تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قراءة من الشرح للحديث :( من يرد الله به خيرا... - ابن عثيمين" قراءة في فتح الباري لابن حجر "القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، قال ابن حج...
العالم
طريقة البحث
قراءة من الشرح للحديث :( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ولن تزال هذه الأمة قائمة حتى يأتي أمر الله )مع التعليق.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
" قراءة في فتح الباري لابن حجر "
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، قال ابن حجر رحمه الله تعالى في شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم : ومن يرد الله به خيرا يفقه في الدين الحديث ، قوله : قال : "وهذا الحديث مشتمل على ثلاثة أحكام أحدها فضل النفقه في الدين وثانيها "

الشيخ : التفقه فضل التفقه ليست نفقة
القارئ : النفقة أنا عندي يا شيخ

الشيخ : لا غلط ، التفقه ، صحح ، الذي عنده النفقة ، يصحح
القارئ : " أحدها فضل التفقه في الدين ، وثانيها : أن المعطي في الحقيقة هو الله وثالثها : أن بعض هذه الأمة يبقى على الحق أبداً فالأول لائق بأبواب العلم والثاني لائق بقسم الصدقات ولهذا أورده مسلم في الزكاة والمؤلف في الخُمُس، والثالث لائق بذكر أشراط الساعة وقد أورده المؤلف في الاعتصام لالتفاته إلى مسألة عدم خلو الزمان عن مجتهد وسيأتي بسط القول فيه هناك وأن المراد بأمر الله هنا الريح التي تقبض روح كل من في قلبه شيء من الإيمان ويبقى شرار الناس فعليهم تقوم الساعة وقد تتعلق الأحاديث الثلاثة بأبواب العلم بل بترجمة هذا الباب خاصة من جهة إثبات الخير لمن تفقه في دين الله وأن ذلك لا يكون بالاكتساب فقط بل لمن يفتح الله عليه به وأن من يفتح الله عليه بذلك لا يزال جنسه موجوداً حتى يأتي أمر الله وقد جزم البخاري بأن المراد بهم أهل العلم بالآثار وقال أحمد بن حنبل : إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم. وقال القاضي عياض : أراد أحمد أهل السنة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث. وقال النووي : يحتمل أن تكون هذه الطائفة فرقة من أنواع المؤمنين ممن يقيم أمر الله تعالى مجاهد ، ممن يقيم أمر الله تعالى من مجاهد وفقيه ومحدث وزاهد وآمر بالمعروف وغير ذلك من أنواع الخير ولا يلزم اجتماعهم في مكان واحد بل يجوز أن يكونوا متفرقين. قلت وسيأتي بسط ذلك في كتاب الاعتصام إن شاء الله تعالى قوله : يفقهه أي يفهمه كما تقدم وهي ساكنة الهاء لأنها جواب الشرط يقال فقه بالضم إذا صار الفقه له سجية وفقه بالفتح إذا سبق غيره إلى الفهم وفقه بالكسر إذا فهم ونكر خيراً ليشمل القليل والكثير والتنكير للتعظيم لأن المقام يقتضيه ومفهوم الحديث أن من لم يتفقه في الدين أي يتعلم قواعد الإسلام وما يتصل بها من الفروع فقد حرم الخير وقد أخرج أبو يعلى حديث معاوية من وجه آخر ضعيف وزاد في آخره ومن لم يتفقه في الدين لم يبال الله به والمعنى صحيح لأن من لم يعرف أمور دينه لا يكون فقيها ولا طالب فقه فيصح أن يوصف بأنه ما أريد به الخير وفي ذلك بيان ظاهر لفضل العلماء على سائر الناس ولفضل التفقه في الدين على سائر العلوم وسيأتي بقية الكلام على الحديثين الآخرين في موضعهما من الخمس والاعتصام إن شاء الله تعالى وقوله : لن تزال هذه الأمة يعني بعض الأمة كما يجيء مصرحاً به في الموضع الذي أشرت إليه إن شاء الله تعالى" انتهى .

الشيخ : خلص ، بسم الله الرحمن الرحيم ، سبق لنا أن ذكرنا أن مفهومه لا يعني أن من لم يفقه ، لم يرد الله فيه خيراً ، ولكن معنى من فقه وصار من أهل الفقه فهو علامة على أن الله أراد به خيراً ، ولا يعني أن من لم يفقه لم يرد الله به خيراً وبهذا يزول الإشكال ، فإن من الناس من علم من دين الله ما يجب عليه فقط ، وقد أراد الله به خيراً ، آمن ، وأقام الصلاة وآتى الزكاة ، وحج ، وصام ، نعم ، لكن قد يقال إن هذا فقيه في دين الله ، لكنه ليس الفقيه الكامل ، إنما هو الفقيه بما يجب عليه ، لكن الحديث في الدين ، أي في الدين كله ، وعلى هذا فنقول المعنى أن من آتاه الله الفقه في الدين فقد أراد به خيراً ، ومن لم يؤته ذلك ، فقد يريد الله به خيرا وقد لا يريد
السائل : حديث أبي هريرة في الصحيح أيضاً ، من يرد الله به خيراً يصب منه أيضاً على ما قلت

الشيخ : مثله ، مثل هذا ، من يرد الله به خيراً يصب منه يعني يناله ، تناله المصائب ، ومع ذلك من الناس من لم يحصل عليه المصائب ، مثل غيره ، ولا يقال أنه الله لم يرد به خيراً ، نعم .

Webiste