر عليك الرسوب الحاصل.

السائل : نعم.

الشيخ : لكن المستقبل ما ندري. ولهذا نحن لا نعلم أبدا أن الله قدر الشيء إلا بعد؟ بعد أن يقع. لكن إذا وقع ما نقول: نحن والله استقللنا به، نقول: نجزم أن الله شاءه من قبل.

السائل : شيخ هذا يحصل مع الإنسان في المجريات اليومية، أحيانا يذهب إلى طبيب.

الشيخ : نعم.

السائل : ثم ما يجد الطبيب.

الشيخ : طيب.

السائل : يروح ويرجع ما جاء الطبيب.

الشيخ : نعم.

السائل : طيب يعني يظل يحاول ولا يقول إن الله قدر.

الشيخ : لا لا، يظل يحاول، يظل يحاول.

السائل : طيب أين التسليم للقدر؟

الشيخ : الأسباب من القدر، ولهذا لما جاء عبد الله بن رواحة إلى أمير المؤمنين، نعم، أبو عبيدة عامر بن الجراج في مسألة الطاعون، وأظنها معروفة لكم.
الطالب : نعم.

الشيخ : معروفة؟
الطالب : نعم.

الشيخ : أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه رحل من المدينة إلى الشام، وفي أثناء الطريق جاءه الخبر بأن الشام قد وقع فيه الطاعون. والطاعون وباء معد مهلك، فتوقف، توقف وشاور الصحابة، وجاء بهم أفرادا بالنوع، وجاء بهم جميعا، وشاورهم، استقر الرأي على أن يرجعوا وأن لا يلقوا بأيديهم إلى التهلكة، فجاء أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام : أمين هذه الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح والذي قال عمر عند استشهاده : لو كان أبو عبيدة حيا لجعلته خليفه ، لأن الرسول قال : إنه أمين هذه الأمة جاء إلى عمر، قال: يا أمير المؤمنين، كيف نرجع ؟ أفرارا من قدر الله؟ قال: نعم، نفر من قدر الله إلى قدر .
ففعل الأسباب من قدر الله، وترك العمل من قدر الله، وعدم تأثير الأسباب من قدر الله، كل شيء من قدر الله.
ثم ضرب له مثلا، قال: أرأيت لو كان لك إبل، وكان هناك واد له شعبتان، شعبة مخصبة طيبة، أترعاها في المخصبة الطيبة أو في المجدبة؟ قال : في المخصبة. قال : إن ترعاها بقدر الله أو بغير قدر الله؟ قال : بقدر الله. قال : نحن الآن نعدل عن هذه البلاد التي فيها الوباء إلى بلاد سالمة بقدر الله .

Webiste