تتمة فوائد قوله تعالى : (( ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
المشهد الثالث: الذي خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت خافوا من الموت وخرجوا من ديارهم، فقال لهم الله: موتوا. فماتوا ثم أحيَاهم، أماتَهم ليعلَموا أنّه لا مفَرَّ لهم مِن قضاء الله ثم أحياهم ليقضِيَ أجلًا مسمَّى، كم هذا المشهد؟ ...
المشهد الرابع: نعم صاحب القرية مر على قرية وهي خاوية على عروشها فقال: أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثَه .
المشهد الخامس: إبراهيم قال: رب أرِنِي كيف تحيي الموتى فأمرَه الله عز وجل أن يذبَحَ أربعة من الطيور ويجعلَ على كل جبل منها جزءًا وأن يدعُوَها ففعل فأقبلَتْ إليه حيَّة إما أنها تطير أو تمشِي بسرعة هذه خمسة مشاهد مذكورة في البقرة كلها تدُلُّ على إمكان الإحياء بعد الموت.
أمَّا قصة عيسى فكذلك أيضًا كان عيسى عليه الصلاة والسلام يحيي الموتى بإذن الله، يقف على الميت ويقول: يا فلان قم. ويقوم بل يقف على القبر، الميت مدفون ويأمره أن يخرُج حيًّا فيخرُج كما قال تعالى: وإذ تخرج الموتى بإذني ، وفي الدجال أخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام أنه يقطَع رجلًا جزلتين ويمُرُّ بينهما ثم يقِف ويأمرُه أن يُقبِل يأمُر هذا الميت القطعتين أن يُقبِل فيلتَئِم حالًا ويقوم، والناس ينظرون، هذا أيضًا شاهد محسوس فالمهم أنَّ البعث دلَّ عليه السَّمع والعقل والحس، طيب هذا الكافر يقول: ما أظنُّ الساعة قائمة .
من فوائد هذه الآية الكريمة أيضًا: أن هذا الكافر عنده من العُجْب والثقة بنفسه على أنه ليس له شيء يثِقُ به ما أمكنه أن يقول: ولئن رُجِعْتُ إلى ربي إنَّ لي عنده للحسنى .
ومن فوائد الآية: أنَّ الإقرار بالربوبية لا يُدخِل الإنسان في الإسلام، لأنَّ هذا المـُنكِر مُقِرّ بالربوبية مِن أين نأخذه؟ ليقول: ولئن رجعت إلى ربي والمشركون كانوا مُقرين بالربوبية ولئن سألْتَهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم لكنَّ الإقرار بالربوبية لا يغنِي عن الإنسان شيئًا ولقد فخِر بعض الناس الجهال أنَّ أحد رُواد الفضاء شهد بأنَّ لهذا الكون خالقًا لَمَّا صَعِد في الفضاء ورأى الأرض ورأى ما حوله من الآيات شهِد بأنَّ لها خالق، فصار بعض الناس الجهال يُطَنْطِن على إثبات أنَّ للكون خالقًا بشهادة هذا الرجل الكافر وهذا حقِيقةً يدُلُّ على ضَعف إيمانِه لأنَّ خبر الله ورسوله عن ذلك أصدَق وأوجَب للإيمان، نعم لو كنا نجادل شخصًا منكرًا لا يؤمن بالأديان فنقول له: صاحبك الذي هو مثلك أقرَّ بأنَّ للكون خالقًا ربما ينفَع فيكون هذا من باب إقامة حجتِه عليه لكننا نجعَل هذا حجَّة مطلقة فيه نظر.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة التأكيد على أنَّ هؤلاء الكافرين سوف يُخبَرُون بما عملوا لقوله: فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ، متى هذا؟ يكون يوم القيامة، فإن قال قائل: هل لهذا القيد مفهوم؟ أو هو لبيان الواقع؟ فلننبئن الذين كفروا فالجواب لبيان الواقع، ليس له مفهوم، لأنَّك لو جعلت له مفهومًا لكان المؤمنون لا يُنَبَّئُون بما عملوا مع أنهم يُنَبَّئُون قال الله تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ الله يخلو بعبده المؤمن فيُقَرِّرُه بذنوبِه: عملت كذا في يوم كذا. إذًا تقييدُ الإنباء بالكافر لبيان الواقع يعني هؤلاء الذين كذَّبوا واقِعُهم أنهم سيُنَبَّئُون بما عملوا.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنَّ كلَّ شيء مقيَّد محفُوظ على الإنسان كلّ شيء مقيَّد محسوب على الإنسان نأخذُه من قوله: بما عملوا فإنَّ ما اسم موصول تفيد العموم وقد قال الله تعالى: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد أيّ قول تلفِظُ به فلديك رقيب حاضر -عتيد يعني حاضر- يكتب ما تقول.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنَّ عذاب هؤلاء الكفار سيكون غليظًا أي شديدًا لأنَّ الغِلْظَة معناها القسوة وهي في كل موضع بحسبه فغِلَظ الطباع ليس كغلظ الطين أو العجين أو ما أشبه ذلك، غِلَظ العذاب ليس كغلظ الطين والعجين وغِلَظ القول وما أشبه ذلك كل غِلْظَة بحسبها.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات العذاب في الآخرة ولنُذيقَنَّهم من عذاب غليظ فهل هناك عذابٌ قبل الآخرة؟ الجواب نعم يُعذَّب الإنسان في قبره قبل أن يُبعَث، وهذا ثابِت في القرآن والسنة استمِعْ إليه في القرآن قال الله تعالى: ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون فقوله: أخرجوا أنفسكم يدل على أنهم شحيحون في أنفسهم لا يريدون أن تخرج ولهذا يقال: أخرجوا أنفسكم توبيخًا ثم يقال لهم اليوم تجزون عذاب الهون متى اليوم؟ يوم موتكم تُجزون عذاب الهون وهذه نصّ في إثبات عذاب القبر وقال الله تبارك وتعالى عن آل فرعون: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46]، وأما السنة فطافحة في ذلك وكثيرة ومنها ما أجمع المسلمون عليه فكلّ المسلمين يقولون في الصلاة أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر. وهل يتصوّر أن أحدًا يتعوَّذ مِن شيء إلا وهو يُؤمن بوجوده؟ عجيب لا يتصَوَّر إذًا فعذاب القبر ثابت بالقرآن والسنة والإجماع، وعليه فيكون العذاب المذكور في قوله: ولنذيقنهم من عذاب غليظ هو عذاب الآخرة وهو أشدّ من عذاب القبر أجارنا الله وإياكم مِن ذلك نعم.
الطالب: ......
الشيخ : أي نعم، لا ما يصلح
المشهد الرابع: نعم صاحب القرية مر على قرية وهي خاوية على عروشها فقال: أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثَه .
المشهد الخامس: إبراهيم قال: رب أرِنِي كيف تحيي الموتى فأمرَه الله عز وجل أن يذبَحَ أربعة من الطيور ويجعلَ على كل جبل منها جزءًا وأن يدعُوَها ففعل فأقبلَتْ إليه حيَّة إما أنها تطير أو تمشِي بسرعة هذه خمسة مشاهد مذكورة في البقرة كلها تدُلُّ على إمكان الإحياء بعد الموت.
أمَّا قصة عيسى فكذلك أيضًا كان عيسى عليه الصلاة والسلام يحيي الموتى بإذن الله، يقف على الميت ويقول: يا فلان قم. ويقوم بل يقف على القبر، الميت مدفون ويأمره أن يخرُج حيًّا فيخرُج كما قال تعالى: وإذ تخرج الموتى بإذني ، وفي الدجال أخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام أنه يقطَع رجلًا جزلتين ويمُرُّ بينهما ثم يقِف ويأمرُه أن يُقبِل يأمُر هذا الميت القطعتين أن يُقبِل فيلتَئِم حالًا ويقوم، والناس ينظرون، هذا أيضًا شاهد محسوس فالمهم أنَّ البعث دلَّ عليه السَّمع والعقل والحس، طيب هذا الكافر يقول: ما أظنُّ الساعة قائمة .
من فوائد هذه الآية الكريمة أيضًا: أن هذا الكافر عنده من العُجْب والثقة بنفسه على أنه ليس له شيء يثِقُ به ما أمكنه أن يقول: ولئن رُجِعْتُ إلى ربي إنَّ لي عنده للحسنى .
ومن فوائد الآية: أنَّ الإقرار بالربوبية لا يُدخِل الإنسان في الإسلام، لأنَّ هذا المـُنكِر مُقِرّ بالربوبية مِن أين نأخذه؟ ليقول: ولئن رجعت إلى ربي والمشركون كانوا مُقرين بالربوبية ولئن سألْتَهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم لكنَّ الإقرار بالربوبية لا يغنِي عن الإنسان شيئًا ولقد فخِر بعض الناس الجهال أنَّ أحد رُواد الفضاء شهد بأنَّ لهذا الكون خالقًا لَمَّا صَعِد في الفضاء ورأى الأرض ورأى ما حوله من الآيات شهِد بأنَّ لها خالق، فصار بعض الناس الجهال يُطَنْطِن على إثبات أنَّ للكون خالقًا بشهادة هذا الرجل الكافر وهذا حقِيقةً يدُلُّ على ضَعف إيمانِه لأنَّ خبر الله ورسوله عن ذلك أصدَق وأوجَب للإيمان، نعم لو كنا نجادل شخصًا منكرًا لا يؤمن بالأديان فنقول له: صاحبك الذي هو مثلك أقرَّ بأنَّ للكون خالقًا ربما ينفَع فيكون هذا من باب إقامة حجتِه عليه لكننا نجعَل هذا حجَّة مطلقة فيه نظر.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة التأكيد على أنَّ هؤلاء الكافرين سوف يُخبَرُون بما عملوا لقوله: فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ، متى هذا؟ يكون يوم القيامة، فإن قال قائل: هل لهذا القيد مفهوم؟ أو هو لبيان الواقع؟ فلننبئن الذين كفروا فالجواب لبيان الواقع، ليس له مفهوم، لأنَّك لو جعلت له مفهومًا لكان المؤمنون لا يُنَبَّئُون بما عملوا مع أنهم يُنَبَّئُون قال الله تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ الله يخلو بعبده المؤمن فيُقَرِّرُه بذنوبِه: عملت كذا في يوم كذا. إذًا تقييدُ الإنباء بالكافر لبيان الواقع يعني هؤلاء الذين كذَّبوا واقِعُهم أنهم سيُنَبَّئُون بما عملوا.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنَّ كلَّ شيء مقيَّد محفُوظ على الإنسان كلّ شيء مقيَّد محسوب على الإنسان نأخذُه من قوله: بما عملوا فإنَّ ما اسم موصول تفيد العموم وقد قال الله تعالى: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد أيّ قول تلفِظُ به فلديك رقيب حاضر -عتيد يعني حاضر- يكتب ما تقول.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنَّ عذاب هؤلاء الكفار سيكون غليظًا أي شديدًا لأنَّ الغِلْظَة معناها القسوة وهي في كل موضع بحسبه فغِلَظ الطباع ليس كغلظ الطين أو العجين أو ما أشبه ذلك، غِلَظ العذاب ليس كغلظ الطين والعجين وغِلَظ القول وما أشبه ذلك كل غِلْظَة بحسبها.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات العذاب في الآخرة ولنُذيقَنَّهم من عذاب غليظ فهل هناك عذابٌ قبل الآخرة؟ الجواب نعم يُعذَّب الإنسان في قبره قبل أن يُبعَث، وهذا ثابِت في القرآن والسنة استمِعْ إليه في القرآن قال الله تعالى: ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون فقوله: أخرجوا أنفسكم يدل على أنهم شحيحون في أنفسهم لا يريدون أن تخرج ولهذا يقال: أخرجوا أنفسكم توبيخًا ثم يقال لهم اليوم تجزون عذاب الهون متى اليوم؟ يوم موتكم تُجزون عذاب الهون وهذه نصّ في إثبات عذاب القبر وقال الله تبارك وتعالى عن آل فرعون: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46]، وأما السنة فطافحة في ذلك وكثيرة ومنها ما أجمع المسلمون عليه فكلّ المسلمين يقولون في الصلاة أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر. وهل يتصوّر أن أحدًا يتعوَّذ مِن شيء إلا وهو يُؤمن بوجوده؟ عجيب لا يتصَوَّر إذًا فعذاب القبر ثابت بالقرآن والسنة والإجماع، وعليه فيكون العذاب المذكور في قوله: ولنذيقنهم من عذاب غليظ هو عذاب الآخرة وهو أشدّ من عذاب القبر أجارنا الله وإياكم مِن ذلك نعم.
الطالب: ......
الشيخ : أي نعم، لا ما يصلح
الفتاوى المشابهة
- الكلام على عذاب القبر أولا : الأدلة من الكتا... - ابن عثيمين
- كيف يتقي المسلم عذاب القبر وعذاب النار ؟ - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( ويستجيب الذين آمنوا وع... - ابن عثيمين
- ما وجه استدلال أهل العلم بقوله تعالى : (( ول... - ابن عثيمين
- ما حكم من يستدل بقوله تعالى : (( ولنذيقهم من... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد قوله تعالى : (( ... أولم يروا أن... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( فلنذيقن الذين كفروا عذ... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( ولئن )) لام... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( لا يسأم الإنسان من دعا... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( ولئن أذقناه رحمة منا م... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد قوله تعالى : (( ولئن أذقناه رحمة... - ابن عثيمين