تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التفصيل والبيان لمسألة الحكم بغير ما أنزل الله. - الالبانيالشيخ : ولكن ههنا كلمة قصيرة أن الحكم بغير ما أنزل الله منه حكم يرادف الردة ومنه حكم لا يلزم منه الردة ، التفصيل الذي ذكرناه في الكذب على رسول الله - صل...
العالم
طريقة البحث
التفصيل والبيان لمسألة الحكم بغير ما أنزل الله.
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ولكن ههنا كلمة قصيرة أن الحكم بغير ما أنزل الله منه حكم يرادف الردة ومنه حكم لا يلزم منه الردة ، التفصيل الذي ذكرناه في الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيضًا لا بد من استحضاره في تفسير هذه الآيات الثلاث . { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } قال ابن عباس : " كفر دون كفر " { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } قال في تفسير الكافرون في هذه الآية : " كفر دون كفر " أي : إن الكفر نوعان كفر اعتقادي قلبي وكفر عملي وهذا ما يجهله كثير من المسلمين اليوم وخاصة منهم الشباب الناشئ ، فإنهم يتوهمون أن كل من لم يحكم بما أنزل الله فهو مرتد عن دينه وليس كذلك ، بل يجب أن ينظر إلى الحاكم الذي يحكم بغير ما أنزل الله فإن كان يحكم بغير ما أنزل الله مستحلًا له بقلبه مؤثرًا له على حكم الله وحكم نبيه فهذا هو الذي يرتد به عن دينه ، أما إن كان في قرارة قلبه بعتقد بأن الحكم بما أنزل الله هو الصواب وهو الواجب لكن الله يعينا على البشر شلون بدنا نشوفهم يعني بلاقي له عذر ولو أنه عذر غير مقبول إنما اعتذاره بهذا العذر يدل على أنه يؤمن بحكم الله وحكم رسوله أنه هو الصواب ولكن انحرف عن هذا الحكم كما ينحرف كثير من الناس الذين نظن بهم خيرًا .الحاكم المسلم الذي يحكم بكتاب الله وبحديث رسول الله ليس معصومًا فقد يضل في حكم ما أي يرشى مثلًا فيحكم بغير ما أنزل الله فهذا ينطبق عليه قوله - تعالى - : { فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } ولكن بأي معنى أولئك هم الكافرون كفر ردة أم مكفر معصية ؟ ننظر إذا كان حينما ارتشى وحكم للراشي بما ليس له إن كان يعتقد أنه آثم في نفسه كما يعتقد الغاش والسارق والزاني إلى آخره فهو آثم وليس بكافر وهذا معنى كفر دون كفر ، وإن كان يقول كما يقول كثير من الشباب الذي تثقف الثقافة الأجنبية ولما يدخل الإيمان في قلبه يقول : بلا إسلام بلا إيمان بلا رجعية بلا كذا إلى آخره فهذا وضع الغضاء على رأسه بالكفر فهو إلى جهنم وبئس المصير .فإذن يجب نعرف أن الواجب على المسلم أن يحكم بما أنزل الله وبما فسره وبينه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سواء كان مفتيًا عاديًا يعني واحد ماشي بالطريق بجي إنسان بيسأله فلازم يتثبت وما يقول له حرام حلال لأنه هو درس في كتاب ما أنه حرام أو حلال ، كذلك المفتي الرسمي الموظف أولى وأولى أن لا يفتي الناس بدون رشد وبدون بينة وحجة والقضاء أولى وأولى أن لا يحكم القضاة في قضائهم إلا بما جاء في كتاب الله وما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ولخطورة القضاء على الكتاب والسنة قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : "القضاة ثلاثة : فقاض في الجنة ، وقاضيان في النار ، قاضٍ عرف الحقَّ فقضى به فهو في الجنة ، وقاضٍ عرف الحقَّ فلم يقض به فهو في النار ، وقاضٍ لم يعرف الحقَّ فحكم فهو في النار" ؛ لأنه قضى بجهل ، إذن يجب القضاء بالكتاب والسنة ، فإذا قضى بالكتاب والسنة فهو الناجي ، وإذا قضى بخلاف ما عرف من الكتاب والسنة فهو آثم ، وإذا قضى بجهل أي بالكتاب والسنة مو بجهل ما عرف المذهب الحنفي أو المذهب الشافعي لأن هذا ليس هو العلم ، لذلك قال ابن القيم - رحمه الله - وبكلامه أختم درسنا هذا قال :
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويهِ
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيهِ
كلَّا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذرًا من التعطيل والتشبيهِ "
والحمد لله رب العالمين .

Webiste