تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب... - الالبانيالشيخ : درسنا الليلة من كتاب الترغيب والترهيب للحافظ المنذري في باب الترغيب في الإسراع بالجنازة وتعجيل الدفن، الحديث الأول وهو صحيح كما يدلكم على ذلك تخ...
العالم
طريقة البحث
شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب الجنائز باب الترغيب في الإسراع بالجنازة وتعجيل الدفن : قال المصنف رحمه الله : " عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم ) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه " ...............بلغت...............................................
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : درسنا الليلة من كتاب الترغيب والترهيب للحافظ المنذري في باب الترغيب في الإسراع بالجنازة وتعجيل الدفن، الحديث الأول وهو صحيح كما يدلكم على ذلك تخريج المؤلف إياه قال رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم قال أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه فخير تقدمونها إليها وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وبن ماجه، في هذا الحديث الصحيح بيان أدب بل واجب من واجبات تشييع جنازة المسلم ألا وهو وجوب الإسراع بتجهيزها وإيصالها إلى قبرها ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث يبيّن العلة الشرعية التي توجب هذا الحكم الشرعي ألا وهو الإسراع بتجهيز الميت ودفنه فهو يقول إن الميت إما أن يكون صالحا فالتعجيل به وبدفنه في قبره هو خير تعجلون به إليه والعكس بالعكس الإبطاء بدفنه فإنما هو تأخيير لهذاك الخير عنه، ما هو الخير الذي يُشير الرسول عليه السلام في هذا الحديث بالنسبة للرجل الصالح الذي يُفترض أن تكون الجنازة من نوعه، ما هو هذا الخير الذي نقدمه ونعجل به إليه؟ هو مما جاء في بعض الأحاديث التي لم يصح إسنادها ولكن صح مضمونها مثل القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ، هذا المعنى ورد في عديد من الأحاديث الصحيحة كما كنت جمعت شيئا منها في كتابي المطبوع والمعروف " أحكام الجنائز وبدعها " وهناك أحاديث تدل على أن الميت إذا وُضع في قبره فإذا كان مؤمنا وسُئل من قبل الملكين الكريمين منكر ونكير السؤال المعروف من ربك؟ من نبيك؟ ما دينك؟ فإذا كان رجلا مؤمنا صالحا أجاب الجواب الذي كان قد انطبع في قلبه يوم كان متمتعا بعقله الذي هو مناط تكليف الشارع له فاستجاب لدعوة الله والرسول وآمن بكل ما جاء به الرسول صلوات الله وسلامه عليه فهو سيكون جوابه كما يُقال اليوم أتوماتيكيا طبيعيا لأنه متشبع بهذه العقيدة إلى آخر رمق من حياته فسيكون جوابه عن السؤال الأول " ربي الله " وعن الثاني "محمد رسول الله " وعن الثالث " ديني الإسلام " فحينئذ يُقال له " نم نومة العروس " فيُفتح له من قبره طاقة يرى منها ويُطِلّ منها على منزله ومكانه في الجنة فيأتيه من روحها وريحها فلا يزال ينعم بذلك إلى أن تقوم الساعة وإن كان الرجل منافقا أو كافرا فهو لا يستطيع أن يُجيب ذلك لأن فاقد الشيء كما يقال لا يعطيه فهو كان في الدنيا حينما كُلّف بأن يؤمن بالله ورسوله كان كافرا أو كان منافقا يُظهر الإسلام ويُبطن الكفر فحينما يُسأل من ربك؟ من نبيك؟ ما دينك؟ لا يدري فيقول فيقال له حينما يجيب بجواب " لا أدري " " لا دريت ولا تليت " ويضرب بتلك المطرقة فتتداخل أضلاع بدنه بعضها في بعض من شدتها وثقلها وهكذا يُفتح له نافذة يُطل منها إلى مكانه في النار فيأتيه من دخانها ولهيبها فلا يزال يعذب بذلك إلى أن تقوم الساعة، فإذًا إن كانت صالحة فخير تعجلونه إليها، هو هذا الخير يعني هذا النعيم الذي هو خير من نعيم الدنيا مهما كان هذا النعيم في الدنيا ولكنه دون نعيم الآخرة هو نموذج ومثال مصغر لهذا النعيم الذي يلقاه المسلم في قبره إلى أن تقوم الساعة فإذًا الجنازة إذا كانت صالحة فيجب علينا أن نعجل بها وأن نودعها في قبرها لكي تتمتع بهذا النعيم إلى أن تقوم الساعة والعكس بالعكس إذا كانت الجنازة هذه غير صالحة فهو كما قال عليه الصلاة والسلام فشر تضعونه عن رقابكم يعني نتخلص منه ونكتفي شره، هذه المعاني وهذه التفاصيل فإنها أن تكون الجنازة صالحة وبين أن تكون طالحة وما يترتب من الحكم أو من العاقبة بسبب اختلاف الصلاح والطلاح في الجنائز، هذا أمر لا يدريه أحد في هذه الدنيا إلا المسلم المؤمن بالله ورسوله ذلك لأن هذا من أمور الغيب التي لا مجال للعقل ولا للعلم التجربي أن يطولها وأن يتعرف على حقائقها وإنما هو من علم الإيمان بالغيب وذلك هو شأن المسلم لذلك فالمسلم ينبعث في حياته وفي كل تصرفاته على أساس العقيدة التي يؤمن بها والعكس بالعكس تماما المسلم حينما يتذكر هذه الحقيقة العلمية الشرعية وهي أن الجنازة إما صالحة فيجب على حامليها أن يعجلوا بدفنها لكي يُحسنوا إليها فإذا تباطؤوا بتجهيزها ودفنها فقد أساؤوا إليها فالشرع الحكيم يؤدب المسلم على الإحسان إلى أخيه المسلم حيا وميتا، هذه المعاني لا يعرفها الآخرون الذين حُرموا بركة الإيمان بالإسلام .

Webiste