زيارة قبر الرسول ﷺ
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال: أرجو الإفادة عن صحة الأحاديث الآتية:
الأول: من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني
الثاني: من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي.
الثالث: من زارني بالمدينة محتسبًا كنت له شفيعًا شهيدًا يوم القيامة.
لأنها وردت في بعض الكتب وحصل منها إشكال واختلف فيها على رأيين: أحدهما يؤيد هذه الأحاديث والثاني لا يؤيدها.
الجواب: أما الحديث الأول: فقد رواه ابن عدي والدارقطني من طريق عبدالله بن عمر عن النبي ﷺ بلفظ: من حج ولم يزرني فقد جفاني وهو حديث ضعيف، بل قيل عنه: إنه موضوع، أي مكذوب؛ ذلك أن في سنده محمد بن النعمان بن شبل الباهلي عن أبيه وكلاهما ضعيف جدًا. وقال الدارقطني: الطعن في هذا الحديث على ابن النعمان لا على النعمان، وروى هذا الحديث البزار أيضًا، وفي إسناده إبراهيم الغفاري وهو ضعيف، ورواه البيهقي عن عمر وقال: إسناده مجهول.
أما الحديث الثاني: فقد أخرجه الدارقطني عن رجل من آل حاطب عن حاطب عن النبي ﷺ بهذا اللفظ وفي إسناده الرجل المجهول، ورواه أبو يعلى في مسنده وابن عدي في كامله وفي إسناده حفص بن داود وهو ضعيف الحديث.
أما الحديث الثالث: فقد رواه ابن أبي الدنيا من حديث أنس بن مالك عن النبي ﷺ بهذا اللفظ وفي إسناده سليمان بن زيد الكعبي وهو ضعيف الحديث، ورواه أبو داود الطيالسي من حديث عمر بن الخطاب وفي إسناده مجهول.
وقد بسط الكلام على هذه الأحاديث وما جاء في معناها العلامة الشيخ محمد بن عبدالهادي رحمه الله في كتابه: الصارم المنكي في الرد على السبكي وقبله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رده على الأخنائي. فأوصي بمراجعة الكتابين المذكورين للمزيد من العلم.
هذا وقد وردت أحاديث صحيحة في الحث على زيارة القبور عامة للعبرة والاتعاظ والدعاء للميت.
أما الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي ﷺ خاصة فكلها ضعيفة كما تقدم بل قيل: إنها موضوعة، فمن رغب في زيارة القبور أو زيارة قبر الرسول ﷺ زيارة شرعية للعبرة والاتعاظ والدعاء للميت والصلاة على النبي ﷺ والترضي عن صاحبيه من دون أن يشد الرحال لها وينشئ سفرًا لذلك فزيارته مشروعة ويرجى له فيها الأجر.
وأما من شد لها الرحال أو زارها يرجو بركتها والانتفاع بها أو جعل لزيارتها مواعيد خاصة فزيارته مبتدعة، لم يصح فيها نص ولم تعرف عن سلف هذه الأمة، بل وردت النصوص بالنهي عنها كحديث: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى رواه البخاري ومسلم، وحديث: لا تتخذوا قبري عيدًا، ولا بيوتكم قبورًا، وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم رواه محمد بن عبدالواحد المقدسي رحمه الله في كتابه: "الأحاديث المختارة" وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الأول: من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني
الثاني: من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي.
الثالث: من زارني بالمدينة محتسبًا كنت له شفيعًا شهيدًا يوم القيامة.
لأنها وردت في بعض الكتب وحصل منها إشكال واختلف فيها على رأيين: أحدهما يؤيد هذه الأحاديث والثاني لا يؤيدها.
الجواب: أما الحديث الأول: فقد رواه ابن عدي والدارقطني من طريق عبدالله بن عمر عن النبي ﷺ بلفظ: من حج ولم يزرني فقد جفاني وهو حديث ضعيف، بل قيل عنه: إنه موضوع، أي مكذوب؛ ذلك أن في سنده محمد بن النعمان بن شبل الباهلي عن أبيه وكلاهما ضعيف جدًا. وقال الدارقطني: الطعن في هذا الحديث على ابن النعمان لا على النعمان، وروى هذا الحديث البزار أيضًا، وفي إسناده إبراهيم الغفاري وهو ضعيف، ورواه البيهقي عن عمر وقال: إسناده مجهول.
أما الحديث الثاني: فقد أخرجه الدارقطني عن رجل من آل حاطب عن حاطب عن النبي ﷺ بهذا اللفظ وفي إسناده الرجل المجهول، ورواه أبو يعلى في مسنده وابن عدي في كامله وفي إسناده حفص بن داود وهو ضعيف الحديث.
أما الحديث الثالث: فقد رواه ابن أبي الدنيا من حديث أنس بن مالك عن النبي ﷺ بهذا اللفظ وفي إسناده سليمان بن زيد الكعبي وهو ضعيف الحديث، ورواه أبو داود الطيالسي من حديث عمر بن الخطاب وفي إسناده مجهول.
وقد بسط الكلام على هذه الأحاديث وما جاء في معناها العلامة الشيخ محمد بن عبدالهادي رحمه الله في كتابه: الصارم المنكي في الرد على السبكي وقبله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رده على الأخنائي. فأوصي بمراجعة الكتابين المذكورين للمزيد من العلم.
هذا وقد وردت أحاديث صحيحة في الحث على زيارة القبور عامة للعبرة والاتعاظ والدعاء للميت.
أما الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي ﷺ خاصة فكلها ضعيفة كما تقدم بل قيل: إنها موضوعة، فمن رغب في زيارة القبور أو زيارة قبر الرسول ﷺ زيارة شرعية للعبرة والاتعاظ والدعاء للميت والصلاة على النبي ﷺ والترضي عن صاحبيه من دون أن يشد الرحال لها وينشئ سفرًا لذلك فزيارته مشروعة ويرجى له فيها الأجر.
وأما من شد لها الرحال أو زارها يرجو بركتها والانتفاع بها أو جعل لزيارتها مواعيد خاصة فزيارته مبتدعة، لم يصح فيها نص ولم تعرف عن سلف هذه الأمة، بل وردت النصوص بالنهي عنها كحديث: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى رواه البخاري ومسلم، وحديث: لا تتخذوا قبري عيدًا، ولا بيوتكم قبورًا، وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم رواه محمد بن عبدالواحد المقدسي رحمه الله في كتابه: "الأحاديث المختارة" وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الفتاوى المشابهة
- حكم زيارة النساء لقبر النبي ﷺ - ابن باز
- ما حكم زيارة قبر النبي بقصد زيارة القبر ، دون... - الالباني
- حكم زيارة النساء لقبر النبي ﷺ - ابن باز
- زيارة قبر آمنة أم الرسول - اللجنة الدائمة
- حكم زيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام - ابن باز
- ما حكم زيارة النساء لقبر النبي صلى الله عليه... - ابن عثيمين
- حكم السفر لزيارة قبر النبي ﷺ - ابن باز
- سؤال: هل يجوز للمرأة زيارة قبر النبي صلى الل... - ابن عثيمين
- حكم زيارة النساء لقبر النبي صلى الله عليه وسلم - ابن عثيمين
- ما حكم زيارة النساء لقبر النبي صلى الله عليه... - ابن عثيمين
- زيارة قبر الرسول ﷺ - ابن باز