شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم . متفق عليه . عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) متفق عليه ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال رحمه الله تعالى فيما ذكره من الأحاديث في باب وجوب النصيحة عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم هذه ثلاثة أشياء حق محض لله، وحق للآدمي محض، وحق مشترك، أما الحق المحض لله فهو قوله: إقام الصلاة ومعنى إقام الصلاة أن يأتي بها الإنسان مستقيمة على الوجه المطلوب فيحافظ عليها في أوقاتها ويقوم بأركانها وواجباتها وشروطها ويتمم ذلك بمستحباتها، ومن هذا بالنسبة للرجال إقامة الصلاة في الجماعة في المساجد مع الجماعة، فإن هذا من إقامة الصلاة ومن تخلف عن الجماعة بلا عذر فهو آثم، بل هو عند بعض العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا صلى بدون عذر مع غير الجماعة فصلاته باطلة مردودة عليه لا تقبل منه، ولكن الجمهور وهو الصحيح أنها تصح مع الإثم، هذا هو الصحيح أن من ترك صلاة الجماعة بلا عذر فصلاته صحيحة، لكنه آثم هذا هو القول الراجح وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد وهو الذي عليه جمهور من قالوا بوجوب صلاة الجماعة، ومن إقامة الجماعة إقامة الصلاة: الخشوع فيها والخشوع حضور القلب وتأمله لما يقوله المصلي وما يفعله، وهو أمر مهم لأن الصلاة بلا خشوع كالجسد بلا روح، إذا صليت وقلبك يجول في كل وادي فإنك تصلي حركات بدنية فقط، فإذا كان قلبك حاضرًا تشعر بأنك بين يدي الله عز وجل تناجيه بكلامه وتتقرب إليه بذكره ودعائه فهذا هو لب الصلاة روحها، وأما قوله: إيتاء الزكاة إيتاء الزكاة يعني إعطاءها لمستحقيها، وهذه جامعة بين حق الله وحق العباد، أما كونها حقًّا لله فلأن الله فرض على عباده الزكاة وجعلها من أركان الإسلام، وأما كونها حقًّا للآدمي فلما فيها من قضاء حوائج المحتاجين والمحوجين وغير ذلك من المصالح المعلومة في معرفة أهل الزكاة، وأما قوله: النصح لكل مسلم فهذا هو الشاهد من الحديث للباب، أي: أن ينصح لكل مسلم قريب أو بعيد صغير أو كبير ذكر أو أنثى، وكيفية النصح لكل مسلم ما ذكره في حديث أنس: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه هذه النصيحة أن تحب لإخوانك ما تحب لنفسك، بحيث يسرك ما يسرهم ويسوؤك ما يسوؤهم، وتعاملهم بما تحب أن يعاملوك به، والباب هذا واسع كبير جدًّا، فنفى النبي عليه الصلاة والسلام الإيمان عمن لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه في كل شيء، ونفي الإيمان قال العلماء: المراد به نفي الإيمان الكامل، يعني: لا يكمل إيمانك حتى تحب لأخيك ما تحب لنفسك، وليس المراد انتفاء الإيمان بالكلية ويذكر أن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه حين بايع النبي عليه الصلاة والسلام على النصح لكل مسلم أنه اشترى فرسًا من شخص بدراهم فلما اشتراه -أظنه بمئتي درهم- اشتراه وذهب به وجد أنه يساوي أكثر فرجع إلى البائع وقال له: إن فرسك يساوي أكثر، فأعطاه ما يرى أنها قيمته، ثم انصرف وجرب الفرس فإذا هو يساوي أكثر مما أعطاه أخيرًا، فرجع إليه فقال له: إن فرسك يساوي أكثر .
قال رحمه الله تعالى فيما ذكره من الأحاديث في باب وجوب النصيحة عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم هذه ثلاثة أشياء حق محض لله، وحق للآدمي محض، وحق مشترك، أما الحق المحض لله فهو قوله: إقام الصلاة ومعنى إقام الصلاة أن يأتي بها الإنسان مستقيمة على الوجه المطلوب فيحافظ عليها في أوقاتها ويقوم بأركانها وواجباتها وشروطها ويتمم ذلك بمستحباتها، ومن هذا بالنسبة للرجال إقامة الصلاة في الجماعة في المساجد مع الجماعة، فإن هذا من إقامة الصلاة ومن تخلف عن الجماعة بلا عذر فهو آثم، بل هو عند بعض العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا صلى بدون عذر مع غير الجماعة فصلاته باطلة مردودة عليه لا تقبل منه، ولكن الجمهور وهو الصحيح أنها تصح مع الإثم، هذا هو الصحيح أن من ترك صلاة الجماعة بلا عذر فصلاته صحيحة، لكنه آثم هذا هو القول الراجح وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد وهو الذي عليه جمهور من قالوا بوجوب صلاة الجماعة، ومن إقامة الجماعة إقامة الصلاة: الخشوع فيها والخشوع حضور القلب وتأمله لما يقوله المصلي وما يفعله، وهو أمر مهم لأن الصلاة بلا خشوع كالجسد بلا روح، إذا صليت وقلبك يجول في كل وادي فإنك تصلي حركات بدنية فقط، فإذا كان قلبك حاضرًا تشعر بأنك بين يدي الله عز وجل تناجيه بكلامه وتتقرب إليه بذكره ودعائه فهذا هو لب الصلاة روحها، وأما قوله: إيتاء الزكاة إيتاء الزكاة يعني إعطاءها لمستحقيها، وهذه جامعة بين حق الله وحق العباد، أما كونها حقًّا لله فلأن الله فرض على عباده الزكاة وجعلها من أركان الإسلام، وأما كونها حقًّا للآدمي فلما فيها من قضاء حوائج المحتاجين والمحوجين وغير ذلك من المصالح المعلومة في معرفة أهل الزكاة، وأما قوله: النصح لكل مسلم فهذا هو الشاهد من الحديث للباب، أي: أن ينصح لكل مسلم قريب أو بعيد صغير أو كبير ذكر أو أنثى، وكيفية النصح لكل مسلم ما ذكره في حديث أنس: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه هذه النصيحة أن تحب لإخوانك ما تحب لنفسك، بحيث يسرك ما يسرهم ويسوؤك ما يسوؤهم، وتعاملهم بما تحب أن يعاملوك به، والباب هذا واسع كبير جدًّا، فنفى النبي عليه الصلاة والسلام الإيمان عمن لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه في كل شيء، ونفي الإيمان قال العلماء: المراد به نفي الإيمان الكامل، يعني: لا يكمل إيمانك حتى تحب لأخيك ما تحب لنفسك، وليس المراد انتفاء الإيمان بالكلية ويذكر أن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه حين بايع النبي عليه الصلاة والسلام على النصح لكل مسلم أنه اشترى فرسًا من شخص بدراهم فلما اشتراه -أظنه بمئتي درهم- اشتراه وذهب به وجد أنه يساوي أكثر فرجع إلى البائع وقال له: إن فرسك يساوي أكثر، فأعطاه ما يرى أنها قيمته، ثم انصرف وجرب الفرس فإذا هو يساوي أكثر مما أعطاه أخيرًا، فرجع إليه فقال له: إن فرسك يساوي أكثر .
الفتاوى المشابهة
- حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا يحيى قال حدثن... - ابن عثيمين
- قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأن الله... - ابن عثيمين
- ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن... - ابن عثيمين
- ما معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا ي... - الالباني
- معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن... - ابن عثيمين
- حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن إسماعيل قال حدث... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رجلا قا... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين