تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال المصنف :" وحرز المال ما العادة حفظه فيه... - ابن عثيمينالشيخ : والحرز يقول المؤلف " إنه حرز المال ما العادة حفظه فيه " إعراب حرز وما العادة، حرز مبتدأ وما اسم موصول خبر المبتدأ، والعادة مبتدأ وحفظ خبر المبتد...
العالم
طريقة البحث
قال المصنف :" وحرز المال ما العادة حفظه فيه ويختلف باختلاف الأموال والبلدان وعدل السلطان وجوره وقوته وضعفه "
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : والحرز يقول المؤلف " إنه حرز المال ما العادة حفظه فيه " إعراب حرز وما العادة، حرز مبتدأ وما اسم موصول خبر المبتدأ، والعادة مبتدأ وحفظ خبر المبتدأ والجملة من المبتدأ والخبر صلة الموصول، فحرز المال يعني المكان الذي العادة حفظه فيه وفي قول المؤلف العادة دليل على أن المرجع فيه إلى العرف وليس إلى الشرع، لأن الشرع أطلق ولم يقيده وكل شيء لم يطلقه الشارع ولم يقيده فإنه يرجع فيه إلى العرف إذا لم يكن له حقيقة شرعية، ويختلف باختلاف الأموال والبلدان، وعدل السلطان، وجوره، وقوته، وضعفه صحيح يختلف الحرز باختلاف الأحوال التي ذكر المؤلف أولاً الأموال هل الأموال حرزها واحد لو أن رجلاً جاء إلى حوش غنم وسرق منها شاة فقد سرقها من الحرز، فلو قال السارق أنا لم أسرقها من الحرز لأن الأموال تحفظ في الصناديق الحديدية أرأيت الذهب وين يوضع؟ في الصناديق الحديدية فهو يقول أنا ما سرقتها مما يحفظ به المال كيف نقول له؟ نقول العادة حفظه فيه ما جرت العادة أن الواحد إذا صار عنده غنم أنه يروح يحطها في الصندوق التجوري أبداً لو حطها فيه لهلكت إذاً ما جرت العادة فيه فهو الحرز، طيب يختلف أيضاً باختلاف البلدان كيف باختلاف البلدان؟ هل نقول المدن الكبيرة تحتاج إلى حرز أشد أو نقول القرى الصغيرة تحتاج إلى حرز أشد هاه؟

السائل : ... .

الشيخ : لا دعنا من السطان إلى الآن ما وصل إلى السطان، أحياناً تكون المدن الكبيرة تحتاج إلى حرز أشد لاسيما إذا كان فيها أجناس مختلفة من الوافدين وأحياناً تقول القرى الصغيرة تحتاج إلى حرز أشد لأن أهلها قليلون ويسطو عليها اللّصوص أكثر على كل حال البلدان هذه ترجع إلى ما تعارفه الناس قد تكون مثلاً هذه البلاد القرية الصغيرة تكون أحرز لقلة أهلها وإمكان ولاتها أن يضبطوها وقد يكون الأمر بالعكس، وكذلك يختلف باخلاف عدل السلطان، وجوره أيهما أقوى؟ طيب ماذا تقولون يا جماعة هل العدل أقوى في الحرز أو الجور؟ الظاهر أنّ العدل أقوى أولاً لأنّ العدل من الإيمان وقد قال الله عز وجل الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن والإمام العادل أو السلطان العادل يعينه الله عزّ وجلّ في حفظ الأمن بلا شك أكثر مما يعين الجائر لا يترك الناس السرقة إلا خوفاً منه فإذا كان في حال غيبوبة ملاحظته نعم فإنهم يتجرؤون على السرقة، فالجائر في الواقع أمن الناس في حكمه أقل، وأيضاً الجائر ليس الجائر ما يتصوره بعض الناس الشدة في الحكم، من الجور أن لا يعدل في الرعية ولهذا قال النبي صلّى الله عليه وسلم لبشير ابن سعد حين أعطى ابنه النعمان شيئاً لم يعطه إخوته قال إني لا أشهد على جور فمن جور السلطان أن لا يعدل في الرعية فإذا كان لا يعدل في الرعية فلا شك أن الأمن يختلّ، طيب قوته وضعفه أيهم أقرب إلى الإحراز؟ القوة نعم هذا لا شك فيه أنّه إذا كان السلطان قوياً فإن الأمن يستتبّ أكثر مما إذا كان ضعيفاً لو كان السّلطان إذا جئنا نشتكي إليه قلنا فلان سرق الغنم من الحوش قال ما سرق الذهب من الصناديق، نعم ولو جئنا نشتكي عليه سرقة الذهب من الصناديث قال ما حصل ... في الأعراض ما سطا عليكم في الأعراض ولا جاءكم في الفرش احمدوا ربكم ماذا يكون هذا؟ هذا ضعيف هذا سبب الفوضى وسبب السّرقات إذاً كلما كان السّلطان قوياً صار الحرز أقلّ تحرّزاً حتى إنه في بعض الأحيان ربما يوضع الشيء على الأرصفة وهو من الاشياء المثمنة ولا أحد يأتيه وإذا كان ضعيفاً فإنها تكسر الأبواب وتسرق الأموال.

Webiste