شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ) رواه الترمذي وقال حديث حسن قال الترمذي وغيره من العلماء: معنى دان نفسه حاسبها ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني الكيس معناه الإنسان الحازم الذي يغتنم الفرص ويتخذ لنفسه الحيطة حتى لا تفوت عليه الأيام والليالي فيضيع
من دان نفسه يعني من حاسبها ونظر ماذا فعل من المأمورات وماذا ترك من المنهيات هل قام بما أمر به هل ترك ما نهي عنه إذا رأى من نفسه تفريطا في الواجب استدركه إذا أمكن استدراكه وقام به أو ببدنه إذا رأى من نفسه انتهاكا لمحرم أقلع عنه وندم وتاب واستغفر
وقوله عمل لما بعد الموت يعني عمل للآخرة لأن كل ما بعد الموت فهو من الآخرة وهذا هذا هو الحق والحزم أن الإنسان يعمل لما بعد الموت لأنه في هذه الدنيا مارٌ بها مرورا والمآل هو ما بعد الموت فإذا فرّط ومضت عليه الأيام وأضاعها في غير ما ينفعه في الآخرة فليس بكيس الكيس هو الذي يعمل لما بعد الموت
والعاجز من أتبع نفسه هواها وصار لا يهتم إلا بأمور الدنيا يتبع نفسه هواها في التفريط في الأوامر يتبع نفسه هواها في فعل النواهي ثم يتمنى على الله الأماني فيقول الله غفور الله غفور رحيم وسوف أتوب إلى الله في المستقبل وسوف أصلح من حالي إذا كبرت وما أشبه ذلك من الأماني الكاذبة التي يمليها الشيطان عليه وربما يدركها وربما لا يدركها
ففي هذا الحديث الحث على انتهاز الفرص وعلى أن لا يضيع الإنسان من وقته فرصة إلا فيما يرضي الله عز وجل وأن يدع الكسل والتهاون والتمني فإن التمني لا يفيد شيئا كما قال الحسن البصري رحمه الله " ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقته الأعمال " فعلينا أيها الإخوة أن ننتهز الفرصة في كل ما يقرب إلى الله من فعل الأوامر واجتناب النواهي حتى إذا قدمنا إلى الله وإذا الإنسان على أكمل ما يكون من حالة نسأل الله أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته
من دان نفسه يعني من حاسبها ونظر ماذا فعل من المأمورات وماذا ترك من المنهيات هل قام بما أمر به هل ترك ما نهي عنه إذا رأى من نفسه تفريطا في الواجب استدركه إذا أمكن استدراكه وقام به أو ببدنه إذا رأى من نفسه انتهاكا لمحرم أقلع عنه وندم وتاب واستغفر
وقوله عمل لما بعد الموت يعني عمل للآخرة لأن كل ما بعد الموت فهو من الآخرة وهذا هذا هو الحق والحزم أن الإنسان يعمل لما بعد الموت لأنه في هذه الدنيا مارٌ بها مرورا والمآل هو ما بعد الموت فإذا فرّط ومضت عليه الأيام وأضاعها في غير ما ينفعه في الآخرة فليس بكيس الكيس هو الذي يعمل لما بعد الموت
والعاجز من أتبع نفسه هواها وصار لا يهتم إلا بأمور الدنيا يتبع نفسه هواها في التفريط في الأوامر يتبع نفسه هواها في فعل النواهي ثم يتمنى على الله الأماني فيقول الله غفور الله غفور رحيم وسوف أتوب إلى الله في المستقبل وسوف أصلح من حالي إذا كبرت وما أشبه ذلك من الأماني الكاذبة التي يمليها الشيطان عليه وربما يدركها وربما لا يدركها
ففي هذا الحديث الحث على انتهاز الفرص وعلى أن لا يضيع الإنسان من وقته فرصة إلا فيما يرضي الله عز وجل وأن يدع الكسل والتهاون والتمني فإن التمني لا يفيد شيئا كما قال الحسن البصري رحمه الله " ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقته الأعمال " فعلينا أيها الإخوة أن ننتهز الفرصة في كل ما يقرب إلى الله من فعل الأوامر واجتناب النواهي حتى إذا قدمنا إلى الله وإذا الإنسان على أكمل ما يكون من حالة نسأل الله أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته
الفتاوى المشابهة
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- ما صحة حديث ( الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد... - الالباني
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- صحة حديث: (الكيس من دان نفسه) - ابن عثيمين
- هل حديث " الكيس من دان نفسه " صحيح .؟ - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين