حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة قال وفدت وفود إلى معاوية وذلك في رمضان فكان يصنع بعضنا لبعض الطعام فكان أبو هريرة مما يكثر أن يدعونا إلى رحله فقلت ألا أصنع طعاما فأدعوهم إلى رحلي فأمرت بطعام يصنع ثم لقيت أبا هريرة من العشي فقلت الدعوة عندي الليلة فقال سبقتني قلت نعم فدعوتهم فقال أبو هريرة ألا أعلمكم بحديث من حديثكم يا معشر الأنصار ثم ذكر فتح مكة فقال أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدم مكة فبعث الزبير على إحدى المجنبتين وبعث خالدا على المجنبة الأخرى وبعث أبا عبيدة على الحسر فأخذوا بطن الوادي ورسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبة قال فنظر فرآني فقال أبو هريرة قلت لبيك يا رسول الله فقال لا يأتيني إلا أنصاري زاد غير شيبان فقال اهتف لي بالأنصار قال فأطافوا به ووبشت قريش أوباشا لها وأتباعا فقالوا نقدم هؤلاء فإن كان لهم شيء كنا معهم وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى ثم قال حتى توافوني بالصفا قال فانطلقنا فما شاء أحد منا أن يقتل أحدا إلا قتله وما أحد منهم يوجه إلينا شيئا قال فجاء أبو سفيان فقال يا رسول الله أبيحت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم ثم قال من دخل دار أبي سفيان فهو آمن فقالت الأنصار بعضهم لبعض أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته قال أبو هريرة وجاء الوحي وكان إذا جاء الوحي لا يخفى علينا فإذا جاء فليس أحد يرفع طرفه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ينقضي الوحي فلما انقضى الوحي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الأنصار قالوا لبيك يا رسول الله قال قلتم أما الرجل فأدركته رغبة في قريته قالوا قد كان ذاك قال كلا إني عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله وإليكم والمحيا محياكم والممات مماتكم فأقبلوا إليه يبكون ويقولون والله ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله وبرسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم قال فأقبل الناس إلى دار أبي سفيان وأغلق الناس أبوابهم قال وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل إلى الحجر فاستلمه ثم طاف بالبيت قال فأتى على صنم إلى جنب البيت كانوا يعبدونه قال وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس وهو آخذ بسية القوس فلما أتى على الصنم جعل يطعنه في عينه ويقول جاء الحق وزهق الباطل فلما فرغ من طوافه أتى الصفا فعلا عليه حتى نظر إلى البيت ورفع يديه فجعل يحمد الله ويدعو بما شاء أن يدعو
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ : وَفَدَتْ وُفُودٌ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ، فَكَانَ يَصْنَعُ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ الطَّعَامَ، فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَدْعُوَنَا إِلَى رَحْلِهِ، فَقُلْتُ : أَلَا أَصْنَعُ طَعَامًا فَأَدْعُوَهُمْ إِلَى رَحْلِي ؟ فَأَمَرْتُ بِطَعَامٍ يُصْنَعُ، ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ مِنَ الْعَشِيِّ، فَقُلْتُ : الدَّعْوَةُ عِنْدِي اللَّيْلَةَ، فَقَالَ : سَبَقْتَنِي، قُلْتُ : نَعَمْ، فَدَعَوْتُهُمْ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَلَا أُعْلِمُكُمْ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِكُمْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، ثُمَّ ذَكَرَ فَتْحَ مَكَّةَ، فَقَالَ : أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فَبَعَثَ الزُّبَيْرَ عَلَى إِحْدَى الْمُجَنِّبَتَيْنِ، وَبَعَثَ خَالِدًا عَلَى الْمُجَنِّبَةِ الْأُخْرَى، وَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ عَلَى الْحُسَّرِ، فَأَخَذُوا بَطْنَ الْوَادِي، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَتِيبَةٍ، قَالَ : فَنَظَرَ فَرَآنِي، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ : لَا يَأْتِينِي إِلَّا أَنْصَارِيٌّ - زَادَ غَيْرُ شَيْبَانَ -، فَقَالَ : اهْتِفْ لِي بِالْأَنْصَارِ ، قَالَ : فَأَطَافُوا بِهِ، وَوَبَّشَتْ قُرَيْشٌ أَوْبَاشًا لَهَا، وَأَتْبَاعًا، فَقَالُوا : نُقَدِّمُ هَؤُلَاءِ، فَإِنْ كَانَ لَهُمْ شَيْءٌ كُنَّا مَعَهُمْ، وَإِنْ أُصِيبُوا أَعْطَيْنَا الَّذِي سُئِلْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَرَوْنَ إِلَى أَوْبَاشِ قُرَيْشٍ، وَأَتْبَاعِهِمْ ، ثُمَّ قَالَ بِيَدَيْهِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى، ثُمَّ قَالَ : حَتَّى تُوَافُونِي بِالصَّفَا ، قَالَ : فَانْطَلَقْنَا فَمَا شَاءَ أَحَدٌ مِنَّا أَنْ يَقْتُلَ أَحَدًا إِلَّا قَتَلَهُ، وَمَا أَحَدٌ مِنْهُمْ يُوَجِّهُ إِلَيْنَا شَيْئًا، قَالَ : فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ، أُبِيحَتْ خَضْرَاءُ قُرَيْشٍ، لَا قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ ، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكَتْهُ رَغْبَةٌ فِي قَرْيَتِهِ، وَرَأْفَةٌ بِعَشِيرَتِهِ .
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَجَاءَ الْوَحْيُ وَكَانَ إِذَا جَاءَ الْوَحْيُ لَا يَخْفَى عَلَيْنَا، فَإِذَا جَاءَ فَلَيْسَ أَحَدٌ يَرْفَعُ طَرْفَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَنْقَضِيَ الْوَحْيُ، فَلَمَّا انْقَضَى الْوَحْيُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ، قَالُوا : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ : قُلْتُمْ : أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكَتْهُ رَغْبَةٌ فِي قَرْيَتِهِ ؟. قَالُوا : قَدْ كَانَ ذَاكَ، قَالَ : كَلَّا، إِنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، هَاجَرْتُ إِلَى اللهِ وَإِلَيْكُمْ، وَالْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ ، فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَبْكُونَ وَيَقُولُونَ : وَاللهِ، مَا قُلْنَا الَّذِي قُلْنَا إِلَّا الضِّنَّ بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ يُصَدِّقَانِكُمْ، وَيَعْذِرَانِكُمْ ، قَالَ : فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَى دَارِ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَغْلَقَ النَّاسُ أَبْوَابَهُمْ، قَالَ : وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَقْبَلَ إِلَى الْحَجَرِ، فَاسْتَلَمَهُ ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ، قَالَ : فَأَتَى عَلَى صَنَمٍ إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ كَانُوا يَعْبُدُونَهُ، قَالَ : وَفِي يَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْسٌ وَهُوَ آخِذٌ بِسِيَةِ الْقَوْسِ، فَلَمَّا أَتَى عَلَى الصَّنَمِ جَعَلَ يَطْعُنُهُ فِي عَيْنِهِ، وَيَقُولُ : جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ أَتَى الصَّفَا، فَعَلَا عَلَيْهِ حَتَّى نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَحْمَدُ اللهَ وَيَدْعُو بِمَا شَاءَ أَنْ يَدْعُو .
الشيخ : في هذا الحديث مباحث :
أولا : غزوة الفتح كانت في رمضان وكانت في السنة الثامنة ، يعني قبل انتهاء مدة المعاهدة التي بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين، وكانت المدة عشر سنوات، ولكن نقضت قريش العهد بمساعدتهم حلفائها على حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم، فغزاهم النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان ، وفتح الله عليه مكة والحمد لله .
ولكن في هذا الحديث مباحث نقرأه من أول :
القارئ : فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَلَا أُعْلِمُكُمْ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِكُمْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، ثُمَّ ذَكَرَ فَتْحَ مَكَّةَ، فَقَالَ : أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فَبَعَثَ الزُّبَيْرَ عَلَى إِحْدَى الْمُجَنِّبَتَيْنِ، وَبَعَثَ خَالِدًا عَلَى الْمُجَنِّبَةِ الْأُخْرَى، وَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ عَلَى الْحُسَّرِ .
الشيخ : المجَنّبات، يعني التي على جانب الجيش، والحُسّر الذين يظهر لي أن معناها الذين ليس معهم سلاح، ننظر في الشرح .
القارئ : " الحُسّر : الذين لا دُ رُوع لهم ".
الشيخ : لا دروع لهم ، نعم .
القارئ : فَأَخَذُوا بَطْنَ الْوَادِي، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَتِيبَةٍ، قَالَ : فَنَظَرَ فَرَآنِي، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ : لَا يَأْتِينِي إِلَّا أَنْصَارِيٌّ - زَادَ غَيْرُ شَيْبَانَ -، فَقَالَ : اهْتِفْ لِي بِالْأَنْصَارِ .
الشيخ : وإنما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا كما فعل في بدر، لما تكلم أبو بكر وعمر أعرض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عنهما، لأن الأنصار إنما بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم على الدفاع عنه في المدينة، فأراد أن يستوثقَ منهم، لأنهم الآن في مكة، ومن قبل في بدر، أراد عليه الصلاة والسلام أن ينظر ما عندهم، فكانوا رضي الله عنهم أوفياء.
القارئ : قَالَ : فَأَطَافُوا بِهِ، وَوَبَّشَتْ قُرَيْشٌ أَوْبَاشًا لَهَا، وَأَتْبَاعًا، فَقَالُوا : نُقَدِّمُ هَؤُلَاءِ، فَإِنْ كَانَ لَهُمْ شَيْءٌ كُنَّا مَعَهُمْ، وَإِنْ أُصِيبُوا أَعْطَيْنَا الَّذِي سُئِلْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَرَوْنَ إِلَى أَوْبَاشِ قُرَيْشٍ، وَأَتْبَاعِهِمْ ، ثُمَّ قَالَ بِيَدَيْهِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى .
الشيخ : شف صفة هذا ؟.
القارئ : قال النووي : " أي أشار إلى هيأتهم المجتَمعة، " .
الشيخ : اقرأ النص ...
القارئ : " قوله : ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى ، فيه استعارة القول بالفعل والمراد أنه أشار بيديه إشارة تدل على الأمر منه صلى الله عليه وسلم بقتل من يعرضُ لهم من أوباش قُريش ".
الشيخ : ...
القارئ : وهنا تعليق على الحاشية : " قوله : ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى : احصدوهم حصداً أشار إلى قتلهم " في رواية أخرى ...
الشيخ : معناه هكذا ، ولهذا قال : حتى توافوني بالصفا .
القارئ : ثُمَّ قَالَ : حَتَّى تُوَافُونِي بِالصَّفَا ، قَالَ : فَانْطَلَقْنَا فَمَا شَاءَ أَحَدٌ مِنَّا أَنْ يَقْتُلَ أَحَدًا إِلَّا قَتَلَهُ، وَمَا أَحَدٌ مِنْهُمْ يُوَجِّهُ إِلَيْنَا شَيْئًا .
الشيخ : هذا هو الذّل والعياذ بالله، حتى الواحد ما يُدافع عن نفسه !
القارئ : قَالَ : فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ، أُبِيحَتْ خَضْرَاءُ قُرَيْشٍ، لَا قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ .
الشيخ : لأن أبا سفيان كان في ذلك الوقت كان زعيمهم، وفي حديث آخر : ومن دخل بيته، وأغلق عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ، فطيّب قلبَ أبا سفيان بأن جعل بيته ملاذاً للناس، وأما غير أبي سفيان فإنه لا يكون بيته ملاذاً إلا لنفسه فقط.
القارئ : فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكَتْهُ رَغْبَةٌ فِي قَرْيَتِهِ، وَرَأْفَةٌ بِعَشِيرَتِهِ .
الشيخ : أما القرية فهي مكة، والمراد بالرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
القارئ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَجَاءَ الْوَحْيُ وَكَانَ إِذَا جَاءَ الْوَحْيُ لَا يَخْفَى عَلَيْنَا، فَإِذَا جَاءَ فَلَيْسَ أَحَدٌ يَرْفَعُ طَرْفَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَنْقَضِيَ الْوَحْيُ، فَلَمَّا انْقَضَى الْوَحْيُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ . قَالُوا : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ : قُلْتُمْ : أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكَتْهُ رَغْبَةٌ فِي قَرْيَتِهِ ؟ قَالُوا : قَدْ كَانَ ذَاكَ، قَالَ : كَلَّا، إِنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، هَاجَرْتُ إِلَى اللهِ وَإِلَيْكُمْ، وَالْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ ، فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَبْكُونَ وَيَقُولُونَ : وَاللهِ، مَا قُلْنَا الَّذِي قُلْنَا إِلَّا الضِّنَّ بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ .
الشيخ : قوله عليه الصلاة والسلام لما استقررهم فأقروا ، قال : كلا أي لن يكون هذا أبداً أن أرجع إلى قريتي وإلى قومي، إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم ، يعني : هاجرت إلى الله ، إلى المدينة بأمر الله عزو جل، وإليكم : لأنهم بايعوه رضي الله عنهم، على أن يمنعوه ويعصموه، كما يعصمون نساءهم وأبناءهم.
وقوله : وَالْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ يعني أني سأحيى فيكم وأموت فيكم ، وقد كان ذلك .
وقولهم : وَاللهِ، مَا قُلْنَا الَّذِي قُلْنَا إِلَّا الضِّنَّ بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ الظّن هذه بالصاد، لأنها من الشفقة ، يعني إلا أننا نشفَق أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا ، وقلنا هذا الكلام وكأنهم يقولون : إننا لم نريد ظاهره .
وانظر الفرق بين قولهم هذا وبين وقول المنافقين : ما رأينا مثل قُرّائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذبَ ألسنة ، ولا أجبنَ عند اللقاء ، يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن هؤلاء المنافقين يسخرون ويستهزئون، وهؤلاء إنما قالوا هذا الكلام مع خطورته العظيمة،، شَفَقَةً على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبقى في مكة.
السائل : عندنا بالكسر : قُلْنَا إِلَّا الضِّنَّ .
الشيخ : بالكسر عندكم ؟، انظر إلى الشرح ...
القارئ : "بكسر الضاد معناها : الشح ، أي شُحّاً بك أن تُفارقنا، ويختص بك غيرُنا ".
الشيخ : بكسر الضاد ...
القارئ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ يُصَدِّقَانِكُمْ، وَيَعْذِرَانِكُمْ ، قَالَ : فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَى دَارِ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَغْلَقَ النَّاسُ أَبْوَابَهُمْ ، قَالَ: وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَقْبَلَ إِلَى الْحَجَرِ، فَاسْتَلَمَهُ ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ .
الشيخ : استلمه يعني : مسحه بيده.
وقوله : إلا الضّن إعرابها أنها مفعولٌ لأجله، ولهذا جاءت منصوبة.
القارئ : قَالَ : فَأَتَى عَلَى صَنَمٍ إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ كَانُوا يَعْبُدُونَهُ، قَالَ : وَفِي يَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْسٌ وَهُوَ آخِذٌ بِسِيَةِ الْقَوْسِ، فَلَمَّا أَتَى عَلَى الصَّنَمِ جَعَلَ يَطْعُنُهُ فِي عَيْنِهِ، وَيَقُولُ : جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ أَتَى الصَّفَا، فَعَلَا عَلَيْهِ حَتَّى نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَحْمَدُ اللهَ وَيَدْعُو بِمَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَ .
الشيخ : الظاهر أنه ما سعى، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأت بعمرة، ولكن جرت عادتهم إذا أرادوا أن يُعلنوا شيئا يصعدون إلى الصفا ويعلنون، لأن البيوت كانت قريبة، والصفا مُرتَفع.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَجَاءَ الْوَحْيُ وَكَانَ إِذَا جَاءَ الْوَحْيُ لَا يَخْفَى عَلَيْنَا، فَإِذَا جَاءَ فَلَيْسَ أَحَدٌ يَرْفَعُ طَرْفَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَنْقَضِيَ الْوَحْيُ، فَلَمَّا انْقَضَى الْوَحْيُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ، قَالُوا : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ : قُلْتُمْ : أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكَتْهُ رَغْبَةٌ فِي قَرْيَتِهِ ؟. قَالُوا : قَدْ كَانَ ذَاكَ، قَالَ : كَلَّا، إِنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، هَاجَرْتُ إِلَى اللهِ وَإِلَيْكُمْ، وَالْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ ، فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَبْكُونَ وَيَقُولُونَ : وَاللهِ، مَا قُلْنَا الَّذِي قُلْنَا إِلَّا الضِّنَّ بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ يُصَدِّقَانِكُمْ، وَيَعْذِرَانِكُمْ ، قَالَ : فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَى دَارِ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَغْلَقَ النَّاسُ أَبْوَابَهُمْ، قَالَ : وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَقْبَلَ إِلَى الْحَجَرِ، فَاسْتَلَمَهُ ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ، قَالَ : فَأَتَى عَلَى صَنَمٍ إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ كَانُوا يَعْبُدُونَهُ، قَالَ : وَفِي يَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْسٌ وَهُوَ آخِذٌ بِسِيَةِ الْقَوْسِ، فَلَمَّا أَتَى عَلَى الصَّنَمِ جَعَلَ يَطْعُنُهُ فِي عَيْنِهِ، وَيَقُولُ : جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ أَتَى الصَّفَا، فَعَلَا عَلَيْهِ حَتَّى نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَحْمَدُ اللهَ وَيَدْعُو بِمَا شَاءَ أَنْ يَدْعُو .
الشيخ : في هذا الحديث مباحث :
أولا : غزوة الفتح كانت في رمضان وكانت في السنة الثامنة ، يعني قبل انتهاء مدة المعاهدة التي بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين، وكانت المدة عشر سنوات، ولكن نقضت قريش العهد بمساعدتهم حلفائها على حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم، فغزاهم النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان ، وفتح الله عليه مكة والحمد لله .
ولكن في هذا الحديث مباحث نقرأه من أول :
القارئ : فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَلَا أُعْلِمُكُمْ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِكُمْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، ثُمَّ ذَكَرَ فَتْحَ مَكَّةَ، فَقَالَ : أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فَبَعَثَ الزُّبَيْرَ عَلَى إِحْدَى الْمُجَنِّبَتَيْنِ، وَبَعَثَ خَالِدًا عَلَى الْمُجَنِّبَةِ الْأُخْرَى، وَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ عَلَى الْحُسَّرِ .
الشيخ : المجَنّبات، يعني التي على جانب الجيش، والحُسّر الذين يظهر لي أن معناها الذين ليس معهم سلاح، ننظر في الشرح .
القارئ : " الحُسّر : الذين لا دُ رُوع لهم ".
الشيخ : لا دروع لهم ، نعم .
القارئ : فَأَخَذُوا بَطْنَ الْوَادِي، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَتِيبَةٍ، قَالَ : فَنَظَرَ فَرَآنِي، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ : لَا يَأْتِينِي إِلَّا أَنْصَارِيٌّ - زَادَ غَيْرُ شَيْبَانَ -، فَقَالَ : اهْتِفْ لِي بِالْأَنْصَارِ .
الشيخ : وإنما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا كما فعل في بدر، لما تكلم أبو بكر وعمر أعرض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عنهما، لأن الأنصار إنما بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم على الدفاع عنه في المدينة، فأراد أن يستوثقَ منهم، لأنهم الآن في مكة، ومن قبل في بدر، أراد عليه الصلاة والسلام أن ينظر ما عندهم، فكانوا رضي الله عنهم أوفياء.
القارئ : قَالَ : فَأَطَافُوا بِهِ، وَوَبَّشَتْ قُرَيْشٌ أَوْبَاشًا لَهَا، وَأَتْبَاعًا، فَقَالُوا : نُقَدِّمُ هَؤُلَاءِ، فَإِنْ كَانَ لَهُمْ شَيْءٌ كُنَّا مَعَهُمْ، وَإِنْ أُصِيبُوا أَعْطَيْنَا الَّذِي سُئِلْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَرَوْنَ إِلَى أَوْبَاشِ قُرَيْشٍ، وَأَتْبَاعِهِمْ ، ثُمَّ قَالَ بِيَدَيْهِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى .
الشيخ : شف صفة هذا ؟.
القارئ : قال النووي : " أي أشار إلى هيأتهم المجتَمعة، " .
الشيخ : اقرأ النص ...
القارئ : " قوله : ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى ، فيه استعارة القول بالفعل والمراد أنه أشار بيديه إشارة تدل على الأمر منه صلى الله عليه وسلم بقتل من يعرضُ لهم من أوباش قُريش ".
الشيخ : ...
القارئ : وهنا تعليق على الحاشية : " قوله : ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى : احصدوهم حصداً أشار إلى قتلهم " في رواية أخرى ...
الشيخ : معناه هكذا ، ولهذا قال : حتى توافوني بالصفا .
القارئ : ثُمَّ قَالَ : حَتَّى تُوَافُونِي بِالصَّفَا ، قَالَ : فَانْطَلَقْنَا فَمَا شَاءَ أَحَدٌ مِنَّا أَنْ يَقْتُلَ أَحَدًا إِلَّا قَتَلَهُ، وَمَا أَحَدٌ مِنْهُمْ يُوَجِّهُ إِلَيْنَا شَيْئًا .
الشيخ : هذا هو الذّل والعياذ بالله، حتى الواحد ما يُدافع عن نفسه !
القارئ : قَالَ : فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ، أُبِيحَتْ خَضْرَاءُ قُرَيْشٍ، لَا قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ .
الشيخ : لأن أبا سفيان كان في ذلك الوقت كان زعيمهم، وفي حديث آخر : ومن دخل بيته، وأغلق عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ، فطيّب قلبَ أبا سفيان بأن جعل بيته ملاذاً للناس، وأما غير أبي سفيان فإنه لا يكون بيته ملاذاً إلا لنفسه فقط.
القارئ : فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكَتْهُ رَغْبَةٌ فِي قَرْيَتِهِ، وَرَأْفَةٌ بِعَشِيرَتِهِ .
الشيخ : أما القرية فهي مكة، والمراد بالرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
القارئ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَجَاءَ الْوَحْيُ وَكَانَ إِذَا جَاءَ الْوَحْيُ لَا يَخْفَى عَلَيْنَا، فَإِذَا جَاءَ فَلَيْسَ أَحَدٌ يَرْفَعُ طَرْفَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَنْقَضِيَ الْوَحْيُ، فَلَمَّا انْقَضَى الْوَحْيُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ . قَالُوا : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ : قُلْتُمْ : أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكَتْهُ رَغْبَةٌ فِي قَرْيَتِهِ ؟ قَالُوا : قَدْ كَانَ ذَاكَ، قَالَ : كَلَّا، إِنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، هَاجَرْتُ إِلَى اللهِ وَإِلَيْكُمْ، وَالْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ ، فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَبْكُونَ وَيَقُولُونَ : وَاللهِ، مَا قُلْنَا الَّذِي قُلْنَا إِلَّا الضِّنَّ بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ .
الشيخ : قوله عليه الصلاة والسلام لما استقررهم فأقروا ، قال : كلا أي لن يكون هذا أبداً أن أرجع إلى قريتي وإلى قومي، إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم ، يعني : هاجرت إلى الله ، إلى المدينة بأمر الله عزو جل، وإليكم : لأنهم بايعوه رضي الله عنهم، على أن يمنعوه ويعصموه، كما يعصمون نساءهم وأبناءهم.
وقوله : وَالْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ يعني أني سأحيى فيكم وأموت فيكم ، وقد كان ذلك .
وقولهم : وَاللهِ، مَا قُلْنَا الَّذِي قُلْنَا إِلَّا الضِّنَّ بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ الظّن هذه بالصاد، لأنها من الشفقة ، يعني إلا أننا نشفَق أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا ، وقلنا هذا الكلام وكأنهم يقولون : إننا لم نريد ظاهره .
وانظر الفرق بين قولهم هذا وبين وقول المنافقين : ما رأينا مثل قُرّائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذبَ ألسنة ، ولا أجبنَ عند اللقاء ، يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن هؤلاء المنافقين يسخرون ويستهزئون، وهؤلاء إنما قالوا هذا الكلام مع خطورته العظيمة،، شَفَقَةً على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبقى في مكة.
السائل : عندنا بالكسر : قُلْنَا إِلَّا الضِّنَّ .
الشيخ : بالكسر عندكم ؟، انظر إلى الشرح ...
القارئ : "بكسر الضاد معناها : الشح ، أي شُحّاً بك أن تُفارقنا، ويختص بك غيرُنا ".
الشيخ : بكسر الضاد ...
القارئ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ يُصَدِّقَانِكُمْ، وَيَعْذِرَانِكُمْ ، قَالَ : فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَى دَارِ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَغْلَقَ النَّاسُ أَبْوَابَهُمْ ، قَالَ: وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَقْبَلَ إِلَى الْحَجَرِ، فَاسْتَلَمَهُ ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ .
الشيخ : استلمه يعني : مسحه بيده.
وقوله : إلا الضّن إعرابها أنها مفعولٌ لأجله، ولهذا جاءت منصوبة.
القارئ : قَالَ : فَأَتَى عَلَى صَنَمٍ إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ كَانُوا يَعْبُدُونَهُ، قَالَ : وَفِي يَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْسٌ وَهُوَ آخِذٌ بِسِيَةِ الْقَوْسِ، فَلَمَّا أَتَى عَلَى الصَّنَمِ جَعَلَ يَطْعُنُهُ فِي عَيْنِهِ، وَيَقُولُ : جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ أَتَى الصَّفَا، فَعَلَا عَلَيْهِ حَتَّى نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَحْمَدُ اللهَ وَيَدْعُو بِمَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَ .
الشيخ : الظاهر أنه ما سعى، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأت بعمرة، ولكن جرت عادتهم إذا أرادوا أن يُعلنوا شيئا يصعدون إلى الصفا ويعلنون، لأن البيوت كانت قريبة، والصفا مُرتَفع.
الفتاوى المشابهة
- وحدثني أبو الطاهر أخبرنا بن وهب أخبرني يونس... - ابن عثيمين
- حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا جعفر يعني بن... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول ا... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن اب... - ابن عثيمين
- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن... - ابن عثيمين
- حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني... - ابن عثيمين
- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا هاشم بن القا... - ابن عثيمين
- حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي حدثنا ي... - ابن عثيمين
- حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة... - ابن عثيمين