تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم : قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في باب الرفق بالمسلمين ، فيما نقله عن أبي قتادة ، الحارث بن رِبعي الأنصاري رضي الله عنه ، ...
العالم
طريقة البحث
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أبي قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إني لأقوم إلى الصلاة وأريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه )رواه البخاري ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في باب الرفق بالمسلمين ، فيما نقله عن أبي قتادة ، الحارث بن رِبعي الأنصاري رضي الله عنه ، عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال : إني لأقوم إلى الصلاة وأريد أن أطول فيها ، فأسمع بكاء الصبي -يعني- فأوجز مخافة أن أشق على أمه : هذا الحديث من النماذج التي تدل على رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته ، كما وصفه الله به في قوله : لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ .
فهو يدخل في صلاة الجماعة يريد أن يطيل فيها ، والمراد الإطالة النسبية ، ليست الإطالة الزائدة عما كان يفعله من قبل ، فإذا سمع بكاء الصبي أوجز وخفف ، مخافة أن يشق على أمه ، لأن أمه إذا سمعت بكاءه فإنه يشق عليها أن تسمع بكاء ابنها ، وربما يشغلها كثيراً عن الصلاة ، فيخفف عليه الصلاة والسلام .
ففي هذا الحديث دليل على فوائد :
أولاً : رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته وشفقته عليها .
وثانياً : جواز حضور النساء للمساجد ليصلين مع الجماعة ، وهذا ما لم تخرج المرأة على وجه لا يجوز ، مثل أن تخرج متعطرة أو متبرجة ، فإن ذلك لا يجوز ، لأن النبي صلى الله عليه آله وسلم قال : أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا صلاة العشاء .
وثالثاً : جواز إدخال الصبيان للمسجد ، هذا إذا كان صبيها معها ، وإن كان خارج المسجد قريباً منه فليس فيه دلالة ، لكنه يبعد أن المرأة تسمع بكاء صبيها في البيت وهي في المسجد ، فالظاهر أن صبيانهن معهن ، فيكون فيه دليلٌ على جواز إدخال الصبيان للمساجد ، لكن بشرط أن لا يحصل منهم أذية لا على المسجد ولا على المصلين ، فإن كان يُخشى منهم أذية على المسجد كتلويثه بالبول والنجاسة ، فإنهم يمنعون ، أو يُخشى منهم التشويش على الناس بالصراخ والركض واللجبة ، فإنهم يمنعون أيضاً ، أما إذا لم يكن منهم بأس ، فإنه لا بأس أن يؤتى بهم إلى المساجد .
وأما حديث : جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم : فهو ضعيف.
وبه أيضاً مِن فوائد هذا الحديث : أنه يجوز للمصلى أن يسمع ما حوله ، ولا يلزمه أن يسدّ أذنيه ، بل له أن يسمع ، لكن إن كان ما حوله يشوش عليه إذا سمعه فلا يُصلينَّ حوله ، يُبعد ، كما لو كان الإنسان أراد أن يصلي في المسجد وحوله حلقة ذكر أو حلقة قرآن ، ويخشي أن يشوشوا عليه إذا دنا منهم ، فليبعد ، وأما إذ لم يشوشوا فلا بأس أن يسمع ، بخلاف الاستماع فإن المصلي لا يستمع إلا إلى قراءة إمامه .
وعلى هذا فإذا كنت تصلي وجاء القارئ يقرأ حديثاً أو موعظة ، فلا تشد سمعك إليه ، لا تستمع إليه ، لأن هذا غير مشروع ، أما لو سمعته ولكنك ماضٍ في صلاتك لم تهتم به ولم تلتفت إليه فلا بأس.
ومن فوائد هذا الحديث أنه يجوز للمصلي أن يغير نيته من تطويل إلى تخفيف أو بالعكس ، إذا وُجد سبب لذلك ، لأن النبي صلى الله عليه آله وسلم كان يدخل في الصلاة يريد أن يطيلها فيخفف .
فإذا دخل الإنسان في صلاته على أنه يريد أن يطيل ، ثم جاءه شخص وقال له : عند الباب جماعة ضيوف أو ما أشبه ذلك ، فلا بأس أن يخفف ليذهب إلى ضيوفه كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يفعل هذا .
ومن فوائد هذا الحديث : أنه لا حرج على الإنسان إذا شق عليه بكاء ابنه أو ما يؤذي ابنه من ألمٍ أو .

Webiste