باب فضل صلاة الضحى وبيان أقلها وأكثرها وأوسطها، والحث على المحافظة عليها. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد. متفق عليه. وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة: فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزي من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ). رواه مسلم. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعا، ويزيد ما شاء الله. رواه مسلم. وعن أم هانيء رضي الله عنها، قالت: ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فوجدته يغتسل، فلما فرغ من غسله، صلى ثماني ركعات، وذلك ضحى. متفق عليه.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب فضل صلاة الضحى وبيان أقلها وأكثرها وأوسطها، والحث على المحافظة عليها :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد متفق عليه .
وعن أبي ذر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة : فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزي من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى رواه مسلم .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعاً، ويزيد ما شاء الله رواه مسلم .
وعن أم هانىء رضي الله عنها قالت : ذهبتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فوجدته يغتسل، فلما فرغ من غسله، صلى ثماني ركعات، وذلك ضحى متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
" باب فضل صلاة الضحى وبيان أقلها وأوسطها وأكثرها " :
صلاة الضحى هي : ركعتان أو أكثر تفعلان من ارتفاع الشمس قدر رمح إلى قبيل الزوال ، وارتفاع الشمس قدر رمح : يكون بمقدار ربع ساعة أو نحوها بعد طلوع الشمس ، فمن ثَم يدخل وقت صلاة الضحى إلى أن يبقى على الزوال عشر دقائق أو قريب منها ، كل هذا وقت لها ، لكن فعلها في آخر الوقت أفضل ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : صلاة الأوابين حين ترمض الفصال : والفصال : أولاد النوق ، وترمض يعني : تشتد عليها الرمضاء وهذا في آخر الوقت .
وهذه من الصلوات التي يسن تأخيرها ، ونظيرها في الفرائض صلاة العشاء فإن صلاة العشاء الأفضل أن تؤخر في آخر وقتها إلا إذا شق على الناس ، وصلاة الضحى مما عَهد به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى بعض أصحابه ، عهد بها إلى أبي هريرة وأبي الدرداء وأبي ذر ، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه حين أوصاه ، قال : أوصاني بثلاث : صيام ثلاثة أيام من كل شهر : ولم يعين وقتها من الشهر ، ولهذا قالت عائشة : كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر لا يبالي أصامها من أول الشهر أو وسطه أو آخره ، ولا فرق بين أن تكون متوالية يعني متتابعة أو متفرقة ، كلها يحصل بها الأجر ، لكن أفضل هذه الأيام الثلاثة أيام البيض : الثالث عشر ، والرابع عشر ، والخامس عشر . وأوصاه صلى الله عليه وسلم بركعتي الضحى : ركعتان يركعهما ما بين ارتفاع الشمس قدر رمح إلى قبيل الزوال .
والثالث : وأن أوتر قبل أن أنام : وإنما أوصاه بالوتر قبل أن ينام ، لأن أبا هريرة رضي الله عنه كان يدرس في أول الليل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فلا ينام إلا متأخرا فيُخشى ألا يقوم من آخر الليل فلهذا أوصاه أن يوتر قبل أن ينام .
الشاهد من هذا قوله : وركعتي الضحى .
ثم ذكر حديث أبي ذر : أنه يصبح على كل سلامى من الناس صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس : السُلامى هي الأعضاء أو العظام والمفاصل ، وقد ذكر العلماء السابقون -رحمهم الله- أن في كل إنسان ثلاثمئة وستون مفصلا ، كل مفصل يطالبك كل يوم بصدقة ، لأن الذي أحياه عز وجل وأمده وعافاه له عليك مِنة وفضل ، فكل يوم كل عضو يطالبك بصدقة ، لكنها ليست صدقة مال ، بل هي كل ما يقرب إلى الله من قول أو عمل أو بذل مال أو غير ذلك ، فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف بصدقة ونهي عن المنكر صدقة : فكلما يقرب إلى الله فهو صدقة ومثل هذا يسير على المرء أن يؤدي ثلاثة مئة وستين صدقة في كل يوم قال : ويجزئ من ذلك يعني بدلا عن ذلك ، يجزئ ركعتان يركعهما في الضحى : الحمد لله نعمة كبيرة ، بدل أن تطالب عن كل عضو من أعضائك بصدقة يكفيك أن تصلي ركعتين من الضحى ، وهذا يدل على أنه ينبغي على الإنسان أن يواظب عليهما أي : على ركعتي الضحى حضرا وسفرا .
ولكن هل لها عدد معين ؟ نقول : أما أقلها فركعتان ، وأما أكثرها فما شاء الله ، لو تبقى تصلي كل الضحى فأنت على خير ، ولهذا تقول عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الضحى أربع ركعات ويزيد ما شاء الله : ولم تحدد .
وأما قول من قال : إن أكثرها ثمان ، ففيه نظر ، لأن حديث أم هانئ في فتح مكة : أن الرسول صلى ثماني ركعات : لا يدل على أن هذا هو أعلاها ، هذا وقع اتفاقا وما يقع اتفاقا ليس فيه دليل على الحصر ، وعلى هذا فنقول : أقلها ركعتان ولا حد لأكثرها ، صل ما شئت ، لكن كان النبي عليه الصلاة والسلام يصلي أربعاً وربما صلى ثمانياً ، فينبغي للإنسان أن يغتنم عمره بصالح الأعمال ، لأنه سوف يندم إذا جاءه الموت أن أمضى ساعة مِن دهره لا تقرب فيها إلى الله عز وجل ، كل ساعة تمضي عليك وأنت لا تتقرب إلى الله بها فهي خسارة ، لأنها راحت عليك لم تنتفع بها ، فانتهز الفرصة بالصلاة والذكر وقراءة القرآن والتعلق بالله عز وجل ، اجعل قلبك دائما مع الله سبحانه وتعالى ، ربك في السماء وأنت في الأرض ، لا تغفل عن ذكر الله بلسانك وبفعالك وبجنانك بالقلب ، فإن الدنيا ذاهبة لم تبق لأحد ، انظر الأولين من سلفك من الأمم السابقة الماضية البعيدة المدى وانظر من سلفك من أصحابك بالأمس كانوا معك ، يتمتعون ويأكلون كما تأكل ويشربون كما تشرب والآن هم في أعمالهم مرتهنون ، وأنت سيجري عليك هذا طالت الدنيا أم قصُرت : يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه فانتهز الفرصة يا أخي ، انتهز فرصة العمر ، لا ينفعك يوم القيامة لا مال ولا بنون ولا أهل لا ينفعك إلا أن تأتي الله بقلب سليم ، أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم ممن يأتي ربه بقلب سليم ، وأن يتوفانا على الإيمان والتوحيد إنه على كل شيء قدير .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب فضل صلاة الضحى وبيان أقلها وأكثرها وأوسطها، والحث على المحافظة عليها :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد متفق عليه .
وعن أبي ذر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة : فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزي من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى رواه مسلم .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعاً، ويزيد ما شاء الله رواه مسلم .
وعن أم هانىء رضي الله عنها قالت : ذهبتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فوجدته يغتسل، فلما فرغ من غسله، صلى ثماني ركعات، وذلك ضحى متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
" باب فضل صلاة الضحى وبيان أقلها وأوسطها وأكثرها " :
صلاة الضحى هي : ركعتان أو أكثر تفعلان من ارتفاع الشمس قدر رمح إلى قبيل الزوال ، وارتفاع الشمس قدر رمح : يكون بمقدار ربع ساعة أو نحوها بعد طلوع الشمس ، فمن ثَم يدخل وقت صلاة الضحى إلى أن يبقى على الزوال عشر دقائق أو قريب منها ، كل هذا وقت لها ، لكن فعلها في آخر الوقت أفضل ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : صلاة الأوابين حين ترمض الفصال : والفصال : أولاد النوق ، وترمض يعني : تشتد عليها الرمضاء وهذا في آخر الوقت .
وهذه من الصلوات التي يسن تأخيرها ، ونظيرها في الفرائض صلاة العشاء فإن صلاة العشاء الأفضل أن تؤخر في آخر وقتها إلا إذا شق على الناس ، وصلاة الضحى مما عَهد به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى بعض أصحابه ، عهد بها إلى أبي هريرة وأبي الدرداء وأبي ذر ، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه حين أوصاه ، قال : أوصاني بثلاث : صيام ثلاثة أيام من كل شهر : ولم يعين وقتها من الشهر ، ولهذا قالت عائشة : كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر لا يبالي أصامها من أول الشهر أو وسطه أو آخره ، ولا فرق بين أن تكون متوالية يعني متتابعة أو متفرقة ، كلها يحصل بها الأجر ، لكن أفضل هذه الأيام الثلاثة أيام البيض : الثالث عشر ، والرابع عشر ، والخامس عشر . وأوصاه صلى الله عليه وسلم بركعتي الضحى : ركعتان يركعهما ما بين ارتفاع الشمس قدر رمح إلى قبيل الزوال .
والثالث : وأن أوتر قبل أن أنام : وإنما أوصاه بالوتر قبل أن ينام ، لأن أبا هريرة رضي الله عنه كان يدرس في أول الليل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فلا ينام إلا متأخرا فيُخشى ألا يقوم من آخر الليل فلهذا أوصاه أن يوتر قبل أن ينام .
الشاهد من هذا قوله : وركعتي الضحى .
ثم ذكر حديث أبي ذر : أنه يصبح على كل سلامى من الناس صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس : السُلامى هي الأعضاء أو العظام والمفاصل ، وقد ذكر العلماء السابقون -رحمهم الله- أن في كل إنسان ثلاثمئة وستون مفصلا ، كل مفصل يطالبك كل يوم بصدقة ، لأن الذي أحياه عز وجل وأمده وعافاه له عليك مِنة وفضل ، فكل يوم كل عضو يطالبك بصدقة ، لكنها ليست صدقة مال ، بل هي كل ما يقرب إلى الله من قول أو عمل أو بذل مال أو غير ذلك ، فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف بصدقة ونهي عن المنكر صدقة : فكلما يقرب إلى الله فهو صدقة ومثل هذا يسير على المرء أن يؤدي ثلاثة مئة وستين صدقة في كل يوم قال : ويجزئ من ذلك يعني بدلا عن ذلك ، يجزئ ركعتان يركعهما في الضحى : الحمد لله نعمة كبيرة ، بدل أن تطالب عن كل عضو من أعضائك بصدقة يكفيك أن تصلي ركعتين من الضحى ، وهذا يدل على أنه ينبغي على الإنسان أن يواظب عليهما أي : على ركعتي الضحى حضرا وسفرا .
ولكن هل لها عدد معين ؟ نقول : أما أقلها فركعتان ، وأما أكثرها فما شاء الله ، لو تبقى تصلي كل الضحى فأنت على خير ، ولهذا تقول عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الضحى أربع ركعات ويزيد ما شاء الله : ولم تحدد .
وأما قول من قال : إن أكثرها ثمان ، ففيه نظر ، لأن حديث أم هانئ في فتح مكة : أن الرسول صلى ثماني ركعات : لا يدل على أن هذا هو أعلاها ، هذا وقع اتفاقا وما يقع اتفاقا ليس فيه دليل على الحصر ، وعلى هذا فنقول : أقلها ركعتان ولا حد لأكثرها ، صل ما شئت ، لكن كان النبي عليه الصلاة والسلام يصلي أربعاً وربما صلى ثمانياً ، فينبغي للإنسان أن يغتنم عمره بصالح الأعمال ، لأنه سوف يندم إذا جاءه الموت أن أمضى ساعة مِن دهره لا تقرب فيها إلى الله عز وجل ، كل ساعة تمضي عليك وأنت لا تتقرب إلى الله بها فهي خسارة ، لأنها راحت عليك لم تنتفع بها ، فانتهز الفرصة بالصلاة والذكر وقراءة القرآن والتعلق بالله عز وجل ، اجعل قلبك دائما مع الله سبحانه وتعالى ، ربك في السماء وأنت في الأرض ، لا تغفل عن ذكر الله بلسانك وبفعالك وبجنانك بالقلب ، فإن الدنيا ذاهبة لم تبق لأحد ، انظر الأولين من سلفك من الأمم السابقة الماضية البعيدة المدى وانظر من سلفك من أصحابك بالأمس كانوا معك ، يتمتعون ويأكلون كما تأكل ويشربون كما تشرب والآن هم في أعمالهم مرتهنون ، وأنت سيجري عليك هذا طالت الدنيا أم قصُرت : يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه فانتهز الفرصة يا أخي ، انتهز فرصة العمر ، لا ينفعك يوم القيامة لا مال ولا بنون ولا أهل لا ينفعك إلا أن تأتي الله بقلب سليم ، أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم ممن يأتي ربه بقلب سليم ، وأن يتوفانا على الإيمان والتوحيد إنه على كل شيء قدير .
الفتاوى المشابهة
- أحكام صلاة الضحى - ابن باز
- صلاة الضحى.. حكمها وصفتها ووقتها - ابن باز
- ما مشروعية صلاة الضحى وكم عدد ركعاتها ؟ - ابن عثيمين
- الكلام على صلاة الضحى: حكمها، عددها، فضلها،... - ابن عثيمين
- حكم صلاة الضحى وعدد ركعاتها - ابن باز
- باب استحباب صوم ثلاثة أيام من كل شهر. عن أبي... - ابن عثيمين
- صلاة الضحى هل تسقط عن المسافر - اللجنة الدائمة
- ما تقولون في صلاة الضحى ؟ - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- باب فضل صلاة الضحى وبيان أقلها وأكثرها وأوسط... - ابن عثيمين