تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمينالشيخ : قال رحمه الله في باب النصيحة ثلاثة أحاديث: الحديث الأول عن تميم الداري رضي الله عنه، تميم بن أوس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  الدين النصيحة...
العالم
طريقة البحث
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الدين النصيحة قلنا لمن ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) . رواه مسلم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال رحمه الله في باب النصيحة ثلاثة أحاديث: الحديث الأول عن تميم الداري رضي الله عنه، تميم بن أوس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة كررها ثلاثًا عليه الصلاة والسلام لأجل أن ينتبه المخاطب والسامع حتى يتلقى ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم بانتباه قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم خمسة أشياء هذا محل النصيحة، النصيحة لله عز وجل تكون بالإخلاص له بالإخلاص لله تعالى والتعبد له محبةً وتعظيمًا، لأن الله عز وجل يتعبد له العبد محبة فيقوم بأوامره طلبًا للوصول إلى محبته عز وجل، وتعظيمًا فينتهي عن محارمه خوفًا منه سبحانه وتعالى، ومن النصيحة لله: أن يكون الإنسان دائمًا ذاكرًا لربه بقلبه ولسانه وجوارحه، أما القلب فإنه لا حدود لذكره، الإنسان يستطيع أن يذكر الله بقلبه في كل حال وفي كل ما يشاهد وفي كل ما يسمع، لأن في كل شيء لله تعالى آية تدل على وحدانيته وعظمته وسلطانه، يفكر في خلق السماوات والأرض، يفكر في الليل والنهار، يفكر في آيات الله من الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وغير ذلك، فيحدث هذا ذكرًا لله عز وجل في قلبه، من النصيح لله : أن تكون غيرته لله، يغار لله عز وجل إذا انتهكت محارمه، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم هكذا، فإنه عليه الصلاة والسلام كان لا ينتقم لنفسه أبدًا مهما قال الناس فيه، لا ينتقم لنفسه، ولكنه إذا انتهكت محارم الله صار أشد الناس انتقامًا ممن ينتهك حرمات الله عز وجل، فيغار الإنسان على ربه لا يسمع أحدًا يسب الله أو يشتم الله أو يستهزىء بالله إلا غار من ذلك حتى إذا كان له أن يقتله قتله، لأن هذا من النصيحة لله عز وجل، من النصيحة لله: أن يذب عن دينه، عن دين الله عز وجل الذي شرعه لعباده فيبطل كيد الكائدين، ويرد على الملحدين الذين يعرضون الدِّين وكأنه قيود تقيد الناس عن حرياتهم، والحقيقة أن الدِّين قيود لكنها قيود حرية، لأن الإنسان يتقيد لمن؟ لله عز وجل يتقيد لله عز وجل وبالله وفي دين الله، من لم يتقيد بهذا تقيد تقيد للشيطان وفي خطوات الشيطان، لأن النفس همامة دائمًا دائمًا همامة ما في أحد تسكن نفسه، لا بد أن يكون لها هم في شيء فإما في خير وإما في شر، وما أحسن قول ابن القيم رحمه الله في * النونية * حيث قال:
" هربوا من الرِّق الذي خلقوا له *** وبلوا برِقِّ النفس والشيطان "
هربوا من الرق الذي خلقوا له ما هو الرق الذي خلقنا له؟ عبادة الله وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ لكن هربوا من هذا الرِّق الذي هو كمال الحرية وكمال السعادة إلى رِقِّ النفس والشيطان، والنفس نعوذ بالله من شرها النفس تسترق الإنسان وتملي عليه الهوى فيكون خاضعًا لهواها، وإذا غلب الهوى زال العقل إذا غلب الهوى زال العقل، وكما قال الشاعر:
" سكرانِ سكرُ هوى وسكرُ مدامة *** فمتى إفاقة من به سكَرَان "
يصف شخصًا يشرب الخمر والعياذ بالله فيقول: إنه فيه سكرين يقول إن فيه سكرين سكر الهوى وسكر المدامة فمتى إفاقة من به سكَرَان؟ لا يرجى له إفاقة، فالحاصل أن الإنسان يتعبد لله عز وجل لا للنفس ولا للشيطان، حتى يتحرر من القيود التي تضره ولا تنفعه، من النصيحة لله عز وجل: أن يكون باثًّا دين الله في عباد الله لأن هذا مقام الرسل، الرسل كلهم دعاة إلى الله يدعون الناس إلى الله عز وجل كما قال الله تعالى عنهم: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ أي: من الأمة مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ نسأل الله تعالى أن يهدينا وإياكم صراطه المستقيم، ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على الحديث.
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى: " عن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم رواه مسلم ".

Webiste