تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث :( إذا تبايعتم بالعينة , وأخذتم أ... - ابن عثيمينالشيخ : ففي هذا الحديث عدة فوائد : الفائدة الأولى : تحريم بيع العينة وهي كما وصفت لكم ، أن يبيع شيئا بثمن مؤجل ثم يشتريه بأقل منه نقدًا ، مثل أن يبيع سي...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث :( إذا تبايعتم بالعينة , وأخذتم أذناب البقر .... ).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ففي هذا الحديث عدة فوائد :
الفائدة الأولى : تحريم بيع العينة وهي كما وصفت لكم ، أن يبيع شيئا بثمن مؤجل ثم يشتريه بأقل منه نقدًا ، مثل أن يبيع سيارة بعشرين ألف ، ثم يشتريها من مشتريها بخمسة عشر ألفا نقدًا هذه عينة ، فإن اشتراها من غير مشتريها يعني بأن باعها الذي اشتراها منه ثم اشتراها الأول من المشتري الثاني ، فإن هذا ليس من العينة ، لأنه ليس فيه حيلة إلا أن يكون هناك موافقة بأن يقول البائع الأول للمشتري : بعها على فلان فأشتريها منه ، فإن الحيلة لا تنفع . طيب فإن باعها بعد أن تغيرت صفتها ثم اشتراها البائع بأقل مما باعها به بعد تغير الصفة ، فهل هذا جائز ؟ ها ؟
ينظر بالنقص إن كان في مقابل ما نقص من قيمتها التي باعها به فإن هذا لا بأس به ، مع أن الورع تركه لئلا ينفتح الباب ، مثاله : باع عليه سيارة بعشرين ألفا إلى سنة ، ثم حصل عليها حادث فنقصت قيمتها خمسة آلاف ، فاشتراها بخمسة عشر ألفاً فهل يجوز هذا أم لا ؟
الطالب : يجوز .

الشيخ : يجوز لكن مع ذلك الأورع تركه والأحوط لئلا يكون ذلك ذريعة إلى بيع العينة .
طيب فإن اشتراها بأقل من نقص السعر لا لفوات صفة ، فالظاهر أن ذلك لا يجوز ، يعني كانت تساوي عشرين ألفا لكن نزل السعر ، فاشتراها بقدر ما نزل فقط ، لا بالفرق بين النقد والمؤجل ، فالظاهر أن ذلك لا يجوز ، وإن اختلف السعر ، لأنه حيلة ظاهرة .
فإن اشتراها بمثل ما باعها به ؟
الطالب : جائز .

الشيخ : نعم فهذا لا بأس به لأنه من الجائز أن يبيعها عليه بعشرين ألفا إلى سنة وهي تساوي خمسة عشر ألفا ثم ترتفع الأسعار فتكون تساوي عشرين ألفا نقدا فاشتراها بعشرين ألفا يعني بمثل ما باعها به فإن هذا لا بأس به ، فصارت مسائل العينة الآن لها عدة صور : صور جائزة وصور ممنوعة : الممنوعة : أن يبيعها بثمن مؤجل ثم يشتريها بأقل منه ، أن يبيعها بثمن مؤجل ثم يشتريها منه لنقص السعر هذه الثنتين لا تجوز .
أن يبيعها بثمن مؤجل ثم يشتريها بأقل منه ويكون النقص بمقدار ما نقص من صفتها لحدوث عيب فيها أو هُزال في حيوان فهذه جائزة ولكن الأولى تركها . الرابعة : أن يشتريها بمثل ما باعها به ، فهذا جائز ، لأنه ليس فيه محظور. الخامسة : أن يشتريها بأكثر مما باعها به فهذا أيضًا جائز من باب أولى لأنه ليس في ذلك محظور .
نعم ، هذا الحديث الذي شرعنا فيه قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم بأذناب البقر : العينة قلنا : هي أن يبيع الشيء بثمن مؤجل ثم يشتريه بأقل مه نقدًا آه ؟
الطالب : الفوائد .

الشيخ : الفوائد إي إذًا نأخذ الفوائد :
من فوائد الحديث : التحذير من التشاغل ببيع العينة لقوله : إذا تبايعتم بالعينة .
وهل هذا التحذير على سبيل التحريم أو على سبيل الإرشاد ؟
نقول : هو على سبيل التحريم ، من أين أخذنا ذلك ؟
أخذنا ذلك من أنه حيلة واضحة قريبة على الربا ، لأنني إذا بعتُ عليك هذه السيارة بعشرين ألفا إلى سنة ، ثم رجعت فأخذتها منك بخمسة عشر ألفا نقدًا كأنما أعطيتُك خمسة عشر ألفاً نقدًا بعشرين ألفا إلى سنة ، وهذا حيلة ، ولهذا قال ابن عباس فيها : " إنها دراهم بدراهم دخلت بينهما حريرة " : حريرة يعني خرقة وكأنما سئل عن ثوب من الحرير بكذا مؤجل واشتري بكذا نقدًا .
طيب من فوائد الحديث : أنه لو اشتراها البائع الأول من غير المشتري فلا حرج ، كذا ؟!
الطالب : ... .

الشيخ : لا ، لو اشتراها البائع الأول من غير المشتري فلا حرج ، مثل أن يبيعها زيد على عمرو ثم يبيعها عمرو على بكر ، فيشتريها زيد من بكر ، فهذا لا بأس به ، لأن الحيلة فيه بعيدة ، وتعرضنا في الفوائد فيما لو اختلفت السلعة أو اختلفت القيمة ، فهل هذا مؤثر أو لا ؟ وذكرنا خمس صور نعم . طيب من فوائد الحديث : التحذير من التشاغل بالزرع عن الجهاد ، لقوله : وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع .
طيب ومن فوائد الحديث : أن الجهاد واجب ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من التشاغل بغيره عنه بأن الله يصيب الأمة بذل لا ينزعه حتى يرجعوا إلى دينهم .
ومن فوائد الحديث : أنه ينبغي للمسلمين ألّا ينهمكوا في طلب الدنيا لأنها تشغلهم عن الآخرة ، وفتحُ باب الانهماك في الدنيا لا شكَّ أنه يُنسي الإنسان ذكر الله عز وجل ، ونحن الآن في عصر انهمكت الناس فيه في طلب الدنيا ، فكثر التحيل عليها بالربا ، وكثر التحيل عليها بالميسر ، وكثُر التحيل عليها بالأسهم ، ولهذا ما أكثر الذين يسألون اليوم عن المساهمات والمضاربات التي لا تحل ، لأنهم انشغلوا ، شافوا مكاسب كثيرة بعمل يسير ، وزمن قريب ، فانهمكوا في الدنيا وصار هذا أكبر همهم ، اشتر كذا اشتر الليرة الفلانية اشتر الدينار الفلاني ، حتى صار الناس كأنهم ماديون ، ولا شك أن هذا فيه خطر عظيم على المسلمين ، لأن القلب وعاء إذا امتلأ بشيء لم يبق للشيء الآخر محل ، فإذا امتلأ القلب بحب الدنيا انشغل عن حب الله ورسوله وصار الإنسان ليس له هم إلا الكسب ، ولكننا نحمد الله أيضًا -نحمد الله على كل حال- ونحمد الله أنه يوجد كثير من الناس لا يقدمون على مثل هذه المضاربات وهذه الصفقات إلا بعد السؤال ، وهذا شيء لا شك أنه من نعمة الله ، إنما فتح هذه الأبواب للناس ، فتح باب الميسر بالمسابقات المحرمة لا شك أنه ضرر .
هذا الحديث كثير من العلماء ضعفه ، كثير من أهل العلم ضعفه كما يفيده كلام الشارح -رحمه الله- ، ولا شك أنَّ معناه إذا كان الجهاد فرضًا معناه صحيح ، فإن الناس إذا تركوا ما أوجب الله عليهم من الجهاد وتشاغلوا بالدنيا عنه ، فإن هذا من أسباب الذل والهزيمة .
وإذا كان الصحابة رضي الله عنهم في غزوة أُحد لما أرادوا الدنيا ، ونزلوا من الجبهة التي رتبهم النبي صلى الله عليه وسلم فيها ، حصل من الهزيمة ما حصل ، فكيف بغيرهم ؟!
فالمعنى للحديث صحيح لكن أسانيده ضعيفة طيب .
سبق لنا في الشرح أن قلنا : إن الجهاد يشمل كل ما يدافع به عن دين الله من الجهاد بالسلاح ، والجهاد بالعلم ، وأن الناس إذا كانت الأمة الإسلامية تحتاج إلى العلم الشرعي الصحيح كان التشاغل به كالتشاغل في الجهاد المسلح في السلاح ، بل قد يكون أفضل منه ، لأن الحاجة إليه عامة للمسلمين وغير المسلمين ، حتى المسلمون يحتاجون إلى إقامة دينهم المبينة على الكتاب والسنة ، فهم في حاجة إلى أن يقوموا على شريعة الله التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهم في حاجة أيضا إلى أن يعرفوا حدود الله بالنسبة لمعاملة الكفار في السلم والحرب .

Webiste