تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة باب تحريم لباس الحرير على الرجال وتحريم... - ابن عثيمينالشيخ : وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن من لبسه أو أنه  إنما يلبسه من لا خلاق له في الآخرة  يعني: من لا نصيب له في الآخرة، ولهذا ذهب بعض العلماء ...
العالم
طريقة البحث
تتمة باب تحريم لباس الحرير على الرجال وتحريم جلوسهم عليه واستنادهم إليه وجواز لبسه للنساء.عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تلبسوا الحرير؛ فإن من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ). متفق عليه. وعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إنما يلبس الحرير من لا خلاق له ). متفق عليه. وفي رواية للبخاري: ( من لا خلاق له في الآخرة ). وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من لبس الحرير الدنيا لم يلبسه في الآخرة ) . متفق عليه.وعن علي رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حريرا، فجعله في يمينه، وذهبا فجعله في شماله، ثم قال: ( إن هذين حرام على ذكور أمتي ). رواه أبو داود بإسناد حسن. وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي، وأحل لإناثهم ). رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وعن حذيفة رضي الله عنه قال: نهانا النبي صلى الله عليه وسلم أن نشرب في آنية الذهب والفضة وأن نأكل فيها، وعن لبس الحرير والديباج، وأن نجلس عليه. رواه البخاري.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن من لبسه أو أنه إنما يلبسه من لا خلاق له في الآخرة يعني: من لا نصيب له في الآخرة، ولهذا ذهب بعض العلماء إلى أن الإنسان إذا لبس الحرير في الدنيا فإنه لا يدخل الجنة والعياذ بالله، لأن الرسول قال عليه الصلاة والسلام: لا خلاق له في الآخرة أي: لا نصيب له، وقال أيضًا: من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة وهذا يعني أنه لا يدخل الجنة، وقال بعض العلماء: بل يدخلها ولكن لا يتمتع بلباس الحرير، مع أن أهل الجنة لباسهم فيها حرير وإنما يلبس شيئًا آخر، وهذا ما لم يتب فإن تاب من ذنوبه فإن التائب من الذنب يغفر الله له ذنبه، كما قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا وهذا في الحرير الطبيعي الذي يخرج من دود القز، وأما الحرير الصناعي فليس حرامًا، لكن لا ينبغي للرجل أن يلبسه لما فيه من الميوعة والتنزل بحال الرجل التي ينبغي أن يكون فيها خشنًا يلبس ثياب الرجولة لا ثياب النعومة، لكن الفائدة من قولنا إن الصناعي ليس حرامًا يعني لو لبس طاقية من الحرير الصناعي أو سروالًا لا يرى فهذا لا بأس به، وأما القميص والغترة فلا ينبغي، وإن كان حلالًا لا ينبغي أن يلبسه الرجل لما فيه من الميوعة والتدني، ولأن الجاهل إذا رآه يظنه حريرًا طبيعيًّا فيظن أن ذلك سائغ للرجال وربما يقتدي به والسلامة أسلم للإنسان، والله أعلم.

Webiste