تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حدثنا يحيى بن يحيى التميمي حدثنا عبد العزيز... - ابن عثيمينالقارئ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ...
العالم
طريقة البحث
حدثنا يحيى بن يحيى التميمي حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أنه سمع سهل بن سعد يسأل عن جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال جرح وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه فكانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسل الدم وكان علي بن أبي طالب يسكب عليها بالمجن فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رمادا ثم ألصقته بالجرح فاستمسك الدم
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، يَسْأَلُ عَنْ جُرْحِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ : جُرِحَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَهُشِمَتِ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ، فَكَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَغْسِلُ الدَّمَ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَسْكُبُ عَلَيْهَا بِالْمِجَنِّ، فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ أَنَّ الْمَاءَ لَا يَزِيدُ الدَّمَ إِلَّا كَثْرَةً، أَخَذَتْ قِطْعَةَ حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهُ حَتَّى صَارَ رَمَادًا، ثُمَّ أَلْصَقَتْهُ بِالْجُرْحِ، فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ .

الشيخ : في هذا دليل على مسائل منها :
ما ابتُلي به النبي صلى الله عليه وسلم من مثل هذه المصائب، وصبر عليها، صبر الكرام، وقد أوذي إيذاءً شديدا سوى ذلك.
ومنها جواز الاستعانة بالنساء في الحرب، في تغسيل الجرحى وضمد جراحهم، وما أشبه ذلك.
ومن فوائده أيضاً أن دم الآدمي نجس، لأن فاطمة رضي الله عنها كانت تغسل جرح النبي صلى الله عليه وسلم، هكذا استدل بعض أهل العلم، ولكن لا دلالة فيه على استدلوا عليه :
أولاً : أن مجرّد الفعل لا يدل على الوجوب، الوجوب يحتاج إلى أمر، وهنا ليس هناك أمر.
ثانياً : إنما فعلت هذا، لأنه ليس من اللائق أن يبقى الدم في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم متلوّثاً، فتغسيله من باب التنظيف، وليس من باب التطهير، وإذا دار الأمر بين أن يكون إما للتطهير أو التنظيف فما هو الأصل ؟ .
أنه للتنظيف، لماذا ؟. لأن الأصل الطهارة، حتى يتبين أن الدم نجس وأن غسله هنا للتطهير.
وأيضاً : جميع الأجزاء المنفصلة عن الآدمي طاهرة، لو قُطع منه أصبع فهو طاهر، أو عُضو فهو طاهر، كل الأجزاء التي تنفصل من الأدمي طاهرة، لأن ميتة الآدمي طاهرة، فما بال الدم يكون نجساً، فالدم كغيره مما ينفصل من الجسم، هو طاهر.
نعم، دم الحيض نتن له رائحة كريهة نجس، يجب أن يتطهر كما كانت نساء الصحابة رضي الله عنهن يفعلن ذلك، بأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
دم الاستحاضة بعض أهل العلم يقول هو طاهر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إنه دم عرق ، ودم العروق طاهر، وبعضهم يقول إنه ليس بطاهر، لأنه خارج من السبيلين، فله حكم الخارج من السبيلين، وكل ما خرج من السبيلين -على قاعدتهم- فهو نجس، إلا ما دل الليل على طهارته، كالمني، والريح. ولا شك أن الاحتياط وجوب تطهير دم الاستحاضة كدم الحيض.

Webiste