تتمة الفوائد إن وفد عبد القيس لما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم قال من القوم أو من الوفد قالوا ربيعة قال مرحبًا بالقوم أو بالوفد غير خزايا ولا ندامى فقالوا يا رسول الله إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشهر الحرام وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة وسألوه عن الأشربة فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع أمرهم بالإيمان بالله وحده قال أتدرون ما الإيمان بالله وحده قالوا الله ورسوله أعلم قال شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تعطوا من المغنم الخمس ونهاهم عن أربع عن الحنتم والدباء والنقير والمزفت وربما قال المقير وقال احفظوهن وأخبروا بهن من وراءكم
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وفي قوله : الله ورسوله أعلم ، دليل على جواز قرن الرسول عليه الصلاة والسلام أو قرن علم الرسول بعلم الله بالواو ، الله ورسوله ، ولم ينههم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع أنه قال للذي قال له : ما شاء الله وشئت . قال : أجعلتني لله ندا ، فما هو السبب ؟.
السبب أن العلم ، علم الشرع ، للرسول صلى الله وسلم أن يجتهد فيه ، وعلم الرسول بالشرع من علم الله ، لكن الأمور الكونية ليس للنبي صلى الله وسلم فيها تصرف إطلاقا ، وهو قول : ماشاء الله وشئت ، أما العلم فلا بأس ، فإن قال قائل : هل يجوز الآن أن نقول الله ورسوله أعلم ؟.
قلنا : أما في الأمور الشرعية فنعم ، لأن الرسول أعلم منا بالشرع ، وأما في الأمور الكونية فلا ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يعلم من الأمور الكونية علما مستقلا ، والآن بعد موته أيضا لا يعلم شيئا الأمور الكونية إلا أن يصح ما نقل أن أعمال أمته تعرض عليه ، فهذا من الأمور الكونية ، وإذا عرض عليه فسيعلمها .
وفيه أيضا ، نهاهم عن أربع : الحنتم ، والدباء ، والنقير، والمزفت ، وربما قال المقير ، وقال : احفظوهن وأخبروا بهن من وراءكم ، هذه أوعية ينتبذ بها ، ويسرع إليها التخمر ، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الانتباذ بها ، لكنه بعد ذلك رخص ، وقال : انتبذوا بما شئتم غير ألا تشربوا مسكرا .
السبب أن العلم ، علم الشرع ، للرسول صلى الله وسلم أن يجتهد فيه ، وعلم الرسول بالشرع من علم الله ، لكن الأمور الكونية ليس للنبي صلى الله وسلم فيها تصرف إطلاقا ، وهو قول : ماشاء الله وشئت ، أما العلم فلا بأس ، فإن قال قائل : هل يجوز الآن أن نقول الله ورسوله أعلم ؟.
قلنا : أما في الأمور الشرعية فنعم ، لأن الرسول أعلم منا بالشرع ، وأما في الأمور الكونية فلا ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يعلم من الأمور الكونية علما مستقلا ، والآن بعد موته أيضا لا يعلم شيئا الأمور الكونية إلا أن يصح ما نقل أن أعمال أمته تعرض عليه ، فهذا من الأمور الكونية ، وإذا عرض عليه فسيعلمها .
وفيه أيضا ، نهاهم عن أربع : الحنتم ، والدباء ، والنقير، والمزفت ، وربما قال المقير ، وقال : احفظوهن وأخبروا بهن من وراءكم ، هذه أوعية ينتبذ بها ، ويسرع إليها التخمر ، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الانتباذ بها ، لكنه بعد ذلك رخص ، وقال : انتبذوا بما شئتم غير ألا تشربوا مسكرا .
الفتاوى المشابهة
- شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول ا... - ابن عثيمين
- ما حكم قول : الله ورسوله أعلم - الالباني
- من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله دخ... - اللجنة الدائمة
- حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا بن علية حدثنا سعيد... - ابن عثيمين
- حدثنا خلف بن هشام حدثنا حماد بن زيد عن أبي ج... - ابن عثيمين
- حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا عباد هو ابن عب... - ابن عثيمين
- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وم... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد حديث أبي جمرة قال كنت أترجم بين ي... - ابن عثيمين
- حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا غندر قال حدثنا... - ابن عثيمين
- حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن أبي جم... - ابن عثيمين
- تتمة الفوائد إن وفد عبد القيس لما أتوا النبي... - ابن عثيمين