شرح قول المصنف " ... ويليه وقت العشاء إلى الفجر الثاني وهو البياض المعترض..." .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم قال " ويليه وقت العشاء إلى الفجر الثاني وهو البياض المعترض " وتأخيرها إلى ثلث الليل أفضل إن سهل، "يليه" يعني يليه وقت المغرب، وقت العشاء إلى طلوع الفجر على كلام المؤلف، إلى طلوع الفجر الثاني وهو البياض المعترِض وعلى هذا تكون صلاة العشاء أطْول الصلوات وقتا لأنها تكاد تكون جميع الليل، من خروج وقت المغرب إلى طلوع الفجر، الفجر الثاني أيضا، الفجر الثاني، قال " وهو البياض المعترض " المعترض في الأفق من الشمال إلى الجنوب.
وأفادنا المؤلف رحمه الله بقوله " إلى طلوع الفجر الثاني " أن هناك فجرا أول وهو كذلك، الفجر الأول يخرج قبل الثاني بنحو ساعة أو ساعة إلا ربع أو قريبا من ذلك، وذكر العلماء أن بينه وبين الثاني ثلاثة فروق.
الفرق الأول أن الفجر الأول ممتد لا معترِض يعني ممتد طولا من الشرق إلى الغرب، والثاني؟ مُعترض من الشمال إلى الجنوب.
الفرق الثاني أن الفجر الأول يُظْلِم يعني يكون هذا النور لمدة قصيرة ثم يُظْلم والفجر الثاني لا يُظْلم بل يزداد نورا وإضاءة.
الفرق الثالث أن الفجر الثاني متصل بالأفق ليس بينه وبين الأفق ظُلمة والفجر الأول منقطع عن الأفق يعني بينه وبين الأفق ظُلْمة، هذه ثلاثة فروق بين حقيقة هذا وحقيقة هذا.
هل يترتّب على الفجر الأول شيء؟ لا، لا يترتّب عليه شيء من الأمور الشرعية أبدا، لا إمساك في صوم ولا حل صلاة الفجر، الأحكام مرتّبة على الفجر الثاني.
طيب إذًا إلى الفجر الثاني وهو البياض المعترض، ما هو الدليل؟ أما الدليل على دخول وقتها فهو حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وحديث جبريل كلها تدل على أن وقت العشاء يدخل بمغيب الشفق الأحمر أما انتهاءه إلى الفجر الثاني فليس فيه دليل، ليس فيه دليل إلا دليلا لا دلالة فيه، هو أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليس في النوم تفريط إنما التفريط على من أخّر صلاة حتى يدخُلَ وقت الصلاة الأخرى قالوا فهذا دليل على أن أوقات الصلاة متّصلة، فهل في هذا الحديث من دليل؟ ليس فيه دليل لأن قوله التفريط أن يؤخِّر الصلاة حتى يدخل وقت الصلاة الأخرى يعني فيما وقْتاهما متّصل ولهذا لا يدخل فيه صلاة الفجر مع صلاة الظهر بالإجماع، فإن صلاة الفجر لا تمتد إلى صلاة الظهر بالإجماع، وإذا كان كذلك فالواجب الرجوع إلى الأدلّة، إذا لم يكن في هذا دليل فالواجب الرجوع إلى الأدلة الأخرى.
الأدلة الأخرى ليس فيه دليل يدل على أن وقت العشاء يمتد إلى طلوع الفجر أبدا، حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وحديث جبريل كلها يدل على أن وقت الفجر ينتهي عند منتصف الليل.
السائل : العشاء.
الشيخ : العشاء قصدي، العشاء، أن وقت العشاء ينتهي عند منتصف الليل وهذا الذي دلّت عليه السنّة هو الذي دل عليه ظاهر القرأن أيضا لأن الله عز وجل قال في القرأن -يا فهد- ويش قال؟ أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرأن الفجر فتجب لدلوك الشمس يعني من دلوك الشمس لكن أتى باللام للدلالة على أن دخول الوقت عِلّة في الوجوب أي سبب، والدليل أن اللام هنا بمعنى من لكن عُبِّر باللام من أجل بيان العلّة، الدليل الغاية إلى، والغاية هي كلها ابتداء وإلا لا؟ لها ابتداء، كأنما قال "من دلوك الشمس إلى غسق الليل" لكن أتي باللام كما قلت إشارة إلى أن دخول الوقت عِلّة الوجوب ولهذا قال الفقهاء رحمهم الله إن الوقت سبب وشرط، سبب لوجوب الصلاة وشرط لصحتها.
طيب لدلوك إلى غسق الليل، متى يكون غسق الليل؟ عند منتصفه، يعني أشدّ ما يكون الليل ظلمة، نعم، في النصف، حينما تكون الشمس منتصفة في الأفق من الجانب الأخر من الأرض، هذا غَسَق الليل.
إذًا من نصف النهار الذي هو زوالها إلى نصف الليل، هذا جعله الله وقتا واحدا لأن أوقات الفرائض فيه متواصلة أو متّصل بعضها ببعض، أليس كذلك؟ الظهر يليه العصر يليه المغرب يليه العشاء، إذًا ما بعد الغاية داخل وإلا خارج؟
السائل : خارج.
الشيخ : ما بعد الغاية خارج ولهذا فَصَل فقال وقرأن الفجر ففَصَل وجعل الفجر مستقلا، فدل هذا على أن الصلوات الخمس أربع منها متتابعة وواحدة منفصلة، وهذا هو الذي تؤيّده السنّة أيضا بل السنّة صريحة فيه.
فالصواب إذًا أن وقت العشاء إلى نصف الليل ولكن ما المراد بنصف الليل؟ هل الليل من غروب الشمس إلى طلوعها أو من غروب الشمس إلى طلوع الفجر؟ أما اللغة العربية فكلاهما يُسمّى ليل ولهذا تجد في القاموس يقول "من إلى طلوع الفجر أو طلوع الشمس" الليل أما في الشرع فالظاهر أن الليل ينتهي بطلوع الفجر.
وعلى هذا نقول نصف الليل في صلاة العشاء من مغيب الشمس يعني الليل الذي يُنصَّف من أجل معرفة صلاة العشاء هو من غروب الشمس إلى طلوع الفجر فتَنْصِف ما بينهما وما بينهما هو أخر الوقت.
طيب هذا هو القول الراجح الذي لا تدلّ الأدلة إلا عليه وأن ما بعد منتصف الليل ليس وقتا لصلاة مفروضة إنما هو وقت نافلة وتهجّد.
وأفادنا المؤلف رحمه الله بقوله " إلى طلوع الفجر الثاني " أن هناك فجرا أول وهو كذلك، الفجر الأول يخرج قبل الثاني بنحو ساعة أو ساعة إلا ربع أو قريبا من ذلك، وذكر العلماء أن بينه وبين الثاني ثلاثة فروق.
الفرق الأول أن الفجر الأول ممتد لا معترِض يعني ممتد طولا من الشرق إلى الغرب، والثاني؟ مُعترض من الشمال إلى الجنوب.
الفرق الثاني أن الفجر الأول يُظْلِم يعني يكون هذا النور لمدة قصيرة ثم يُظْلم والفجر الثاني لا يُظْلم بل يزداد نورا وإضاءة.
الفرق الثالث أن الفجر الثاني متصل بالأفق ليس بينه وبين الأفق ظُلمة والفجر الأول منقطع عن الأفق يعني بينه وبين الأفق ظُلْمة، هذه ثلاثة فروق بين حقيقة هذا وحقيقة هذا.
هل يترتّب على الفجر الأول شيء؟ لا، لا يترتّب عليه شيء من الأمور الشرعية أبدا، لا إمساك في صوم ولا حل صلاة الفجر، الأحكام مرتّبة على الفجر الثاني.
طيب إذًا إلى الفجر الثاني وهو البياض المعترض، ما هو الدليل؟ أما الدليل على دخول وقتها فهو حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وحديث جبريل كلها تدل على أن وقت العشاء يدخل بمغيب الشفق الأحمر أما انتهاءه إلى الفجر الثاني فليس فيه دليل، ليس فيه دليل إلا دليلا لا دلالة فيه، هو أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليس في النوم تفريط إنما التفريط على من أخّر صلاة حتى يدخُلَ وقت الصلاة الأخرى قالوا فهذا دليل على أن أوقات الصلاة متّصلة، فهل في هذا الحديث من دليل؟ ليس فيه دليل لأن قوله التفريط أن يؤخِّر الصلاة حتى يدخل وقت الصلاة الأخرى يعني فيما وقْتاهما متّصل ولهذا لا يدخل فيه صلاة الفجر مع صلاة الظهر بالإجماع، فإن صلاة الفجر لا تمتد إلى صلاة الظهر بالإجماع، وإذا كان كذلك فالواجب الرجوع إلى الأدلّة، إذا لم يكن في هذا دليل فالواجب الرجوع إلى الأدلة الأخرى.
الأدلة الأخرى ليس فيه دليل يدل على أن وقت العشاء يمتد إلى طلوع الفجر أبدا، حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وحديث جبريل كلها يدل على أن وقت الفجر ينتهي عند منتصف الليل.
السائل : العشاء.
الشيخ : العشاء قصدي، العشاء، أن وقت العشاء ينتهي عند منتصف الليل وهذا الذي دلّت عليه السنّة هو الذي دل عليه ظاهر القرأن أيضا لأن الله عز وجل قال في القرأن -يا فهد- ويش قال؟ أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرأن الفجر فتجب لدلوك الشمس يعني من دلوك الشمس لكن أتى باللام للدلالة على أن دخول الوقت عِلّة في الوجوب أي سبب، والدليل أن اللام هنا بمعنى من لكن عُبِّر باللام من أجل بيان العلّة، الدليل الغاية إلى، والغاية هي كلها ابتداء وإلا لا؟ لها ابتداء، كأنما قال "من دلوك الشمس إلى غسق الليل" لكن أتي باللام كما قلت إشارة إلى أن دخول الوقت عِلّة الوجوب ولهذا قال الفقهاء رحمهم الله إن الوقت سبب وشرط، سبب لوجوب الصلاة وشرط لصحتها.
طيب لدلوك إلى غسق الليل، متى يكون غسق الليل؟ عند منتصفه، يعني أشدّ ما يكون الليل ظلمة، نعم، في النصف، حينما تكون الشمس منتصفة في الأفق من الجانب الأخر من الأرض، هذا غَسَق الليل.
إذًا من نصف النهار الذي هو زوالها إلى نصف الليل، هذا جعله الله وقتا واحدا لأن أوقات الفرائض فيه متواصلة أو متّصل بعضها ببعض، أليس كذلك؟ الظهر يليه العصر يليه المغرب يليه العشاء، إذًا ما بعد الغاية داخل وإلا خارج؟
السائل : خارج.
الشيخ : ما بعد الغاية خارج ولهذا فَصَل فقال وقرأن الفجر ففَصَل وجعل الفجر مستقلا، فدل هذا على أن الصلوات الخمس أربع منها متتابعة وواحدة منفصلة، وهذا هو الذي تؤيّده السنّة أيضا بل السنّة صريحة فيه.
فالصواب إذًا أن وقت العشاء إلى نصف الليل ولكن ما المراد بنصف الليل؟ هل الليل من غروب الشمس إلى طلوعها أو من غروب الشمس إلى طلوع الفجر؟ أما اللغة العربية فكلاهما يُسمّى ليل ولهذا تجد في القاموس يقول "من إلى طلوع الفجر أو طلوع الشمس" الليل أما في الشرع فالظاهر أن الليل ينتهي بطلوع الفجر.
وعلى هذا نقول نصف الليل في صلاة العشاء من مغيب الشمس يعني الليل الذي يُنصَّف من أجل معرفة صلاة العشاء هو من غروب الشمس إلى طلوع الفجر فتَنْصِف ما بينهما وما بينهما هو أخر الوقت.
طيب هذا هو القول الراجح الذي لا تدلّ الأدلة إلا عليه وأن ما بعد منتصف الليل ليس وقتا لصلاة مفروضة إنما هو وقت نافلة وتهجّد.
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى: (والفجر) - ابن عثيمين
- السؤال الأخير يقول فيه هل بين طلوع الفجر الث... - ابن عثيمين
- ما هي السنة في وقت صلاة الفجر؟ - ابن عثيمين
- ما هو آخر وقت لصلاة العشاء.؟ - الالباني
- وقت سنة الفجر - ابن عثيمين
- حكم تأخير صلاة العشاء إلى قبيل الفجر - ابن باز
- تفسير قوله تعالى:" أقم الصلاة لدلوك الشمس إل... - ابن عثيمين
- بيان وقت صلاة الفجر - ابن باز
- وقت صلاة الفجر. - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف " ... ويليه وقت الفجر إلى طلو... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف " ... ويليه وقت العشاء إلى ال... - ابن عثيمين