شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول ( لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بإصبعيه الإبهام والتي يليها فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث ) متفق عليه ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : فيما نقله عن أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها محمرًّا وجهه يقول: لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب دخل عليها في هذه الصفة متغير اللون محمر الوجه يقول: لا إله إلا الله تحقيقًا للتوحيد وتثبيتًا له، لأن التوحيد هو القاعدة الذي تبنى عليه جميع الشرعية، قال الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ فتوحيد الله بالعبادة والمحبة والتعظيم والإنابة والتوكل والاستعانة والخشية وغير ذلك هو أساس الملة، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: لا إله إلا الله في هذه الحال التي كان فيها فزعًا متغير اللون تثبيتًا للتوحيد وتطمينًا للقلوب، ثم حذر العرب فقال: ويل للعرب من شر قد اقترب وحذر العرب لأن العرب هم حاملو لواء الإسلام، فالله تعالى بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم في الأميين في العرب: يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فبين النبي عليه الصلاة والسلام هذا الوعيد للعرب لأنهم حاملوا لواء الإسلام من شر قد اقترب الشر هو الذي يحصل بيأجوج ومأجوج، ولهذا فسره قال: فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وأشار بالسبابة والإبهام، يعني أنه جزء ضعيف ومع ذلك فإنه يهدد العرب، فالعرب الذين حملوا لواء الإسلام من عهد الرسول عليه الصلاة والسلام إلى يومنا هذا يهددون من قبل يأجوج ومأجوج المفسدين في الأرض، كما قال الله تعالى عن ذي القرنين أنه قيل له: إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض فهم أهل الشر وأهل الفساد، ثم قالت زينب: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث الصالح لا يهلك سالم ناج لكن إذا كثر الخبث هلك الصالحون لقوله تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ والخبث هنا يراد به شيئان:
الأول: الأعمال الخبيثة، والثاني: البشر الخبيث، فإذا كثرت الأعمال الخبيثة السيئة في المجتمع ولو كانوا مسلمين فإنهم عرضوا أنفسهم للهلاك، وإذا كثر فيهم الكفار فقد عرضوا أنفسهم للهلاك أيضًا، ولهذا حذر النبي عليه الصلاة والسلام من بقاء اليهود والنصارى والمشركين في جزيرة العرب حذر من ذلك فقال: أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب وقال في مرض موته: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وقال في آخر حياته: لئن بقيت لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب أو قال: لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلمًا هكذا صح عنه عليه الصلاة والسلام، ومع الأسف الشديد الآن الناس كأنما يتسابقون إلى جلب اليهود والنصارى والوثنيين إلى بلادنا للعمالة، ويدعي بعضهم أنهم أحسن من المسلمين أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هكذا يلعب الشيطان في عقول بعض الناس حتى يفضل الكافر على المؤمن والله عز وجل يقول: وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ فالحذر الحذر، الحذر الحذر من استجلاب اليهود النصارى والوثنيين من البوذيين وغيرهم إلى هذه الجزيرة، لأنها جزيرة إسلام منها بدأ وإليها يعود، فكيف نجعل هؤلاء الخبث بين أظهرنا وفي أولادنا وفي أهلنا وفي مجتمعنا، هذا مؤذن بالهلاك ولابد، ولهذا من تأمل أحوالنا اليوم وقارن بينها وبين أحوالنا بالأمس وجد الفرق الكثير، وجد الفرق الكثير ولولا الناشئة الطيبة التي منَّ الله عليها بالالتزام ونسأل الله أن يثبتها عليه لولا هذا لرأيت شرًّا كثيرًا، ولكن لعل الله أن يرحمنا بعفوه ثم بهؤلاء الشباب الصالح الذين لهم نهضة طيبة، أدام الله عليهم فضله وأعاذنا وإياهم من الشيطان الرجيم.
الأول: الأعمال الخبيثة، والثاني: البشر الخبيث، فإذا كثرت الأعمال الخبيثة السيئة في المجتمع ولو كانوا مسلمين فإنهم عرضوا أنفسهم للهلاك، وإذا كثر فيهم الكفار فقد عرضوا أنفسهم للهلاك أيضًا، ولهذا حذر النبي عليه الصلاة والسلام من بقاء اليهود والنصارى والمشركين في جزيرة العرب حذر من ذلك فقال: أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب وقال في مرض موته: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وقال في آخر حياته: لئن بقيت لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب أو قال: لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلمًا هكذا صح عنه عليه الصلاة والسلام، ومع الأسف الشديد الآن الناس كأنما يتسابقون إلى جلب اليهود والنصارى والوثنيين إلى بلادنا للعمالة، ويدعي بعضهم أنهم أحسن من المسلمين أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هكذا يلعب الشيطان في عقول بعض الناس حتى يفضل الكافر على المؤمن والله عز وجل يقول: وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ فالحذر الحذر، الحذر الحذر من استجلاب اليهود النصارى والوثنيين من البوذيين وغيرهم إلى هذه الجزيرة، لأنها جزيرة إسلام منها بدأ وإليها يعود، فكيف نجعل هؤلاء الخبث بين أظهرنا وفي أولادنا وفي أهلنا وفي مجتمعنا، هذا مؤذن بالهلاك ولابد، ولهذا من تأمل أحوالنا اليوم وقارن بينها وبين أحوالنا بالأمس وجد الفرق الكثير، وجد الفرق الكثير ولولا الناشئة الطيبة التي منَّ الله عليها بالالتزام ونسأل الله أن يثبتها عليه لولا هذا لرأيت شرًّا كثيرًا، ولكن لعل الله أن يرحمنا بعفوه ثم بهؤلاء الشباب الصالح الذين لهم نهضة طيبة، أدام الله عليهم فضله وأعاذنا وإياهم من الشيطان الرجيم.
الفتاوى المشابهة
- ما حكم استقدام العمال الكفار لجزيرة العرب ول... - ابن عثيمين
- سؤاله يقول فيه يقول الله عز وجل في سورة الكه... - ابن عثيمين
- حدثنا أبو نعيم حدثنا ابن عيينة عن الزهري ح و... - ابن عثيمين
- معنى حديث "ويل للعرب من شر قد اقترب" - ابن باز
- معنى قوله ﷺ: "ويل للعرب..." - ابن باز
- حديث ويل للعرب من شر قد اقترب - اللجنة الدائمة
- حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا بن عيينة أنه سمع... - ابن عثيمين
- حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا بن عيينة أنه سمع... - ابن عثيمين
- حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري ح و ح... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين