تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد قوله تعالى : (( ولئن أذقناه رحمة منا م... - ابن عثيمينومن فوائد هذه الآية الكريمة وهي قوله تعالى:  ولئن أذقْنَاه رحمةً منا مِن بعد ضراءَ مسَّته ليقولن هذا لي  من فوائدها: أنَّ مِن عباد الله مَن لا يشْكُر ال...
العالم
طريقة البحث
فوائد قوله تعالى : (( ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ومن فوائد هذه الآية الكريمة وهي قوله تعالى: ولئن أذقْنَاه رحمةً منا مِن بعد ضراءَ مسَّته ليقولن هذا لي من فوائدها: أنَّ مِن عباد الله مَن لا يشْكُر الله عز وجل ولا يعترِفُ له بالفضل فإذا جاءَتْه الرحمة بعد الضراء ادَّعَى أنَّ هذا بعملِه وأنه محقُوقٌ به وأهلٌ له لقوله تبارك وتعالى: ولئن أذقناه رحمةً منا من بعد ضراء مسته إلى آخرِه.
ومن فوائد الآية الكريمة: أنَّ الرحمة إنما هي مِن الله عز وجل لا يستطيع الإنسان أن يجلب لنفسه نفعًا ولا أن يدفع عنها ضررًا بل ذلك إلى الله ولكن الله قد جعل لكل شيء سببًا فللرحمة أسباب وللعذاب أسباب.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: بيان حال هذا الإنسان الذي إذا أصابته الرحمة والخير قال: هذا لي ثم ادَّعى دعوى أخرى أنه لو رَجَع إلى الله لوجدَ عنده خيرًا من ذلك مع أنَّه ينكِر قيام الساعة.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنَّ الإقرار بالربوبية لا يكفي في توحيد الإنسان وإيمانِه، لأنَّ هذا الرجل قد أقَرَّ بالربوبِيَّة في قوله: رُجِعْتُ إلى رَبِّي .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: تهديدُ مَن هذه حالُه بأنَّ الله سبحانه وتعالى سوف يُقَرِّرُه بذنوبه ويُذِيقُه من العذاب الغليظ لقوله: فلننبئن الذين كفروا .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنَّ الإظهار في موضع الإضمار في موضعِه خيرٌ من الإضمار، يعني إذا دارَ الأمر بين أن تأتِي بضمِير المتحَدث عنه أو باسمٍ ظاهر فإنَّ الأصل أن تأتِي بالضمير، لكن إذا صار هناك فائدة في الإظهار في محل الإضمار فهو أولى وأحسن، الإظهار في موضع الإضمار في قوله: فلننبئن الذين كفروا ولو أضمر لقال: فلننبئنه لكنه أظهر في موضع الإضمار، الإظهار في موضع الإضمار ذكرْنا أن فيه ثلاث فوائد مَن يحفظُها؟
الطالب: .....

الشيخ : بيان الصفة أو الوصْف الذي استحَقَّ من أجلِه أن يُعاقَب بهذه العقوبة، الثاني؟
الطالب:.....

الشيخ : يعني معناه التسجيل عليهم بالكفر التسجيل على من هذه حالُه بالكفر.
الطالب: بيان العموم

الشيخ : نعم بيان العموم يعني أنَّ هذا الوعيد ليس لهذا الرجل وحدَه بل لِكُلِّ كافر هذا بالنسبة للآية التي معنا، ففي الإظهار في موضع الإضمار هذه الفوائد، فيه أيضا فائدة رابعة وهي: انتباه المخاطب، لأنَّ الكلام إذا كان على نسَقٍ واحد بضمائره ومظهَرَاتِه فإنَّ الإنسان لا ينتبه لكن إذا جاء شيء يخرج الكلام عن سياقِه فإنَّه لا بد أن ينتبه.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات البعث لقوله: فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ .
ومن فوائدها: عمومُ عِلْمِ الله عز وجل لأنَّ الـمُنْبِئَ بالعمل لا بدَّ أن يكون عالِمًا به.
ومن فوائد الآية الكريمة: بيان عظمة الله سبحانه وتعالى حيث أضَاف الضَّمَائِرَ إليه بصيغة الجمع والجمْعُ للواحد يُرَاد به التعظيم، ثم قال الله تعالى: وإذا أنعمْنا على الإنسان أعرض ونَئَا بجانبه المراد بالإنسان هنا الجنس كما قال المؤلف، يعني أنَّ جنس الإنسان بالنظر إلى كونِه إنسانًا فقط هذه حالُه إذا أنعَمْنا على الإنسان أعرض عن الشُّكْر، وما هو الشكر؟ الشكر حقيقةً هو طاعة الله عز وجل هذا هو الشكر ويكون بالقلب وباللسان وبالجوارح، ويدلّ على أنَّ الشكر هو طاعة الله قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال الله تعالى: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا وقال للمؤمنين: يا أيها الذين آمنوا كلُوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله فجعلَ النبيّ صلى الله عليه وسلم الشُّكْرَ لله هو العمل الصالح، يعني القيام بطاعة الله، فالشكر إذًا هو القيام بطاعة الله ويكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالجوارح، أما بالقلب فهو شُعُور الإنسان بأنَّ هذه النعمة مِن الله سبحانه وتعالى، وأنَّه لولا فَضْلُ الله ما حَصَلَت له فيُقِرُّ بقلبِه ويعترِف أنَّ ذلك مِن عند الله وليس بحولِه وقُوَّتِه، وأما اللسان الشكر باللسان فالتحدثُ بنعمة الله عز وجل اعترافًا بفضله لا افتخارًا على خلقِه، بأن يقول: الحمد لله قد رزقَني الله أموالًا وأولادًا وعلمًا وجاهًا وما أشبه ذلك، ومِن الشكر باللسان جميعُ الطاعات القولِيَّة فإنَّها مِن الشكر باللسان فقراءَة القرآن الأخ! هل هي من الشكر أو لا؟
الطالب: لا

الشيخ : مِن الشكر لأنَّ كلَّ طاعَةٍ باللسان فهي مِن شُكرِ الله عز وجل، الشُّكْر بالجوارح العمل كالركوع والسجود والقيام والقعود والصدقة وما إلى ذلك وفي هذا يقول الشاعر:
أفادتْكُم النَّعْمَاءُ مني ثلاثةً يدي ولساني والضَّمِير المحَجَّبَا

Webiste