تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على تفسير الجلالين : (( وأنابوا )) أ... - ابن عثيمين{ أن يعبدوها وأنابوا الى الله } يقول: " "أنابوا" أقبلوا "إلى الله" " والإنابة تكون بمعنى الإقبال كما قال المؤلف، وتكون بمعنى الرجوع رَجَعوا إلى الله وال...
العالم
طريقة البحث
التعليق على تفسير الجلالين : (( وأنابوا )) أقبلوا (( إلى الله لهم البشرى )) بالجنة (( فبشر عباد )).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
{ أن يعبدوها وأنابوا الى الله } يقول: " "أنابوا" أقبلوا "إلى الله" " والإنابة تكون بمعنى الإقبال كما قال المؤلف، وتكون بمعنى الرجوع رَجَعوا إلى الله والرُّجوع إلى الله يستلزم الإقبال عليه، لأن الانسان يفِر بالمعصية بعيدًا عن الله فإذا تاب وأناب ورجع إلى الله فهو مقبل، "لهم البشرى" الجملة هذه خبرِيَّة قُدِّمَ فيها الخبر "لهم"، لإفادة الحصر لأَنَّ ما كان حقُّه التأخير إذا قُدِّم أفاد الحصر، وقوله: { لهم البشرى } الجملة هذه خبر "الذين": الذين اجتنبوا الطاغوت لهم البشرى واضح؟ فتكون هذه الجملة في موضع رفع على خبر، فما هي البشرى؟ البُشْرى ما تحصل به البَشَارة، والبشارة هي في الأصل الخبر السَّار وسُمِّي الخبر السَّارُّ بَشَارة لأنَّه يظهر أثرُه على البَشَرة التي هي الجلد فإن الإنسان إذا أُخبر بما يسرُّه استنَار وجهه وتغيَّر فسُمِّيَت بُشْرى، وقول المؤلف: " الجنة " هذا لا شك أنه مما يدخل في البشرى لكنه أعَمُّ مما قال المؤلف كما قال تعالى: { لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة } فمِن البشرى الرؤيا الصالحة يرَاها الانسان لِنفسه أو يَرَاهَا لَه مؤمن فإن هذه من البشرى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تلك عَاجِلُ بشرى المؤمن الرؤيا الصالحة يرَاها أو تُرَى له" مثل أن يرَى مَن يبشره بالجنة أن يرى أنه في نعيم وما أشبه ذلك هذه من البشرى، ومن البشرى أيضًا أَن يُوَفَّق للعمل الصالح إذا رأيت اللهَ سبحانه وتعالى وفَّقَك للعمل الصالح المبْنِيِّ على الإخلاص والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذه من البشرى، ومن البشرى أيضًا أن يوَفِّقَك الله عز وجل لِمصاحبة الاخيار "فإنَّ المرءَ على دينِ خليلِه" كما جاء في الحديث "فليَنْظُر أحدكم مَن يُخَالِل" فإذا وجدت أن الله وفقك لمصاحبة الأخيار فإن هذا عنوانٌ على السعادة، ومِن البشرى أيضًا أن يحِبَّ الإنسان من يحِبُّه الله فإن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِل عن الرجل يحب القوم ولَمَّا يلْحَقْ بهم فقال صلى الله عليه وسلم: "مَن أحَبَّ قومًا فهو منهم" قال أنس بن مالك رضي الله عنه: " ما فرحنا بعد الإسلام بشيء أحَبَّ إلينا من هذا الحديث " يعني أن ثم قال: " فأنا أُحِبُّ النبي صلى الله عليه وسلم وأحِبُّ أَبَا بكر وعمر " فهذه من البشرى المهم أن البشرى كلُّ خبر سار فيشمل ما قاله المؤلف الجنة وهي الغاية لكل إنسان، ويشمل ما كان علامةً على ذلك.
{ لهم البشرى } قال: { فبَشِّرْ عِبَاد } أمر الله النبي صلى الله عليه وسلم أن يبشِّر عباد الله بَشِّرْهم بماذا؟ بشِّرْهم بالجنة وبكُلِّ ما يسُرُّه حتى في الدنيا المؤمن مسرُور دائمًا وإن أُصِيب ببلاء فإنه مسرور، لأنه إذا أُصِيب بالبلاء فصَبَر كان خيرًا له، قوله: { فبَشِّر عبادِ } الدال مكسورة مع أنها مفعول به لِماذا؟
الطالب: ...

الشيخ : لأنَّ أصلها "عبادي" فحُذِفَت الياء، للتخفيف كما في قوله تعالى: { وما لهم من دونه من وال } أي من والِي وإن كان الياء في "من وال" غير الياء في "عبادي"، لأن الياء من وال من أصل الكلمة وأما هنا فهي كلمة أخرى الياء، طيب { فبشر عباد } من المراد بالعباد هنا المراد خصوصيةُ العبودية أي عباد الله الصالحين لا كُلّ عبد

Webiste