باب الإسراع بالجنازة. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة، فخير تقدمونها إليه، وإن تك سوى ذلك، فشر تضعونه عن رقابكم ). متفق عليه. وفي رواية لمسلم: ( فخير تقدمونها عليه ). وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا وضعت الجنازة، فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة، قالت: قدموني، وإن كانت غير صالحة، قالت لأهلها: يا ويلها أين تذهبون بها ؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمع الإنسان لصعق ). رواه البخاري.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : قال رحمه الله تعالى: " باب الإسراع بالجنازة، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم متفق عليه، وفي رواية لمسلم: فخير تقدمونها عليه وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت: قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها: يا ويلها أين تذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمع الإنسان لصعق رواه البخاري ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف في كتابه رياض الصالحين: " باب الإسراع في الجنازة " الإسراع في الجنازة يشمل الإسراع في تجهيزها والإسراع في تشييعها والإسراع في دفنها، وذلك أن الميت إذا مات فإما أن يكون صالحًا وإما أن يكون سوى ذلك، فإن كان صالحًا فإن حبسه حيلولة بينه وبين ما أعد الله له من النعيم في قبره لأنه ينتقل من الدنيا إلى خير منها وإلى أفضل، لأنه حين احتضاره وحين منازعة الموت يبشّر يقال: " لروحه أبشري برحمة من الله ورضوان " فيشتاق إلى هذه البشرى فيحب أن يتعجل وأن يعجّل به، فإذا حبس كان في هذا شيء من الجناية عليه والحيلولة بينه وبين ما أعد الله له من النعيم، وإن كان غير صالح والعياذ بالله فإنه لا ينبغي أن يكون بيننا ينبغي أن نسارع بالتخلص منه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: أسرعوا بالجنازة أسرعوا بها في تجهيزها وتشييعها ودفنها لا تؤخروها فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه خير يعني خير مما انتقلت منه تقدمونها إليه، لأنها تقدم إلى رحمة ونعيم وسرور ونور فتقدمونها إلى خير وإن تك سوى ذلك يعني: ليست صالحة فشر تضعونه عن رقابكم تسلمون منه تفتكون منه، لأن من لا خير فيه لا خير في بقائه، إذن يستفاد من هذا الحديث أنه يسن الإسراع بالجنازة وألا تؤخر، وما يفعله بعض الناس اليوم إذا مات الميت قالوا انتظروا حتى يقدم أهله من كل فج حتى يأتون بعضهم يكون في أوروبا أو في أمريكا، ويقول انتظروا حتى يحضر بعد يوم أو يومين، جناية على الميت وعصيان لأمر الرسول عليه الصلاة والسلام أسرعوا بالجنازة أهله إذا جاؤوا وقد دفن يصلون على قبره الأمر واسع والحمد لله، وهو إذا حبس ليأتوه ماذا ينفعه؟ لن ينفعه إلا بالدعاء له في الصلاة عليه وهذا حاصل إذا صلوا عليه في قبره، ولا وجه لهذا الحبس إطلاقًا، فإن قال قائل: أليس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد مات يوم الإثنين ولم يدفن إلا ليلة الأربعاء؟ قلنا: بلى، لكن الصحابة رضي الله عنهم أرادوا ألا يدفنوا النبي عليه الصلاة والسلام حتى يقيموا خليفة على عباد الله بعده، لئلا تخلو الأرض عن خليفة لله عز وجل في أرضه، ولهذا لما تمت مبايعة أبي بكر رضي الله عنه دفنوا النبي عليه الصلاة والسلام، وهذه علة ظاهرة واضحة، وقوله عليه الصلاة والسلام: إن تك صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تك سوى ذلك يستفاد منه أنه ينبغي أن يعبر عن الألفاظ السيئة بما يدل عليها بدون سوء، لأنه قسيم الصالحة الفاسدة، لكنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم عدل عن كلمة وإن تك فاسدة إلى قوله: وإن تك سوى ذلك وهذا من باب التأدب في اللفظ، والتأدب في اللفظ له شأن عجيب انظر إلى قوله تعالى عن الجن: وأنا لا ندري أشرد أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدًا لما أرادوا الخير أضافوه إلى من إلى الله أم أراد بهم ربهم رشدًا والشر قالوا: أشر أريد ما قالوا أشر أراده الله مع أن الله مريد للخير والشر، لكن الشر الذي يريده الله ليس شرًّا في فعله بل في مفعولاته، أما فعله عز وجل فإنه لاشك أنه خير لكن يقدّر الشر للخير لحكمة يريدها الله عز وجل، فالمهم أنه ينبغي الإنسان أن يتأدب في صياغة الألفاظ من غير إخلال بالمعنى، ويذكر أن ملك من الملوك رأى رؤيا رأى أن أسنانه قد سقطت واهتم لذلك، أسناني سقطت فجمع الذين يعبرون الرؤيا يعني الذين يفسرونها، فقال له واحد إن حاشيتك تموت، فسّر الرؤيا سقوط الأسنان بموت حاشيته وأهله ففزع الملك ولم يعجبه هذا التفسير فأمر بالرجل فجلد، ثم دعا آخر وقال له: إنه رأى أن أسنانه سقطت.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف في كتابه رياض الصالحين: " باب الإسراع في الجنازة " الإسراع في الجنازة يشمل الإسراع في تجهيزها والإسراع في تشييعها والإسراع في دفنها، وذلك أن الميت إذا مات فإما أن يكون صالحًا وإما أن يكون سوى ذلك، فإن كان صالحًا فإن حبسه حيلولة بينه وبين ما أعد الله له من النعيم في قبره لأنه ينتقل من الدنيا إلى خير منها وإلى أفضل، لأنه حين احتضاره وحين منازعة الموت يبشّر يقال: " لروحه أبشري برحمة من الله ورضوان " فيشتاق إلى هذه البشرى فيحب أن يتعجل وأن يعجّل به، فإذا حبس كان في هذا شيء من الجناية عليه والحيلولة بينه وبين ما أعد الله له من النعيم، وإن كان غير صالح والعياذ بالله فإنه لا ينبغي أن يكون بيننا ينبغي أن نسارع بالتخلص منه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: أسرعوا بالجنازة أسرعوا بها في تجهيزها وتشييعها ودفنها لا تؤخروها فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه خير يعني خير مما انتقلت منه تقدمونها إليه، لأنها تقدم إلى رحمة ونعيم وسرور ونور فتقدمونها إلى خير وإن تك سوى ذلك يعني: ليست صالحة فشر تضعونه عن رقابكم تسلمون منه تفتكون منه، لأن من لا خير فيه لا خير في بقائه، إذن يستفاد من هذا الحديث أنه يسن الإسراع بالجنازة وألا تؤخر، وما يفعله بعض الناس اليوم إذا مات الميت قالوا انتظروا حتى يقدم أهله من كل فج حتى يأتون بعضهم يكون في أوروبا أو في أمريكا، ويقول انتظروا حتى يحضر بعد يوم أو يومين، جناية على الميت وعصيان لأمر الرسول عليه الصلاة والسلام أسرعوا بالجنازة أهله إذا جاؤوا وقد دفن يصلون على قبره الأمر واسع والحمد لله، وهو إذا حبس ليأتوه ماذا ينفعه؟ لن ينفعه إلا بالدعاء له في الصلاة عليه وهذا حاصل إذا صلوا عليه في قبره، ولا وجه لهذا الحبس إطلاقًا، فإن قال قائل: أليس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد مات يوم الإثنين ولم يدفن إلا ليلة الأربعاء؟ قلنا: بلى، لكن الصحابة رضي الله عنهم أرادوا ألا يدفنوا النبي عليه الصلاة والسلام حتى يقيموا خليفة على عباد الله بعده، لئلا تخلو الأرض عن خليفة لله عز وجل في أرضه، ولهذا لما تمت مبايعة أبي بكر رضي الله عنه دفنوا النبي عليه الصلاة والسلام، وهذه علة ظاهرة واضحة، وقوله عليه الصلاة والسلام: إن تك صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تك سوى ذلك يستفاد منه أنه ينبغي أن يعبر عن الألفاظ السيئة بما يدل عليها بدون سوء، لأنه قسيم الصالحة الفاسدة، لكنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم عدل عن كلمة وإن تك فاسدة إلى قوله: وإن تك سوى ذلك وهذا من باب التأدب في اللفظ، والتأدب في اللفظ له شأن عجيب انظر إلى قوله تعالى عن الجن: وأنا لا ندري أشرد أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدًا لما أرادوا الخير أضافوه إلى من إلى الله أم أراد بهم ربهم رشدًا والشر قالوا: أشر أريد ما قالوا أشر أراده الله مع أن الله مريد للخير والشر، لكن الشر الذي يريده الله ليس شرًّا في فعله بل في مفعولاته، أما فعله عز وجل فإنه لاشك أنه خير لكن يقدّر الشر للخير لحكمة يريدها الله عز وجل، فالمهم أنه ينبغي الإنسان أن يتأدب في صياغة الألفاظ من غير إخلال بالمعنى، ويذكر أن ملك من الملوك رأى رؤيا رأى أن أسنانه قد سقطت واهتم لذلك، أسناني سقطت فجمع الذين يعبرون الرؤيا يعني الذين يفسرونها، فقال له واحد إن حاشيتك تموت، فسّر الرؤيا سقوط الأسنان بموت حاشيته وأهله ففزع الملك ولم يعجبه هذا التفسير فأمر بالرجل فجلد، ثم دعا آخر وقال له: إنه رأى أن أسنانه سقطت.
الفتاوى المشابهة
- باب الإسراع بالجنازة - ابن عثيمين
- الكلام على سنية تعجيل دفن الميت وتجهيزه. - ابن عثيمين
- الصلاة على الجنازة الأفضل داخل المساجد أ... - اللجنة الدائمة
- الترغيب في الإسراع بالجنازة وتعجيل الدفن . - الالباني
- السنة الإسراع عند حمل الميت إلى المقبرة - اللجنة الدائمة
- مشروعية الإسراع بالجنازة - ابن باز
- يسن الإسراع بالجنازة - ابن باز
- من دروس " الترغيب والترهيب " للمنذري ، " باب :... - الالباني
- شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب... - الالباني
- تتمة شرح حديث ( أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالح... - ابن عثيمين
- باب الإسراع بالجنازة. عن أبي هريرة رضي الله... - ابن عثيمين