تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حكم استثمار الأموال في البنوك بفوائد ربوية - ابن بازالسؤال: ما حكم استثمار الأموال في البنوك، علمًا بأن هذه البنوك تعطي فوائد لوضع المال فيها؟الجواب: من المعلوم عند أهل العلم بالشريعة الإسلامية: أن استثما...
العالم
طريقة البحث
حكم استثمار الأموال في البنوك بفوائد ربوية
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:

ما حكم استثمار الأموال في البنوك، علمًا بأن هذه البنوك تعطي فوائد لوضع المال فيها؟

الجواب:

من المعلوم عند أهل العلم بالشريعة الإسلامية: أن استثمار الأموال في البنوك بفوائد ربوية محرم شرعًا، وكبيرة من الكبائر، ومحاربة لله  ولرسوله ﷺ كما قال الله : الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ۝ يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ۝ [البقرة:275-276].
وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ۝ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ [البقرة:278-279].
وصح عن رسول الله ﷺ: أنه لعن آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء. أخرجه مسلم في صحيحه.
وخرج البخاري في صحيحه عن أبي جحيفة : أن النبي ﷺ لعن آكل الربا، وموكله، ولعن المصور.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة  عن النبي ﷺ أنه قال: اجتنبوا السبع الموبقات، قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.
والآيات والأحاديث في هذا المعنى -وهو تحريم الربا والتحذير منه- كثيرة جدًا.
فالواجب على المسلمين جميعًا تركه، والحذر منه، والتواصي بتركه.
والواجب على ولاة الأمور من المسلمين، منع القائمين على البنوك في بلادهم من ذلك، وإلزامهم بحكم الشرع المطهر؛ تنفيذًا لحكم الله، وحذرًا من عقوبته، قال تعالى: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ۝ كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ۝ [المائدة:78-79]، وقال : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ الآية [التوبة:71] وقال ﷺ: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه، أوشك أن يعمهم الله بعقابه. والآيات والأحاديث في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كثيرة ومعلومة.
فنسأل الله للمسلمين جميعًا حكامًا ومحكومين، وعلماء وعامة التوفيق للتمسك بشريعته، والاستقامة عليها، والحذر من كل ما يخالفها؛ إنه خير مسؤول.

Webiste