شرح قول المصنف وقوله : ( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون )
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم قال ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله من ولد هذه مِن زائدة في الإعراب لكنها زائدة في المعنى، تزيد في المعنى لأنها تدل على تأكيد النفي ما اتخذ الله ولداً لا عزيراً ولا المسيح ولا الملائكة ولا غيرهم، لأنه لم يلد ولم يولد وما كان معه من إله نقول في: من إله كما قلنا من ولد وقوله من إله إله بمعنى مألوه مثل غراس بمعنى
الطالب : مغروس
االشيخ : وبناء بمعنى مبني، فراش بمعنى مفروش، فالإله بمعنى المألوه أي المعبود المتذلَّل له، والمراد بالنفي هنا الإله الحق يعني ما كان معه من إله حق ، أما الآلهة الباطلة فهي موجودة لكن لكونها باطلة كانت كالعدم فصح أن نقول ما كان مع الله من إله
إذن يعني لو كان له إله يماثله إذن يعني إذ لو كان معه إله يماثله لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض صحيح هذا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : لو كان هناك إله آخر يساوي الله عز وجل كان يصير له ملك خاص ولله ملك خاص ولا لا .
الطالب : نعم
الشيخ : طيب يعني لانفرد كل واحد منهم بما خلق قال هذا خلق لي وذا خلق لك وحيئذٍ يريد كل منهما أن يسيطر على الآخر، كما جرت به العادة ملوك الدنيا الآن كل واحد منهم يريد أن يسيطر على الآخر وتكون المملكة كلها له كلها له حينئذٍ إما أن يتمانعا فيعجِز كل واحد منهما عن الآخر وإذا عجَز كل واح منهما عن الآخر
الطالب : ...
الشيخ : ما صح أن يكونا إلهين ليش لأن الإله لا يكون عاجزا وإما أن يعلو أحدهما على الآخر فالعالي هو الإله صح ولا لا ؟
الطالب : صح
الشيخ : ترجع المسألة إلى أنه لابد أن يكون للعالم
الطالب : إله واحد
الشيخ : إله واحد ولا يمكن أن يكون للعالم إلهان أبدا ، لأن القضية لا تخرج من هذين الاحتمالين كما أننا أيضا إذا شاهدنا الكون علويه وسفليه وجدنا أنه كون يصدر عن مدبر واحد، وإلا لكان فيه تناقض يكون أحد الإلهين يقول أنا أبي الشمس تطلع من المغرب والثاني يقول أبيها تطلع من المشرق، لأن اتفاق الإرادتين بعيد جدا ولا سيما أن المقام مقام سلطة كل واحد يريد أن يفرض رأيه ومعلوم أننا لا نشاهد الآن الشمس تطلع يوماً مع هذا ويوما مع هذا ويوم تتأخر لأن الثاني منعها ويوم تتقدم لأن الثاني قال يلا طلعها ما نجد هذا نجد أن الكون كله نعم كله واحد متناسب متناسق مما يدل دلالة ظاهرة على أن المدبر له واحد وهو الله عز وجل، فبين الله سبحانه وتعالى بدليل عقلي أنه لا يُمكن التعدد إذ لو أمكن التعدد لحصل هذا لانفصل كل واحد عن الثاني وذهب كل إله بما خلق وحينئذٍ إما أن يعجَز أحدهما عن الآخر، وإما أن يعلو أحدهما الآخر ، فإن كان الأول لم يصلح أي واحد منهما للألوهية وإن كان الثاني ها فالعالي هو الإله وحينئذٍ يكون الإله واحدا
قال الله تعالى سبحان الله عما يصفون أي تنزيها لله عز وجل عما يصفه به الملحدون الجاحدون المشركون عالمِ الغيب والشهادة الغيب ما غاب عن الناس والشهادة ما شهده الناس فتعالى الله عما يشركون شف هنا قال : سبحان الله عما يصفون لأنهم يقولون بأفواههم فنزه نفسه عنه أما هنا قال : عما يشركون لأنهم يجعلون له شركاء هذا الصنم وهذا الصنم فقال تعالى يعني ترفع وتقدس وتنزه عن هذه الأصنام والله أعلم .
الطالب : شيخ
الشيخ : نعم
الطالب : شيخ الطرق المسلكية
الشيخ : المسلكية أنها تحمل الإنسان على الإخلاص لله عز وجل
الطالب : المكرفون المكرفون يا شيخ
الشيخ : خلاص هو يسأل واحد
الطالب : ...
الشيخ : إن شاء الله تعالى طيب
الطالب : شيخ شيخ محمد
الشيخ : والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد : فما زلنا في استعراض الآيات التي فيها الصفات السلبية التي مدلولها انتفاء تلك الصفة وظهور كمال ضدها لله عز وجل وتقدم الكلام على عدة آيات آخرها قوله تعالى : ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذن لذهب كل إله بما خلق وذكرنا أن في هذا دليلاً عقليا على امتناع تعدد الآلهة عقليا وحسيا وهو لو تعددت الآلهة لانفرد كل إله بخلقه ولم يتحد نظام العالم وبعد هذا الانفراد فإن العادة جارية بأن كل واحد من هذين الإلهين يطلب العلو على الآخر وإذا طلب العلو على الآخر فإما أن يعلو عليه وإما أن يعجز عنه فإن علا عليه صار هو الإله وانفرد بالألوهية وإن عجز كل واحد منهما عن الآخر لم يصلح أن يكون واحد منهما رباً لماذا ؟
الطالب : لعجزه
الشيخ : للعجز والرب لا بد أن يكون كامل القدرة طيب وفي الآية نفسها يقول عز وجل: سبحان الله عما يصفون أي تنزيها له عما يصفه هؤلاء المشركون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون أي ترفع وعلا عما يشركون به من الأصنام فوصف الله تعالى بالتنزه عن وصف نسفه بالتنزه عن وصف هؤلاء المشركين وبالترفع عن آلهتهم
الطالب : مغروس
االشيخ : وبناء بمعنى مبني، فراش بمعنى مفروش، فالإله بمعنى المألوه أي المعبود المتذلَّل له، والمراد بالنفي هنا الإله الحق يعني ما كان معه من إله حق ، أما الآلهة الباطلة فهي موجودة لكن لكونها باطلة كانت كالعدم فصح أن نقول ما كان مع الله من إله
إذن يعني لو كان له إله يماثله إذن يعني إذ لو كان معه إله يماثله لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض صحيح هذا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : لو كان هناك إله آخر يساوي الله عز وجل كان يصير له ملك خاص ولله ملك خاص ولا لا .
الطالب : نعم
الشيخ : طيب يعني لانفرد كل واحد منهم بما خلق قال هذا خلق لي وذا خلق لك وحيئذٍ يريد كل منهما أن يسيطر على الآخر، كما جرت به العادة ملوك الدنيا الآن كل واحد منهم يريد أن يسيطر على الآخر وتكون المملكة كلها له كلها له حينئذٍ إما أن يتمانعا فيعجِز كل واحد منهما عن الآخر وإذا عجَز كل واح منهما عن الآخر
الطالب : ...
الشيخ : ما صح أن يكونا إلهين ليش لأن الإله لا يكون عاجزا وإما أن يعلو أحدهما على الآخر فالعالي هو الإله صح ولا لا ؟
الطالب : صح
الشيخ : ترجع المسألة إلى أنه لابد أن يكون للعالم
الطالب : إله واحد
الشيخ : إله واحد ولا يمكن أن يكون للعالم إلهان أبدا ، لأن القضية لا تخرج من هذين الاحتمالين كما أننا أيضا إذا شاهدنا الكون علويه وسفليه وجدنا أنه كون يصدر عن مدبر واحد، وإلا لكان فيه تناقض يكون أحد الإلهين يقول أنا أبي الشمس تطلع من المغرب والثاني يقول أبيها تطلع من المشرق، لأن اتفاق الإرادتين بعيد جدا ولا سيما أن المقام مقام سلطة كل واحد يريد أن يفرض رأيه ومعلوم أننا لا نشاهد الآن الشمس تطلع يوماً مع هذا ويوما مع هذا ويوم تتأخر لأن الثاني منعها ويوم تتقدم لأن الثاني قال يلا طلعها ما نجد هذا نجد أن الكون كله نعم كله واحد متناسب متناسق مما يدل دلالة ظاهرة على أن المدبر له واحد وهو الله عز وجل، فبين الله سبحانه وتعالى بدليل عقلي أنه لا يُمكن التعدد إذ لو أمكن التعدد لحصل هذا لانفصل كل واحد عن الثاني وذهب كل إله بما خلق وحينئذٍ إما أن يعجَز أحدهما عن الآخر، وإما أن يعلو أحدهما الآخر ، فإن كان الأول لم يصلح أي واحد منهما للألوهية وإن كان الثاني ها فالعالي هو الإله وحينئذٍ يكون الإله واحدا
قال الله تعالى سبحان الله عما يصفون أي تنزيها لله عز وجل عما يصفه به الملحدون الجاحدون المشركون عالمِ الغيب والشهادة الغيب ما غاب عن الناس والشهادة ما شهده الناس فتعالى الله عما يشركون شف هنا قال : سبحان الله عما يصفون لأنهم يقولون بأفواههم فنزه نفسه عنه أما هنا قال : عما يشركون لأنهم يجعلون له شركاء هذا الصنم وهذا الصنم فقال تعالى يعني ترفع وتقدس وتنزه عن هذه الأصنام والله أعلم .
الطالب : شيخ
الشيخ : نعم
الطالب : شيخ الطرق المسلكية
الشيخ : المسلكية أنها تحمل الإنسان على الإخلاص لله عز وجل
الطالب : المكرفون المكرفون يا شيخ
الشيخ : خلاص هو يسأل واحد
الطالب : ...
الشيخ : إن شاء الله تعالى طيب
الطالب : شيخ شيخ محمد
الشيخ : والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد : فما زلنا في استعراض الآيات التي فيها الصفات السلبية التي مدلولها انتفاء تلك الصفة وظهور كمال ضدها لله عز وجل وتقدم الكلام على عدة آيات آخرها قوله تعالى : ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذن لذهب كل إله بما خلق وذكرنا أن في هذا دليلاً عقليا على امتناع تعدد الآلهة عقليا وحسيا وهو لو تعددت الآلهة لانفرد كل إله بخلقه ولم يتحد نظام العالم وبعد هذا الانفراد فإن العادة جارية بأن كل واحد من هذين الإلهين يطلب العلو على الآخر وإذا طلب العلو على الآخر فإما أن يعلو عليه وإما أن يعجز عنه فإن علا عليه صار هو الإله وانفرد بالألوهية وإن عجز كل واحد منهما عن الآخر لم يصلح أن يكون واحد منهما رباً لماذا ؟
الطالب : لعجزه
الشيخ : للعجز والرب لا بد أن يكون كامل القدرة طيب وفي الآية نفسها يقول عز وجل: سبحان الله عما يصفون أي تنزيها له عما يصفه هؤلاء المشركون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون أي ترفع وعلا عما يشركون به من الأصنام فوصف الله تعالى بالتنزه عن وصف نسفه بالتنزه عن وصف هؤلاء المشركين وبالترفع عن آلهتهم
الفتاوى المشابهة
- (لا إله إلا الله) قول وعمل - ابن باز
- قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأنه : <<... - ابن عثيمين
- شهادة أن لا إله إلا الله تقتضي القول والعمل - ابن باز
- تتمة شرح حديث عمرو بن العاص رضي الله عنهما : (... - الالباني
- تتمة شرح : لا إله إلا الله - ابن عثيمين
- معنى قوله تعالى:"إله الناس". - ابن عثيمين
- تتمة .شرح قول المصنف : عن عبادة بن الصامت -... - ابن عثيمين
- معنى قوله " أم لهم إله غير الله سبحان الله ع... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (أم لهم إله غير الله سبحان... - ابن عثيمين
- قال المؤلف "ونزه نفسه عما يصفونه به من النقا... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف وقوله : ( ما اتخذ الله من ولد... - ابن عثيمين