تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  الخازم المسلم ال...
العالم
طريقة البحث
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( الخازن المسلم الأمين الذي ينفذ ما أمر به فيعطيه كاملا موفرا طيبة به نفسه فيدفعه إلى الذي أمر له به أحد المتصدقين ) متفق عليه ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الخازم المسلم الأمين الذي ينفذ ما أمر به فيعطيه لمن أمر له به كاملًا موفرًا طيبة به نفسه أحد المتصدقين الخازن مبتدأ، وأحد المتصدقين خبره، يعني أن الخازن الذي جمع هذه الأوصاف الثلاثة: المسلم الأمين الذي ينفذ ما أمر به فهو مسلم احترازًا من الكافر، فالخازن إذا كان كافرًا وإن كان أمينًا وينفذ ما أمر به ليس له أجر، لأن الكفار لا أجر لهم في الآخرة فيما عملوا من الخير، قال الله تعالى: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً وقال تعالى: وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ أما إذا عمل خيرًا ثم أسلم فإنه يسلم على ما أسلف من خير، ويعطى أجره، الخازن المسلم، الوصف الثاني: الأمين يعني الذي أدى ما ائتمن عليه فحفظ المال ولم يفسده ولم يفرط فيه ولم يتعد فيه، الوصف الثالث: الذي ينفذ ما أمر به يعني يفعل، لأن من الناس من يكون أمينًا لكنه متكاسل فهذا أمين ومنفذ، يفعل فيجمع بين القوة والأمانة، هذا أيضًا فيه وصف رابع: أن تكون طيبة به نفسه، إذا نفذ وأعطى ما أمر به أعطاه وهو طيبة به نفسه، أعطاه وهو طيبة به نفسه، يعني لا يمن على المعطى أو يظهر أن له فضلًا عليه بل يعطيه طيبة بها نفسه، هذا يكون أحد المتصدقين، مع أنه لم يدفع من ماله فلسًا واحدًا، مثال ذلك: رجل عنده مال، وكان أمين الصندوق صندوق المال مسلمًا أمينًا ينفذ ما أمره به، ويعطيه صاحبه طيبة به نفسه، فإذا قال له صاحب الصندوق: يا فلان أعط هذا الفقير عشرة آلاف ريال، فأعطاه على الوصف الذي قال النبي صلي الله عليه وسلم فإنه يكون كالذي تصدق بعشرة آلاف ريال من غير أن ينقص من أجر المتصدق شيء، ولكنه فضل من الله عز وجل، ففي هذا الحديث دليل على فضل الأمانة وعلى فضل التنفيذ فيما وكل فيه وعدم التفريط فيه، ودليل على أن التعاون على البر والتقوى يكتب لمن أعان مثل ما يكتب لمن فعل، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، والله الموفق.

Webiste