حكم أكل ذبائح أهل الكتاب
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال: هذا سؤال من المستمع محمد عبدالله من العراق يقول: إننا نعلم أن الله ذكر في كتابه العزيز: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ [المائدة:5] ولكن هناك آية تذكر بأن أهل الكتاب قد كفروا وهذا الآية في بداية سورة محمد : الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ [محمد:1-2] يقول: فـاليهودية لم تؤمن بمحمد، وليس هذا فحسب بل إنهم كفروا برب العالمين عندما قالوا: يد الله مغلولة حيث لعنهم الله، أما النصارى فإنهم كفروا عندما قالوا: إن الله ثالث ثلاثة : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ [المائدة:73] وآية أخرى: لقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ [المائدة:17] إذاً فهم قد كفروا بالبداية بالله، ثم لم يؤمنوا بالنبي محمد ﷺ، فماذا عسانا أن نعمل حيث تردنا لحوم مذبوحة سواءً في بلاد أوروبية أو اشتراكية وأكثرهم يقتل هذه الحيوانات بواسطة الصعق الكهربائي، وذلك لما أوضحته إحدى المجلات التي تصدر في بعض الدول الإسلامية، وهل يكون المرء آثماً لو أكل من هذه اللحوم، أم أنه يترك الشك ويعتمد على الآية الكريمة : وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ [المائدة:5].
الجواب: أهل الكتاب هم اليهود والنصارى، والذي أباح طعامهم هو الذي قال فيهم ما ذكرته من الآيات في تكفيرهم تكفير اليهود قولهم: يد الله مغلولة قولههم: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران:181]، كذلك هو الذي كفر النصارى في قوله سبحانه: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ [المائدة:17] وكفرهم بقولهم: إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ [المائدة:73] فهو سبحانه كفرهم وأبان ضلالهم، ومع ذلك أباح لنا طعامهم، فهم كفار ومشركون وظلمة ومفسدون، ولكن الله سبحانه لطف بنا وأباح لنا طعامهم فضلاً منه وإحساناً، وطعامهم ذبائحهم كما قاله ابن عباس وغيره، فإذا علمنا أن هذه الذبائح من ذبائح أهل الكتاب فهي حل لنا سواء كانت من أوروبا أو من أمريكا أو من غير ذلك.
فالحاصل أن طعام أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى سواءً كانوا ذميين أو حربيين حل لنا بنص القرآن، إلا إذا علمنا أن هذه الذبيحة أهلت لغير الله ذبحوها لآلهتهم، إذا علمنا ذلك حرم علينا وهكذا إذا علمنا أنهم ذبحوها بالخنق أو بالصعق الكهربائي يقيناً أن هذه الذبيحة المعينة التي جاءت في هذه العلبة أو في هذا الإناء، إذا علمنا هذا حرمت علينا و إلا فالأصل حل ذلك وعلينا أن نقبل رخصة الله سبحانه.
أما ما يتعلق ببعض الشركات فليس علينا أن نتبع ذلك، إذا علمنا أن هذه الذبيحة أهلت لغير الله أو ذبحت على غير شرع الله تركناها، و إلا فالأصل أن ذبائحهم حل لنا بنص القرآن الكريم وهم مع هذا كفار، لكن الله استثنى ذبائحهم دون غيرهم.
أما الوثنيون من المجوس وهكذا الشيوعيون كلهم ذبائحهم محرمة، كـالمجوس والبوذيون وسائر الكفرة من الشيوعيين وغيرهم ذبائحهم كلها محرمة، فما يذبح في بلغاريا أو الصين الشعبية أو أشباه ذلك من الدول الشيوعية هذا لا يحل لنا، إلا إذا علمنا أنه تولاه مسلم أو تولاه كتابي، وإن كان في بلاد الشيوعيين إذا تولاه كتابي أو تولاه مسلم حلت تلك الذبيحة، وإلا فالأصل أن ما يرد من البلدان الشيوعية من بلغاريا أو رومانيا أو الصين الشعبية أو غير ذلك هذا نتركه لا يحل لنا ولا نستعمله. نعم.
المقدم: أحسن الله إليكم.
الجواب: أهل الكتاب هم اليهود والنصارى، والذي أباح طعامهم هو الذي قال فيهم ما ذكرته من الآيات في تكفيرهم تكفير اليهود قولهم: يد الله مغلولة قولههم: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران:181]، كذلك هو الذي كفر النصارى في قوله سبحانه: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ [المائدة:17] وكفرهم بقولهم: إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ [المائدة:73] فهو سبحانه كفرهم وأبان ضلالهم، ومع ذلك أباح لنا طعامهم، فهم كفار ومشركون وظلمة ومفسدون، ولكن الله سبحانه لطف بنا وأباح لنا طعامهم فضلاً منه وإحساناً، وطعامهم ذبائحهم كما قاله ابن عباس وغيره، فإذا علمنا أن هذه الذبائح من ذبائح أهل الكتاب فهي حل لنا سواء كانت من أوروبا أو من أمريكا أو من غير ذلك.
فالحاصل أن طعام أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى سواءً كانوا ذميين أو حربيين حل لنا بنص القرآن، إلا إذا علمنا أن هذه الذبيحة أهلت لغير الله ذبحوها لآلهتهم، إذا علمنا ذلك حرم علينا وهكذا إذا علمنا أنهم ذبحوها بالخنق أو بالصعق الكهربائي يقيناً أن هذه الذبيحة المعينة التي جاءت في هذه العلبة أو في هذا الإناء، إذا علمنا هذا حرمت علينا و إلا فالأصل حل ذلك وعلينا أن نقبل رخصة الله سبحانه.
أما ما يتعلق ببعض الشركات فليس علينا أن نتبع ذلك، إذا علمنا أن هذه الذبيحة أهلت لغير الله أو ذبحت على غير شرع الله تركناها، و إلا فالأصل أن ذبائحهم حل لنا بنص القرآن الكريم وهم مع هذا كفار، لكن الله استثنى ذبائحهم دون غيرهم.
أما الوثنيون من المجوس وهكذا الشيوعيون كلهم ذبائحهم محرمة، كـالمجوس والبوذيون وسائر الكفرة من الشيوعيين وغيرهم ذبائحهم كلها محرمة، فما يذبح في بلغاريا أو الصين الشعبية أو أشباه ذلك من الدول الشيوعية هذا لا يحل لنا، إلا إذا علمنا أنه تولاه مسلم أو تولاه كتابي، وإن كان في بلاد الشيوعيين إذا تولاه كتابي أو تولاه مسلم حلت تلك الذبيحة، وإلا فالأصل أن ما يرد من البلدان الشيوعية من بلغاريا أو رومانيا أو الصين الشعبية أو غير ذلك هذا نتركه لا يحل لنا ولا نستعمله. نعم.
المقدم: أحسن الله إليكم.
الفتاوى المشابهة
- ما حكم ذبائح أهل الكتاب التي تنزل في السوق .؟ - الالباني
- ما حكم أكل ذبائح أهل الكتاب التي لم تذبح على ا... - الالباني
- حكم أكل ذبائح أهل البدع - ابن عثيمين
- ذبائح أهل الكتاب من اليهود والنصارى - اللجنة الدائمة
- حكم أكل ذبائح النصارى - ابن باز
- حكم الأكل من ذبائح أهل الكتاب - ابن باز
- الأصل في ذبائح أهل الكتاب الإباحة - ابن باز
- حكم ذبائح أهل الكتاب - ابن باز
- حكم ذبائح أهل الكتاب - ابن باز
- ذبائح أهل الكتاب - الفوزان
- حكم أكل ذبائح أهل الكتاب - ابن باز