تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي... - ابن عثيمينالشيخ : ولا يحلف بالطلاق، إن كان هناك حاجة فبالله وإلا فلا يحلف، والله الموفق.القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام عل...
العالم
طريقة البحث
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) متفق عليه. وعن أبي شريح خويلد بن عمرو الخزاعي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته قالوا: وما جائزته يا رسول الله ؟ قال: يومه وليلته. والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه ) متفق عليه. وفي رواية لمسلم: ( لا يحل لمسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه ) قالوا: يا رسول الله، وكيف يؤثمه؟ قال: ( يقيم عنده ولا شيء له يقريه به ).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ولا يحلف بالطلاق، إن كان هناك حاجة فبالله وإلا فلا يحلف، والله الموفق.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب إكرام الضيف " عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت متفق عليه، وعن خويلد بن عمرو الخزاعي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته، قالوا: وما جائزته يا رسول الله؟ قال: يومه وليلته، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة متفق عليه، وفي رواية لمسلم: لا يحل لمسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه قالوا: يا رسول الله وكيف يؤثمه؟ قال: يقيم عنده ولا شيء له يقريه به ".

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله في باب الضيافة وإكرام الضيف حينما ذكر آيتين من كتاب الله بل آيات في موضعين ذكر الأحاديث، وهو عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه وهذا من باب الحث والإغراء على إكرام الضيف، يعني أن إكرام الضيف من علامة الإيمان بالله واليوم الآخر ومن تمام الإيمان بالله واليوم الآخر، وذلك أن الذي يكرم ضيفه يثيبه الله تعالى على ذلك يوم القيامة، وربما أثابه يوم القيامة وفي الدنيا كما قال الله تعالى: من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه فيثيبه الله في الدنيا بالخلف يخلف عليه وفي الآخرة بالثواب، ولهذا قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه وإكرام الضيف يختلف بحسب أحوال الضيف، فمن الناس من هو من أشراف القوم ووجهاء القوم فيكرم بما يليق به، ومن الناس من هو من سقط القوم فيكرم بما يليقه، ومنهم من دون ذلك، فالمهم أن النبي عليه الصلاة والسلام أطلق الإكرام فيشمل كل إكرام، من الناس من إذا نزل بك ضيفًا لا يرضيه أن تأتي له بطعام عليه دجاجتان أو ما أشبه ذلك يحتاج إلى أن تأتي له بطعام عليه ذبيحة ويكون من إكرامه أيضًا أن تدعو جيرانك وما أشبه ذلك، ومن الناس من هو دون ذلك، المهم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يقيد الإكرام بشيء بل أطلق، فيكون راجعًا إلى ما يعده الناس إكرامًا، قال: ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه وفي حديث آخر: فليكرم جاره فليصل رحمه الرحم هم الأقارب، وكلما كان القريب إليك أقرب كان حقه أوجب، فعلى المرء أن يصل رحمه، ولم يبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بماذا يصل فيرجع أيضًا إلى العرف، من الأقارب من تصله بالزيارة والإكرام البدني، ومن الأقارب من تصله بإعطاء المال دراهم لحاجته لذلك، ومن الأقارب من تكرمه بالطعام والكسوة كل بحسب حاله، المهم أكرم أقاربك بما يعد إكرامًا، فمثلًا إذا كان قريبك غنيًّا كريمًا هذا لا يمكن أن ترسل إليه طبقًا من طعام إنما تكرمه بالزيارة والكلام اللين وما أشبه ذلك، إذا كان قريبك فقيرًا طبق المال أحب إليه من غيره ترسل له طبقًا من المال، إذا كان قريبك يحتاج إلى دراهم نعم ترسل له طبقًا من الطعام إذا كان قريبك يحتاج إلى مال ترسل له المال وهلم جرًّا، فكل إنسان يكرم بما يليق بحاله، الثالث قال: ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت وهذه ليتنا نسير عليها في حياتنا من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت والخير في الكلام قد يكون في نفس الكلام، خيرا يعني نفس الكلام يكون خيرًا، وقد يكون في المقصود منه في المقصود من الكلام يكون الخير، فمثلًا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم مسألة من مسائل العلم والدين الكلام هنا خير في نفسه، والكلام الآخر الذي ليس في نفسه خير من حيث هو لكن تتكلم به من أجل أن تدخل الأنس على مجالسك وأن تشرح صدره هذا أيضًا خير، وإن كان نفس الكلام ليس مما يتقرب به إلى الله لكنه ليس إثمًا وتقصد بذلك أن توسع صدر جليسك وتدخل عليه الأنس والسرور هذا أيضًا من الخير، وعلم من هذا أن من لم يقل الخير فإن إيمانه بالله واليوم الآخر ناقص، فكيف بمن قال الشر؟ كيف بمن أصبح يأكل لحوم الناس والعياذ بالله؟ ويسعى بينهم بالنميمة ويكذب ويغش بل كيف من أصبح يؤلب على أهل العلم؟ ويسب أهل العلم ويذمهم بأمر هم فيه أقرب إلى الصواب مما يدعي أو مما يظن، فإن هذا أعظم وأعظم لأن الكلام في أهل العلم ليس كالكلام في عامة الناس، الكلام في عامة الناس ربما يجرح الرجل نفسه، لكن الكلام في أهل العلم جرح في العلماء وجرح فيما يحملونه من الشريعة، لأن الناس لن يثقوا بهم إذا كثر القول فيهم والخوض فيهم، ولهذا يجب عند كثرة الكلام وخوض الناس في أمر من الأمور يجب أن يحرص الإنسان على كف لسانه وعلى عدم الكلام، حتى لو سئل يقول نسأل الله له الهداية، نسأل الله أن يهدي الجميع، نسأل الله أن يجعل الخير في الواقع، وأما أن يتكلم ويطلق لسانه في أمور ليس لها أصل البتة فهذا من عدم الإيمان بالله واليوم الآخر، لا يكفر الإنسان لكن إيمانه ناقص لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت وكما قيل: " إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب " وقيل أيضًا في الحكمة: " الصمت حكمة وقليل فاعله " وقيل أيضًا: " من صمت نجا ومن تكلم فهو على خطر " فلهذا الزم الصمت إلا في شيء ترى أنه خير فالخير مطلوب، والله الموفق.

Webiste