شرح قول المصنف :وقوله : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) - ( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما )
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : طيب ننتقل الآن إلى صفة الرحمة يقول المؤلف : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم هذه آية أتى بها المؤلف ليثبت بها حكما ما هي مقدمة لما بعدها أو مقدمة لما بعدها ؟ آية مستقلة يستدل بها على إثبات الرحمة لله عز وجل وقد سبق لنا شرح هذه الآية مرارا وتكرارا فلا حاجة إلى إعادته .
يقول : رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً هذا يقوله الملائكة الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ الله أكبر ما أعظم الإيمان الملائكة حول العرش يحملون العرش يدعون الله لك الملائكة تدعو الله لك يقولون هذا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ الملائكة يدعون لك .
قال : رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً فكل شيء وصله علم الله وهو واصل لكل شيء فإن رحمته وصلت إليك لأن الله قرن بينهما في هذا الحكم رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً وهذه هي الرحمة العامة التي تشمل جميع المخلوقات حتى الكفار ؟ نعم لأن قلنا الرحمة هذه مع العلم فكل ما بلغه علم الله وعلم الله بالغ لكل شيء فقد بلغته رحمته فكما يعلم الكافر يرحم الكافر أيضا، لكن رحمته للكافر رحمة جسدية فقط بدنية دنيوية قاصرة غاية القصور بالنسبة لرحمة المؤمن فالذي يرزق الكافر هو الله الذي يرزقه بالطعام والشراب واللباس والمسكن والمنكح وغير ذلك هو الله هذه رحمة، أما المؤمنون فرحمتهم رحمة أخص من هذا وأعظم لأنها رحمة إيمانية قلبية، ولهذا تجد المؤمن أحسن حالا من الكافر حتى في أمور الدنيا لأن الله يقول : مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ إيش ؟ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً الحياة الطيبة هذه مفقودة بالنسبة للكفار حياتهم كحياة البهائم إذا شبع روّث إذا لم يشبع انسفط بطنه وقام يولول هؤلاء كذلك الكفار إن شبعوا بطروا وإلا قاموا يولولون ولا يستفيدون من دنياهم لكن المؤمن إن أصابته ضراء صبر واحتسب الأجر على الله عز وجل وإن أصابته سراء شكر فهو في خير في هذا وفي هذا وقلبه منشرح مطمئن ماشي مع القضاء والقدر لا جزع عند البلاء ولا بطر عند النعماء بل هو متوازن مستقيم معتدل، فهذه فرق بين الرحمة هذه وهذه حتى في الدنيا يفرقون، لكن مع الأسف الشديد يا أخوة أن منا أناسا الأن يريدون أن يلحقوا بركب الكفار في الدنيا يريدون أن يلحقوا بهم حتى جعلوا الدنيا هي همهم إن أعطوا رضوا وإن لم يعطوا إذا هم يسخطون هؤلاء مهما بلغوا في الرفاهية الدنيوية فهم في جحيم ما ذاقوا لذة الدنيا أبدا إنما ذاقها من آمن بالله وعمل صالحا ولهذا قال بعض السلف : " والله لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف " أعطوني إياه يقتلوننا بالسيوف يأخذونه منا لأنه حال بينهم وبين هذا النعيم ما هم عليه من الفسوق والعصيان والركون إلى الدنيا وأنها أكبر همهم ومبلغ علمهم فتنة .
طيب الرحمن الرحيم قال : رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً ويش إعراب رَحْمَةً ؟ تمييز محول عن الفاعل وكذلك وَعِلْماً لأن الأصل ربنا وسعت رحمتك وعلمك كل شيء فهو محول عن الفاعل طيب .
يقول : رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً هذا يقوله الملائكة الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ الله أكبر ما أعظم الإيمان الملائكة حول العرش يحملون العرش يدعون الله لك الملائكة تدعو الله لك يقولون هذا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ الملائكة يدعون لك .
قال : رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً فكل شيء وصله علم الله وهو واصل لكل شيء فإن رحمته وصلت إليك لأن الله قرن بينهما في هذا الحكم رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً وهذه هي الرحمة العامة التي تشمل جميع المخلوقات حتى الكفار ؟ نعم لأن قلنا الرحمة هذه مع العلم فكل ما بلغه علم الله وعلم الله بالغ لكل شيء فقد بلغته رحمته فكما يعلم الكافر يرحم الكافر أيضا، لكن رحمته للكافر رحمة جسدية فقط بدنية دنيوية قاصرة غاية القصور بالنسبة لرحمة المؤمن فالذي يرزق الكافر هو الله الذي يرزقه بالطعام والشراب واللباس والمسكن والمنكح وغير ذلك هو الله هذه رحمة، أما المؤمنون فرحمتهم رحمة أخص من هذا وأعظم لأنها رحمة إيمانية قلبية، ولهذا تجد المؤمن أحسن حالا من الكافر حتى في أمور الدنيا لأن الله يقول : مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ إيش ؟ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً الحياة الطيبة هذه مفقودة بالنسبة للكفار حياتهم كحياة البهائم إذا شبع روّث إذا لم يشبع انسفط بطنه وقام يولول هؤلاء كذلك الكفار إن شبعوا بطروا وإلا قاموا يولولون ولا يستفيدون من دنياهم لكن المؤمن إن أصابته ضراء صبر واحتسب الأجر على الله عز وجل وإن أصابته سراء شكر فهو في خير في هذا وفي هذا وقلبه منشرح مطمئن ماشي مع القضاء والقدر لا جزع عند البلاء ولا بطر عند النعماء بل هو متوازن مستقيم معتدل، فهذه فرق بين الرحمة هذه وهذه حتى في الدنيا يفرقون، لكن مع الأسف الشديد يا أخوة أن منا أناسا الأن يريدون أن يلحقوا بركب الكفار في الدنيا يريدون أن يلحقوا بهم حتى جعلوا الدنيا هي همهم إن أعطوا رضوا وإن لم يعطوا إذا هم يسخطون هؤلاء مهما بلغوا في الرفاهية الدنيوية فهم في جحيم ما ذاقوا لذة الدنيا أبدا إنما ذاقها من آمن بالله وعمل صالحا ولهذا قال بعض السلف : " والله لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف " أعطوني إياه يقتلوننا بالسيوف يأخذونه منا لأنه حال بينهم وبين هذا النعيم ما هم عليه من الفسوق والعصيان والركون إلى الدنيا وأنها أكبر همهم ومبلغ علمهم فتنة .
طيب الرحمن الرحيم قال : رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً ويش إعراب رَحْمَةً ؟ تمييز محول عن الفاعل وكذلك وَعِلْماً لأن الأصل ربنا وسعت رحمتك وعلمك كل شيء فهو محول عن الفاعل طيب .
الفتاوى المشابهة
- في الحديث يقول (سمي الله ) وفي حديث أخر يقول... - ابن عثيمين
- تتمة التعليق على تفسير الجلالبين : (( ويؤمنو... - ابن عثيمين
- قراءة من الشرح في حديث الرحمة مع تعليق الشيخ . - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى:" الرحمن الرحيم ". - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : قوله : (بالمؤمنين رءوف رحيم) - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (الرحمن الرحيم) - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف :وقوله ( وكان بالمؤمنين رحيما... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف :"بسم الله الرحمن الرحيم . - ابن عثيمين
- قال المؤلف "ومتضمن أيضاً للرحمة الواسعة التي... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف :وقوله(ورحمتي وسعت كل شيء ) -... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف :وقوله : ( بسم الله الرحمن ال... - ابن عثيمين