باب تحريم احتقار المسلمين: قال الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )). وقال تعالى: (( ويل لكل همزة لمزة )).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب تحريم احتقار المسلمين قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون
وقال تعالى ويل لكل همزة لمزة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بحسب امرء من الشر أن يحقر أخاه المسلم رواه مسلم
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر فقال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا فقال إن الله إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس رواه مسلم "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين " باب تحريم احتقار المسلم " احتقار المسلم ازدراؤه والسخرية به والاستهزاء به والحط من قدره وما أشبه ذلك وهذا محرم لما فيه من العدوان على أخيك المسلم الذي يجب أن تحترمه وأن تكن له كل تقدير لأنه أخوك والمؤمن أخو المؤمن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم استدل المؤلف رحمه الله بقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن فوجه الله الخطاب إلى المؤمنين يا أيها الذين آمنوا وتوجيه الخطاب للمؤمن دليل على أن ما يتلى عليه فهو من مقتضيات الإيمان وان فقده ومخالفته نقص في الإيمان كما أن تصدير الحكم في الندا يدل على الاهتمام به لأن الندا يعني تنبيه المخاطب لما يلقى إليه يقول لا يسخر قوم من قوم وهم الرجال ولا نساء من نساء وهن النسا الإناث والسخرية قد تكون بهيئته يسخر من هيئة هذا الرجل وقد يكون ذلك بخلقته يسخر من خلقته قصرا أو طولا أو ضخامة أو نحافة أو ما أشبه ذلك ويكون كذلك السخرية بكلامه وتقليد كلامه استهزاء وسخرية كما يفعل بعض السفهاء يقلد بعض القراء أو بعض العلماء يقلد أصواتهم سخرية واستهزا والعياذ بالله ويكون كذلك بالمعاملة يسخر به في معاملته الناس وكذلك في المشية المهم أن كل شيء فيه سخرية لأخيه فإنه داخل في هذه الآية لا يسخر قوم من قوم ولا نساء من نساء وبين الله عز وجل أنه ربما يكون هؤلاء الذين سخروا منهم ربما يكونون خيرا منهم عند الله وعند عباد الله ولهذا قال عسى أن يكونوا خيرا منهم هذا في القوم عسى أن يكن خيرا منهن هذا في النساء ولا تلمزوا أنفسكم أي لا تعيبوها وقوله أنفسكم من المعلوم أن الإنسان لن يعيب نفسه لكنه لما كان المؤمنون إخوة صار اخوك كنفسك فقوله لا تلمزوا أنفسكم يعني لا تلمزوا إخوانكم لكنه عبر بالنفس ليتبين أن أخوك بمنزلة نفسك فكما أنك تكره أن تلمز نفسك فاكره أن تلمز أخاك ولا تنابزوا بالألقاب ينبز بعضكم بعضا باللقب سخرية به إما أن يكون مثلا قبيلته يعزى إلى قبيلة فيها شيء من اللقب المكروه فينسبه إليها أو قبيلته فيها شيء من اللقب المضحك فينسبه إليها وما اشبه ذلك مما يكون نبزا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان يعني أنكم إن فعلتم ذلك كنتم من الفاسقين و بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان الإنسان إذا لمز أخاه أو سخر منه أو ما أشبه ذلك فإنه يكون بذلك فاسقا وهذا يدل على أن السخرية بالمؤمنين وأن لمزهم وأن منابزتهم بالألقاب كلها من كبائر الذنوب ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون يعني إذا استمر على هذا ولم يتب إلى الله عز وجل فإنه ظالم ثم ذكر المؤلف آية أخرى وهي قوله تعالى ويل لكل همزة لمزة وويل هذه كلمة وعيد جاءت في القرآن في عدة مواضع وكلها تفيد الوعيد والتهديد على من فعل هذا لكل همزة لمزة أي يعيب غيره تارة بالهمز وتارة باللمز فاللمز باللسان والهمز بالجوارح فالهمزة اللمزة متوعد بهذا بالويل والعياذ بالله ثم ذكر المؤلف أحاديث يأتي الكلام عليها إن شاء الله في الدرس القادم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب تحريم احتقار المسلمين قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون
وقال تعالى ويل لكل همزة لمزة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بحسب امرء من الشر أن يحقر أخاه المسلم رواه مسلم
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر فقال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا فقال إن الله إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس رواه مسلم "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين " باب تحريم احتقار المسلم " احتقار المسلم ازدراؤه والسخرية به والاستهزاء به والحط من قدره وما أشبه ذلك وهذا محرم لما فيه من العدوان على أخيك المسلم الذي يجب أن تحترمه وأن تكن له كل تقدير لأنه أخوك والمؤمن أخو المؤمن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم استدل المؤلف رحمه الله بقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن فوجه الله الخطاب إلى المؤمنين يا أيها الذين آمنوا وتوجيه الخطاب للمؤمن دليل على أن ما يتلى عليه فهو من مقتضيات الإيمان وان فقده ومخالفته نقص في الإيمان كما أن تصدير الحكم في الندا يدل على الاهتمام به لأن الندا يعني تنبيه المخاطب لما يلقى إليه يقول لا يسخر قوم من قوم وهم الرجال ولا نساء من نساء وهن النسا الإناث والسخرية قد تكون بهيئته يسخر من هيئة هذا الرجل وقد يكون ذلك بخلقته يسخر من خلقته قصرا أو طولا أو ضخامة أو نحافة أو ما أشبه ذلك ويكون كذلك السخرية بكلامه وتقليد كلامه استهزاء وسخرية كما يفعل بعض السفهاء يقلد بعض القراء أو بعض العلماء يقلد أصواتهم سخرية واستهزا والعياذ بالله ويكون كذلك بالمعاملة يسخر به في معاملته الناس وكذلك في المشية المهم أن كل شيء فيه سخرية لأخيه فإنه داخل في هذه الآية لا يسخر قوم من قوم ولا نساء من نساء وبين الله عز وجل أنه ربما يكون هؤلاء الذين سخروا منهم ربما يكونون خيرا منهم عند الله وعند عباد الله ولهذا قال عسى أن يكونوا خيرا منهم هذا في القوم عسى أن يكن خيرا منهن هذا في النساء ولا تلمزوا أنفسكم أي لا تعيبوها وقوله أنفسكم من المعلوم أن الإنسان لن يعيب نفسه لكنه لما كان المؤمنون إخوة صار اخوك كنفسك فقوله لا تلمزوا أنفسكم يعني لا تلمزوا إخوانكم لكنه عبر بالنفس ليتبين أن أخوك بمنزلة نفسك فكما أنك تكره أن تلمز نفسك فاكره أن تلمز أخاك ولا تنابزوا بالألقاب ينبز بعضكم بعضا باللقب سخرية به إما أن يكون مثلا قبيلته يعزى إلى قبيلة فيها شيء من اللقب المكروه فينسبه إليها أو قبيلته فيها شيء من اللقب المضحك فينسبه إليها وما اشبه ذلك مما يكون نبزا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان يعني أنكم إن فعلتم ذلك كنتم من الفاسقين و بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان الإنسان إذا لمز أخاه أو سخر منه أو ما أشبه ذلك فإنه يكون بذلك فاسقا وهذا يدل على أن السخرية بالمؤمنين وأن لمزهم وأن منابزتهم بالألقاب كلها من كبائر الذنوب ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون يعني إذا استمر على هذا ولم يتب إلى الله عز وجل فإنه ظالم ثم ذكر المؤلف آية أخرى وهي قوله تعالى ويل لكل همزة لمزة وويل هذه كلمة وعيد جاءت في القرآن في عدة مواضع وكلها تفيد الوعيد والتهديد على من فعل هذا لكل همزة لمزة أي يعيب غيره تارة بالهمز وتارة باللمز فاللمز باللسان والهمز بالجوارح فالهمزة اللمزة متوعد بهذا بالويل والعياذ بالله ثم ذكر المؤلف أحاديث يأتي الكلام عليها إن شاء الله في الدرس القادم
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى: (ويل لكل همزة لمزة) - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى:" لا يسخر قوم من قوم " والت... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى:" ولا تلمزوا أنفسكم ". - ابن عثيمين
- تفسير سورة الهمزة : " ويل لكل همزة لمزة " . - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يس... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (عسى أن يكونوا خيرا منهم) - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى:" عسى أن يكونوا خيرا منهم و... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يس... - ابن عثيمين
- الاستهزاء واللمز بالألقاب - اللجنة الدائمة
- تفسير قوله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا لا يس... - ابن عثيمين
- باب تحريم احتقار المسلمين: قال الله تعالى: (... - ابن عثيمين