كتاب المنثورات والملح : باب أحاديث الدجال وأشراط الساعة وغيرها. عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل. فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا، فقال: ما شأنكم ؟ قلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال الغداة، فخفضت فيه ورفعت، حتى ظنناه في طائفة النخل. فقال: ( غير الدجال أخوفني عليكم؛ إن يخرج وأنا فيكم، فأنا حجيجه دونكم؛ وإن يخرج ولست فيكم، فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم ).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله- في كتابه *رياض الصالحين* : " كتاب المنثورات والملح " :
المنثورات : يعني أنها من أبواب متفرقة ليست من باب واحد ، والمـُلح جمع ملحة وهي ما يُستملح ويُستعذب .
ثم ذكر الباب الأول : " باب الدجال وأشراط الساعة " : الدجال مبالغة من الدجل وهو الكذب ، والدجال : يعني كثير الكذب الذي لا يتصف إلا بالكذب .
وأما أشراط الساعة فهي علامات قربها ، كما قال الله تعالى : فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها : يعني علاماتها القريبة .
ثم ذكر حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه الطويل وفيه : أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال ذات غداة : يعني ذات صبح مِن يوم من الأيام ، فخفَّض فيه ورفَّع : يعني أنه تكلم بكلام طويل ، حتى ظنوا أنه في طائفة النخل : يعني ظنوا أنه في طرف المدينة ، وأنه قد جاء وحضر ، ولكن لم يكن كذلك ، ثم إنه صلى الله عليه وسلم عرف ذلك فيهم فسألهم فقالوا : إنك ذكرت الدجال الغداة وخفضت فيه ورفعت حتى ظننا أنه في النخل فقال : غيرُ الدجال أخوفني عليكم : يعني أخاف عليكم شيئا أشد من الدجال ، ومن ذلك الرياء ، حيث ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، فسئل عنه فقال : الرياء : أن الإنسان يرائي في عباداته ، يصلي لأجل الناس ، يتصدق لأجل الناس ، يحسن الخلق لأجل الناس ، لأجل يمدحونه هذا رياء والعياذ بالله .
والمرائي حابط عمله ، والرياء من صفات المنافقين كما قال الله تبارك وتعالى : إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كُسالى يراءون الناس ، ما هو لله ، لكن : يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا .
واعلم أيها المرائي أن الله سيفضحك عن قرب ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من راءى راءى اللهُ به : يعني أظهر مراءاته وعيوبه عند الناس ، ومن سمّع سمّع الله به .
ثم قال عليه الصلاة والسلام : إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم : يعني كافيكم إياه، يعني لو خرج الدجال وأنا موجود فأنا أكفيكم إياه ، وإن يخرج : يعني وليس فيهم ، فامرؤ حجيج نفسه : يعني كل إنسان يحاج عن نفسه ، والله خليفتي على كل مؤمن : فاستخلف ربه عز وجل أن يكون مؤيدًا للمؤمنين واقياً لهم من فتن الدجال الذي ليس بين خلق آدم وقيام الساعة فتنة أشدُّ منها ، نسأل الله أن يقينا وإياكم فتنته ، والله الموفق .
قال المؤلف -رحمه الله- في كتابه *رياض الصالحين* : " كتاب المنثورات والملح " :
المنثورات : يعني أنها من أبواب متفرقة ليست من باب واحد ، والمـُلح جمع ملحة وهي ما يُستملح ويُستعذب .
ثم ذكر الباب الأول : " باب الدجال وأشراط الساعة " : الدجال مبالغة من الدجل وهو الكذب ، والدجال : يعني كثير الكذب الذي لا يتصف إلا بالكذب .
وأما أشراط الساعة فهي علامات قربها ، كما قال الله تعالى : فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها : يعني علاماتها القريبة .
ثم ذكر حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه الطويل وفيه : أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال ذات غداة : يعني ذات صبح مِن يوم من الأيام ، فخفَّض فيه ورفَّع : يعني أنه تكلم بكلام طويل ، حتى ظنوا أنه في طائفة النخل : يعني ظنوا أنه في طرف المدينة ، وأنه قد جاء وحضر ، ولكن لم يكن كذلك ، ثم إنه صلى الله عليه وسلم عرف ذلك فيهم فسألهم فقالوا : إنك ذكرت الدجال الغداة وخفضت فيه ورفعت حتى ظننا أنه في النخل فقال : غيرُ الدجال أخوفني عليكم : يعني أخاف عليكم شيئا أشد من الدجال ، ومن ذلك الرياء ، حيث ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، فسئل عنه فقال : الرياء : أن الإنسان يرائي في عباداته ، يصلي لأجل الناس ، يتصدق لأجل الناس ، يحسن الخلق لأجل الناس ، لأجل يمدحونه هذا رياء والعياذ بالله .
والمرائي حابط عمله ، والرياء من صفات المنافقين كما قال الله تبارك وتعالى : إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كُسالى يراءون الناس ، ما هو لله ، لكن : يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا .
واعلم أيها المرائي أن الله سيفضحك عن قرب ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من راءى راءى اللهُ به : يعني أظهر مراءاته وعيوبه عند الناس ، ومن سمّع سمّع الله به .
ثم قال عليه الصلاة والسلام : إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم : يعني كافيكم إياه، يعني لو خرج الدجال وأنا موجود فأنا أكفيكم إياه ، وإن يخرج : يعني وليس فيهم ، فامرؤ حجيج نفسه : يعني كل إنسان يحاج عن نفسه ، والله خليفتي على كل مؤمن : فاستخلف ربه عز وجل أن يكون مؤيدًا للمؤمنين واقياً لهم من فتن الدجال الذي ليس بين خلق آدم وقيام الساعة فتنة أشدُّ منها ، نسأل الله أن يقينا وإياكم فتنته ، والله الموفق .
الفتاوى المشابهة
- معنى قوله صلى الله عليه وسلم :" إن يخرج وأنا... - ابن عثيمين
- هل يطلع الدجّال على ما في نفس الإنسان؟ - ابن باز
- مَنْ أتباع الدجال وأشد الناس عليه؟ - ابن باز
- ما هي أعمال الدجَّال ؟ - الالباني
- كيف نوجه قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجا... - الالباني
- قرأت في بعض الكتب عن الدجال فهل هو ابن صياد... - ابن عثيمين
- الأول : ذكر الدجال وصفته . - ابن عثيمين
- باب : ذكر الدجال . - ابن عثيمين
- فتنة الدجال - اللجنة الدائمة
- شرح حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله... - ابن عثيمين
- كتاب المنثورات والملح : باب أحاديث الدجال وأ... - ابن عثيمين