تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هلالشيخ
العالم
طريقة البحث
هل في القرآن الكريم من الآيات ما يدل على وجوب اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنن الصحابة رضوان الله عليهم من بعده ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : قد يتساءل بعض المتسائلين فيقول : ها أنت تذكر هذه النصوص عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فهل في القرآن الكريم ما يشير إلى هذه الأحاديث ؟ وإن كانت الأحاديث وحدها حجة كافية لوضع المسلمين على الصراط المستقيم ، نقول الجواب : نعم ، هناك آية في القرآن الكريم تصرح فتقول : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ، قال - تعالى - : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ أي : يخالفه وينازعه ، ثم عطف على ذلك فقال : وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ، كان من الممكن وبخاصَّة أن المتكلم هو ربُّ العالمين - تبارك وتعالى - القادر على كل شيء ، كان من الممكن أن تكون الآية مختصرة ، مثلًا ، وحاشى أن تكون كذلك ، بعد أن أنزلها الله كما سمعتم ، لكن لتوضيح أهمية هذه الجملة : وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ أقول : كان من الممكن أن تكون الآية كالتالي : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا : أي : دون قوله : وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ، ولكن نحن نرى أن الله - عز وجل - قد ذكر في صلب هذه الآية هذه الجملة الطيبة : وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ، فما هي الحكمة ؟ وما هي الغاية من ذكر سبيل المؤمنين بعد أن ذكر رسول المؤمنين ، وأن الخطأ الذي يستلزم الخاطئ أن يكون له عذاب جهنم هو مشاققة الرسول ، هذا يكفي فما الحكمة من قوله - عز وجل - : وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ؟! الجواب : - وهذا أمر هام جدًّا ومن أهميته أن أكثر الناس لم يتنبهوا لهذه الأهمية لهذه الفقرة من هذه الآية الكريمة - ، هناك المسائل الفقهية أدلتها الشرعية في الكتاب والسنة هي : أربعة : القرآن الكريم ، والسنة الصحيحة ، وإجماع المسلمين ، والقياس الصحيح الجلي الواضح ، فما دليل إجماع المسلمين ؟ هو هذه الآية ، فهذه الآية حينما قال ربنا - عز وجل - : وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ يعني إجماع المسلمين ، وأول إجماع يمكن أن يتحقق وأن يثبت وأن يعرف معرفة واضحة جليّة ، إنما هو إجماع أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، إلى درجة أن بعض العلماء لم يعترفوا على إجماع سوى إجماع الصحابة ، وذلك لأن المسلمين فيما بعد قد تفرقوا في أقطار البلاد الشاسعة ، هذه الجملة من هذه الآية الكريمة قد أثبت الله - عز وجل - بها أنه يجب على المسلمين أن يتَّبعوا سبيل المؤمنين ، طيب ، سبيل المؤمنين يخالف كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟ أم هو شيء زائد على الكتاب والسنة ؟ الجواب : ليس هذا ولا هذا ، إذن ما الفائدة من ذكر سبيل المؤمنين في هذه الآية ؟ سبيل المؤمنين هو توضيح المعنى الذي جاء في القرآن وفي السنة .