تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف :وقول الله تعالى : (( أفرأيتم... - ابن عثيمينالشيخ : يقول المؤلف رحمه الله : " وقول الله تعالى :  أفرأيتم اللات والعزى  " الآيات هذه الجملة كما تعلمون بعد أن ذكر الله المعراج فإن سبحان الذي أسرى بع...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف :وقول الله تعالى : (( أفرأيتم اللات والعزى ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله : " وقول الله تعالى : أفرأيتم اللات والعزى " الآيات هذه الجملة كما تعلمون بعد أن ذكر الله المعراج فإن سبحان الذي أسرى بعبده ليلا فيها إشارة إلى الإسراء وسورة النجم فاتحتها فيها الإشارة إلى المعراج والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى إلى آخره كل هذه الآيات تدل على المعراج لما ذكر الله هذا المعراج العظيم قال سبحانه وتعالى : لقد رأى من آيات ربه الكبرى فالصحيح أن الكبرى صفة لآيات وليست مفعولاً لرأى إذ أن ما رآه ليس أكبر آيات الله بعض المعربين يقول : لقد رأى الكبرى من آيات الله وبعض المعربين يقول : لقد رأى من آيات الله الكبرى وعلى الرأي الأول يكون ما رآه الرسول ها أكبر شيء وعلى الرأي الثاني يكون من أكبر الأشياء وهذا هو الصحيح بعد أن ذكر الله ما رأى النبي عليه الصلاة والسلام من هذه الآيات انتقل إلى تهجين هذه الأصنام وتهجين عابديها فقال : أفرأيتم اللات والعزى أخبروني ما شأنها وما حالها بالنسبة إلى هذه الآيات العظيمة أتكون شيئاً ؟ نعم ولا لا ؟
الطالب : لا

الشيخ : لا فالاستفهام هنا للاستخفاف والاستهجان بهذه الأصنام وأرأيتم بمعنى أخبروني ما حالها وما شأنها واللات تُقرأ باللات بالتشديد وباللات بالتخفيف لكن اللات ما هي قراءة سبعية اللات فيها قراءة لابن عباس بالتشديد فعلى قراءة التشديد تكون اسم فاعل من اللتّ وكان هذا الصنم أصله رجل يلتّ السويق للحاج يعني يجعل فيه سمن ويثريه ويطعمه الحجاج فلما مات عكفوا على قبره وجعلوه صنماً وأما على قراءة التخفيف أفرأيتم اللات فإن اللات مشتقة من الله نعم أو من الإله فهم اشتقوا من أسماء الله اسماً لهذا الصنم وسموه باللات وهي معبودة عند قريش وأما العزى فالعزى مؤنث عزيز قالوا وهي مأخوذة من العزيز من اسم الله العزيز وهي أيضا صنم يعبد من دون الله سبحانه وتعالى ومناة الثالثة الأخرى مناة صنم بالمشلل هذه مناة أيضاً صنم يُعبد قالوا إنها مشتقة من المنان مأخوذة من اسم الله تعالى المنان فاشتقوا من أسماء الله اسما لهذا الصنم وقيل مشتقة من منى لكثرة ما يمنى عندها من الدماء ويمنى بمعنى يراق ومنه سميت مِنى لكثرة ما يراق فيها من الدماء وكان هذا الصنم يقصده المشركون ويذبحون عنده فسموه مناة هو في قوله تعالى : الثالثة الأخرى إشارة أن هذه التي تعظمونها وتذبحون عندها وتكثر إراقة الدماء حولها أنها أخرى بمعنى متأخرة ذميمة حقيرة مأخوذة من قولهم : فلان الأَخِرُ أي الذميم حقير هذه الأصنام الثلاثة المشهورة عند العرب المعبودة عندهم ما حالها بالنسبة لما رأى النبي عليه الصلاة والسلام ؟ لا شيء المؤلف يقول : " الآيات " معنى هذا أنه يريد منا أن نستمر في شرح الآيات قال :
قال الله تعالى : ألكم الذكر وله الأنثى هذا أيضا استفهام إنكار على من ؟ على المشركين الذين يجعلون لله تعالى البنات ولهم البنون فإذا ولد لهم ولد ذكر فرحوا به واستبشروا به وإذا ولدت الأنثى ظل وجه الإنسان منهم مسودا وهو كظيم ومع ذلك يقولون إن الملائكة بنات الله فيجعلون البنات لله والعياذ بالله تلك إذا قسمة ضيزى ضيزى بمعنى جائرة لأنه على الأقل إذا أردتم القسمة فاجعلوا لكم من البنات نصيبا واجعلوا لله من البنين نصيباً أما أن تجعلوا البنين الذي تختارونه لأنفسكم وتجعلون ما تكرهون لله فهي قسمة جائرة إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ الضمير في هي يعود إلى الأصنام يعني هذه الأصنام التي سميتموها باللات والعزى ومناة وجعلتموها واتخذتموها آلهة تعبدونها هي أسماء سميتموها ولكنه ما أنزل الله بها من سلطان أي من حجة ودليل فهل أنزل الله أن هذه الأصنام آلهة بل أبطلها سبحانه وتعالى ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِير .

Webiste