فسر العلماء ذلك بأن الحسنة بعشر أمثالها ، فيكون رمضان شهراً بعشرة أشهر ، ويكون ستة أيام ستين يومًا وهما شهران ، فعلى هذا يُسن للإنسان إذا أتم صيام رمضان أن يصوم ستة أيام من شوال .
وليعلم أنها لا تصام قبل القضاء ، يعني لو كان على الإنسان يوما واحدا من رمضان وصام الست فإنه لا يحصل على أجرها ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : "من صام رمضان" : ومَن عليه يوم واحد من رمضان لم يكن صامه ، بل صام أياما منه ، إن كان عليه يوم فقد صام كم ؟ تسعة وعشرين ، إن كان عليه يومان فقد صام ثمانية وعشرين ، ما صام الشهر ، والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : "من صام رمضان" .
فإذا صمت رمضان وصمت ستة أيام بعده من شوال فكأنما صمت الدهر كله ، وسواء صمت ثاني يوم العيد وأتبعت بعضها بعضًا أو صمتها بعد يومين أو ثلاثة أو صمتها متتابعة أو صمتها متفرقة الأمر في هذا واسع ، لكن لو أنك تساهلت حتى خرج شوال وصمت ، فإنها لا تكون بهذا الأجر ، اللهم إلا من كان معذورا مثل أن يكون مريضاً أو امرأة نفساء أو مسافراً ولم يصم في شوال وقضاها في ذي القعدة فلا بأس .