بيان القول فيمن حكم بغير ما أنزل الله
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال: الواقع سماحة الشيخ وأنتم تتفضلون بهذا الشرح الموجز لهذا الركن العظيم من أركان الإسلام الركن الأول: شهادة: أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، كثير من إخواننا المسلمين يتساهلون في بعض الأمور، البعض يعتقد أن ذلك التساهل يؤثر على التوحيد، يؤثر على هذا الركن من أركان الإسلام، فمثلاً: عند تحكيم القرآن والسنة وتنفيذ ذلك التحكيم أو تنفيذ بعض الأحكام وترك البعض الآخر، هل يؤثر هذا على القيام بهذا الركن أو لا؟
الجواب: هذا فيه تفصيل: أما من حكم بغير ما أنزل الله وهو يعلم أنه واجب عليه الحكم بما أنزل الله وأنه خالف الشرع ولكن استباح هذا الأمر ورأى أنه لا حرج عليه في ذلك، وأنه يجوز له أن يحكم بغير شريعة الله فهذا كافر كفراً أكبر عند جميع العلماء، من استحل الحكم بغير ما أنزل الله كالحكم بالقوانين الوضعية التي وضعها الرجال من النصارى أو اليهود أو غيرهم، وزعم أنه يجوز الحكم بها أو زعم أنها أفضل من حكم الله -والعياذ بالله- أو زعم أنها تساوي حكم الله، وأن الإنسان مخير إن شاء حكم بالقرآن والسنة وإن شاء حكم بالقوانين الوضعية، من اعتقد هذا كفر عند جميع المسلمين، من قال: إنه يجوز الحكم بالقوانين أو أنها أفضل، أو أنها مساوية لحكم الله كفر إجماعاً.
المقدم: أو أنها هي الصالحة لهذا الزمان.
الشيخ: أو أنها أنسب لأهل الزمان فهو كافر بالإجماع.
أما من حكم بغير ما أنزل الله لهوىً وقصد وحظ عاجل، وإلا يعلم أنه مخطي، ويعلم أنه فعل منكراً وأن الواجب حكم الله، ولكن حكم بقانون أو برشوة لطمع أو لحاجات أخرى في نفسه، فهذا يكون أتى منكراً عظيماً ومعصية كبيرة وكفراً لكن يسمى كفراً أصغر، كما قال ابن عباس ومجاهد وغيره: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق، كالذي يحكم بالرشوة، أو يحكم بأي قانون لكن مع إيمانه بأنه مخطئ وأنه غلطان، ولكن حمله الهوى أو حب الرياسة، ويعلم أنه مخطي وأنه ظالم، فهذا قد أتى كفراً لكن ليس هو الكفر الأكبر، بل كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق، هذا عند أهل السنة والجماعة.
أما إذا اعتقد الجواز وأنه يجوز له، أو اعتقد أن حكم الطاغوت -حكم غير الله- أنسب لأهل الزمان، وأصلح لهم من حكم الله، أو أن حكم الله يساوي حكم القانون، أو يجوز ولكن حكم الله أفضل، وإلا يجوز القانون لكن حكم الله أفضل منه، كل هذا كفر أكبر، وردة عن الإسلام نعوذ بالله إذا كان مسلماً، يكون مرتداً عن الإسلام لقول النبي ﷺ: من بدل دينه فاقتلوه وهذا بدل دينه لأنه استحل حكم غير الله، والله يقول جل وعلا: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ [المائدة:49]، ويقول سبحانه: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُُ الْكَافِرُونَ [المائدة:44] .. فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [المائدة:45] .. فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [المائدة:47]، ويقول : فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء:65]، ويقول سبحانه:أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة:50]، فلا أحد أحسن حكماً من الله سبحانه وتعالى، فحكم الله هو أحسن الأحكام، وهو الواجب الاتباع، وهو الذي به صلاح الأمة وصلاح العالم، ولكن أكثر الخلق في غفلة عن هذا، نسأل الله السلامة. نعم.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرا.
الجواب: هذا فيه تفصيل: أما من حكم بغير ما أنزل الله وهو يعلم أنه واجب عليه الحكم بما أنزل الله وأنه خالف الشرع ولكن استباح هذا الأمر ورأى أنه لا حرج عليه في ذلك، وأنه يجوز له أن يحكم بغير شريعة الله فهذا كافر كفراً أكبر عند جميع العلماء، من استحل الحكم بغير ما أنزل الله كالحكم بالقوانين الوضعية التي وضعها الرجال من النصارى أو اليهود أو غيرهم، وزعم أنه يجوز الحكم بها أو زعم أنها أفضل من حكم الله -والعياذ بالله- أو زعم أنها تساوي حكم الله، وأن الإنسان مخير إن شاء حكم بالقرآن والسنة وإن شاء حكم بالقوانين الوضعية، من اعتقد هذا كفر عند جميع المسلمين، من قال: إنه يجوز الحكم بالقوانين أو أنها أفضل، أو أنها مساوية لحكم الله كفر إجماعاً.
المقدم: أو أنها هي الصالحة لهذا الزمان.
الشيخ: أو أنها أنسب لأهل الزمان فهو كافر بالإجماع.
أما من حكم بغير ما أنزل الله لهوىً وقصد وحظ عاجل، وإلا يعلم أنه مخطي، ويعلم أنه فعل منكراً وأن الواجب حكم الله، ولكن حكم بقانون أو برشوة لطمع أو لحاجات أخرى في نفسه، فهذا يكون أتى منكراً عظيماً ومعصية كبيرة وكفراً لكن يسمى كفراً أصغر، كما قال ابن عباس ومجاهد وغيره: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق، كالذي يحكم بالرشوة، أو يحكم بأي قانون لكن مع إيمانه بأنه مخطئ وأنه غلطان، ولكن حمله الهوى أو حب الرياسة، ويعلم أنه مخطي وأنه ظالم، فهذا قد أتى كفراً لكن ليس هو الكفر الأكبر، بل كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق، هذا عند أهل السنة والجماعة.
أما إذا اعتقد الجواز وأنه يجوز له، أو اعتقد أن حكم الطاغوت -حكم غير الله- أنسب لأهل الزمان، وأصلح لهم من حكم الله، أو أن حكم الله يساوي حكم القانون، أو يجوز ولكن حكم الله أفضل، وإلا يجوز القانون لكن حكم الله أفضل منه، كل هذا كفر أكبر، وردة عن الإسلام نعوذ بالله إذا كان مسلماً، يكون مرتداً عن الإسلام لقول النبي ﷺ: من بدل دينه فاقتلوه وهذا بدل دينه لأنه استحل حكم غير الله، والله يقول جل وعلا: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ [المائدة:49]، ويقول سبحانه: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُُ الْكَافِرُونَ [المائدة:44] .. فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [المائدة:45] .. فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [المائدة:47]، ويقول : فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء:65]، ويقول سبحانه:أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة:50]، فلا أحد أحسن حكماً من الله سبحانه وتعالى، فحكم الله هو أحسن الأحكام، وهو الواجب الاتباع، وهو الذي به صلاح الأمة وصلاح العالم، ولكن أكثر الخلق في غفلة عن هذا، نسأل الله السلامة. نعم.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرا.
الفتاوى المشابهة
- ما معنى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ ال... - ابن باز
- ما حكم من يحكم بغير ما أنزل الله لهوى في نفس... - ابن عثيمين
- تفصيل الحكم فيمن يحكم بغير ما أنزل الله . - الالباني
- حكم من حكم بغير ما أنزل الله بفعله - ابن باز
- التفصيل والبيان لمسألة الحكم بغير ما أنزل الله. - الالباني
- حكم من حكم بغير ما أنزل الله مع اعتقاده وجوب... - ابن عثيمين
- ما حكم مَن حكم بغير ما أنزل الله؟ - ابن باز
- حكم بغير ما أنزل الله ويعتقد أن حكم الله الأفضل - ابن باز
- التفصيل فيمن حكم بغير ما أنزل الله - ابن باز
- حكم من يحكم بغير ما أنزل الله - ابن باز
- بيان القول فيمن حكم بغير ما أنزل الله - ابن باز