تم نسخ النصتم نسخ العنوان
باب ما يتوهم أنه رياء وليس برياء. عن أبي ذر... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين " باب ما يتوهم أنه رياء وليس هو رياء " يعني ما يظن الإنسان أنه رياء و...
العالم
طريقة البحث
باب ما يتوهم أنه رياء وليس برياء. عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه ؟ قال: ( تلك عاجل بشرى المؤمن ). رواه مسلم.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين " باب ما يتوهم أنه رياء وليس هو رياء " يعني ما يظن الإنسان أنه رياء ولكن ليس برياء
ثم ذكر حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يعمل العمل فيحمده الناس على ذلك فقال تلك عاجل بشرى المؤمن الناس يثنون عليه وصورة المسألة التي في الحديث أن الرجل يعمل عملا صالحا لله لا يبالي أعلم به الناس أم لم يعلموا أرأوه أم لم يروه أسمعوه أم لم يسمعوا لكنه لله يعمل خالصا ثم إن الناس يحمدونه على ذلك يقولون فلان كثير الخير فلان كثير الطاعة فلان كثير الإحسان إلى الخلق وما أشبه ذلك فقال تلك عاجل بشرى المؤمن وهو الثناء عليه لأن الناس إذا أثنوا على الإنسان خيرا فهم شهداء الله في أرضه
ولهذا لما مرت جنازة من عند النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أثنوا عليها خيرا قال وجبت ثم مرت أخرى فأثنوا عليها شرا قال وجبت فقالوا يا رسول الله ما وجبت فقال أما الأول فوجبت له الجنة وأما الثاني فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض
فهذا معنى قوله تلك عاجل بشرى المؤمن والفرق بين هذه وبين الرياء أن الرياء لا يعمل العمل إلا لأجل الناس ليراه الناس فيكون في نيته شرك شرك مع الله غيره وأما هذا فنيته خالصة لله عز وجل ولم يطرأ على باله أن يمدحه الناس أو يذموه لكن الناس يعلمون ومهما كما قال الشاعر:
" ومهما تكن عند امرء من خليقة *** وإن خالها تخفى على الناس تعلم " .
يعني أي شيء خلق عند الإنسان يقوم به وإن ظن أن الناس لا يعلمون فإنه لا بد أن يعلموا فإذا علموا بطاعته ومدحوه وأثنوا عليه فهذا ليس برياء هذا عاجل بشرى المؤمن حيث إن الناس أثنوا عليه خيرا ومن أثنى الناس عليه خيرا فحري بأن يكون من أهل الجنة
أما المرائي والعياذ بالله فإنه إن صلى يريد من الناس أن يعلموا بذلك إن تكلم بخير أراد من الناس أن يسمعوه ليمدحوه على هذا والفرق بين هذا وما ذكر في حديث أبي هريرة اليوم فرق عظيم نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الرياء وأن يعيذنا من سوء الفتن إنه على كل شيء قدير

Webiste