شرح حديث عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا؛ فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس؛ فشربوا منها وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان، لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به، فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ). متفق عليه.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب فضل العلم تعلمًا وتعليمًا لله: " عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضًا فكانت منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به متفق عليه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
في هذا الحديث الذي ساقه النووي رحمه الله في رياض الصالحين في باب فضل العلم تعلمًا وتعليمًا لله الذي رواه أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا مثل بديع عجيب، فقد مثل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما بعثه الله به من العلم والهدى مثله بغيث يعني بمطر، ووجه الشبه أن بالغيث تحيا الأرض وبالوحي تحيا القلوب، ولهذا سمى الله سبحانه وتعالى ما بعث به محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم سماه روحًا فقال تعالى: وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم * صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور فالوحي غيث لكنه كما مثل الرسول عليه الصلاة والسلام نزل على الأرض فصارت الأرض ثلاثة أقسام، قسم قبل المطر وشرب وأنبت العشب الكثير والكلأ فانتفع الناس بذلك لأن الأرض أنبتت، والقسم الثاني: قيعان لا تنبت لكن أمسكت الماء لم تشربه فسقى الناس منه وارتووا وزرعوا، القسم الثالث: أرض قيعان بلعت الماء ولم تنبت سباخ سبخة تبلع الماء ولكنها لا تنبت، فهذا مثل من فقه في دين الله فعلم وعلم ومثل من لم يرفع به رأسًا، الصورة الأولى والثاني للمثل فيمن قبل الحق فعلم وتعلم ونفع وانتفع، لكن الذين قبلوا الحق صاروا قسمين قسم أتاه الله تعالى فقهًا فصار يأخذ الفقه والأحكام الشرعية من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويعلم، والثاني: راوية ولكنه ليس عنده ذلك الفقه يعني يحمل الحديث يرويه يحفظه ولكنه ليس عنده فقه وهذا كثير أيضًا، ما أكثر رجال الحديث الذين رووا الحديث لكن ليس عندهم فقه ما هم إلا أوعية يأخذ الناس منهم، ولكن الذي يوزع من هذا الماء وينفع الناس به هم الفقهاء، هذان قسمان، قسم حفظ الشريعة ووعاها وفهمها وعلمها واستنبط منها الأحكام الكثيرة، هؤلاء مثل الأرض التي قبلت الماء وأنبتت العشب الكلأ والعشب الكثير، قسم آخر نقلة بس ينقلون الأحاديث لكن لا يفقهونها كثيرًا، هؤلاء كالأرض التي أمسكت الماء فانتفع الناس به وارتووا منه، لأن الناس يأخذون من هؤلاء الرواة الحديث ثم يستنبطون منه الأحكام وينفعون الناس بها، القسم الثالث: أرض لم تنتفع بالغيث قيعان لا تمسك الماء ولا تنبت الكلأ، هؤلاء ما فيهم خير لم ينتفعوا بوحي الله ولم يرفعوا به رأسًا والعياذ بالله، يكذبون بالخبر ويستكبرون عن الأمر فهؤلاء هم شر الأقسام نسأل الله العافية، فأنت انظر في نفسك من أي الأراضين الثلاث أنت، هل أنت من الأرض التي قبلت الماء وأنبتت العشب والكلأ؟ أو من الأرض الثانية؟ أو من الأرض الثالثة والعياذ بالله؟ وفي هذا الحديث حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام حيث يضرب الأمثال للمعاني المعقولة بأشياء محسوسة، لأن إدراك المحسوس أقرب من إدراك المعقول، وما أكثر الأمثال في القرآن: مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء هذا مثل لو جاء الكلام هكذا من أنفق في سبيل الله حبة فله سبعمئة حبة لم يرسخ في الذهن كرسوخ المثل، لأن المثل يستحضره الإنسان دائمًا، قال الله تعالى: وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون فضرب الأمثال تقريب للعلم وترسيخ له وإعانة على الفهم، لهذا ينبغي لك إذا حدثت عاميًّا ولم يفهم أن تضرب له المثل اضرب له المثل بشيء يعرفه ويعقله حتى يعرف المعاني المعقولة بواسطة الأشياء المحسوسة، والله الموفق.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
في هذا الحديث الذي ساقه النووي رحمه الله في رياض الصالحين في باب فضل العلم تعلمًا وتعليمًا لله الذي رواه أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا مثل بديع عجيب، فقد مثل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما بعثه الله به من العلم والهدى مثله بغيث يعني بمطر، ووجه الشبه أن بالغيث تحيا الأرض وبالوحي تحيا القلوب، ولهذا سمى الله سبحانه وتعالى ما بعث به محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم سماه روحًا فقال تعالى: وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم * صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور فالوحي غيث لكنه كما مثل الرسول عليه الصلاة والسلام نزل على الأرض فصارت الأرض ثلاثة أقسام، قسم قبل المطر وشرب وأنبت العشب الكثير والكلأ فانتفع الناس بذلك لأن الأرض أنبتت، والقسم الثاني: قيعان لا تنبت لكن أمسكت الماء لم تشربه فسقى الناس منه وارتووا وزرعوا، القسم الثالث: أرض قيعان بلعت الماء ولم تنبت سباخ سبخة تبلع الماء ولكنها لا تنبت، فهذا مثل من فقه في دين الله فعلم وعلم ومثل من لم يرفع به رأسًا، الصورة الأولى والثاني للمثل فيمن قبل الحق فعلم وتعلم ونفع وانتفع، لكن الذين قبلوا الحق صاروا قسمين قسم أتاه الله تعالى فقهًا فصار يأخذ الفقه والأحكام الشرعية من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويعلم، والثاني: راوية ولكنه ليس عنده ذلك الفقه يعني يحمل الحديث يرويه يحفظه ولكنه ليس عنده فقه وهذا كثير أيضًا، ما أكثر رجال الحديث الذين رووا الحديث لكن ليس عندهم فقه ما هم إلا أوعية يأخذ الناس منهم، ولكن الذي يوزع من هذا الماء وينفع الناس به هم الفقهاء، هذان قسمان، قسم حفظ الشريعة ووعاها وفهمها وعلمها واستنبط منها الأحكام الكثيرة، هؤلاء مثل الأرض التي قبلت الماء وأنبتت العشب الكلأ والعشب الكثير، قسم آخر نقلة بس ينقلون الأحاديث لكن لا يفقهونها كثيرًا، هؤلاء كالأرض التي أمسكت الماء فانتفع الناس به وارتووا منه، لأن الناس يأخذون من هؤلاء الرواة الحديث ثم يستنبطون منه الأحكام وينفعون الناس بها، القسم الثالث: أرض لم تنتفع بالغيث قيعان لا تمسك الماء ولا تنبت الكلأ، هؤلاء ما فيهم خير لم ينتفعوا بوحي الله ولم يرفعوا به رأسًا والعياذ بالله، يكذبون بالخبر ويستكبرون عن الأمر فهؤلاء هم شر الأقسام نسأل الله العافية، فأنت انظر في نفسك من أي الأراضين الثلاث أنت، هل أنت من الأرض التي قبلت الماء وأنبتت العشب والكلأ؟ أو من الأرض الثانية؟ أو من الأرض الثالثة والعياذ بالله؟ وفي هذا الحديث حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام حيث يضرب الأمثال للمعاني المعقولة بأشياء محسوسة، لأن إدراك المحسوس أقرب من إدراك المعقول، وما أكثر الأمثال في القرآن: مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء هذا مثل لو جاء الكلام هكذا من أنفق في سبيل الله حبة فله سبعمئة حبة لم يرسخ في الذهن كرسوخ المثل، لأن المثل يستحضره الإنسان دائمًا، قال الله تعالى: وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون فضرب الأمثال تقريب للعلم وترسيخ له وإعانة على الفهم، لهذا ينبغي لك إذا حدثت عاميًّا ولم يفهم أن تضرب له المثل اضرب له المثل بشيء يعرفه ويعقله حتى يعرف المعاني المعقولة بواسطة الأشياء المحسوسة، والله الموفق.
الفتاوى المشابهة
- تتمة الشرح في خمس لا يعلمهن إلا الله ثم تلا... - ابن عثيمين
- ما معنى "الماء من الماء" في الحديث؟ - ابن باز
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسو... - ابن عثيمين
- المناقشة حول بيع الماء والكلأ. - ابن عثيمين
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول... - ابن عثيمين
- ( ضرب مثال لما لم ينتفع بما جاء به الرسول صل... - ابن عثيمين
- حدثنا محمد بن العلاء قال حدثنا حماد بن أسامة... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال ا... - ابن عثيمين