تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حكم الإفطار من أجل العمل الشاق - الفوزان س293: يقول السائل، أ. م. أ. من جمهورية السودان ومقيم بجدة: جئت لهذا البلد من أجل العمل، وجاء شهر رمضان وليس معي شيء من المال، وفي هذه الحالة اضطررت إلى...
العالم
طريقة البحث
حكم الإفطار من أجل العمل الشاق
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
س293: يقول السائل، أ. م. أ. من جمهورية السودان ومقيم بجدة: جئت لهذا البلد من أجل العمل، وجاء شهر رمضان وليس معي شيء من المال، وفي هذه الحالة اضطررت إلى الإفطار لأجل العمل، فماذا يجب علي؟
ج293: العمل لا يبيح الإفطار في رمضان؛ لأن الإفطار إنما يجوز للمريض، والمسافر، وللحائض، والحامل والمرضع إذا خافتا على ولديهما، أو خافتا على أنفسهما، وكذلك للشيخ الكبير الهرم الذي لا يستطيع الصيام، هؤلاء هم أهل الأعذار الذين يجوز لهم الإفطار، ويقضون من أيام أخر إذا كانوا يقدرون على القضاء، أو يطعمون إذا كانوا لا يقدرون على القضاء، أما العمل فإنه لا يبيح الإفطار، فالعامل يعمل ويصوم، وإذا كان لا يتلاءم عمله مع الصيام، فإنه يترك العمل ويطلب عملاً آخر يتلاءم مع الصيام، فالأعمال كثيرة، يجد عملاً يتلاءم مع صيامه. والحاصل أن العامل لا يجوز له أن يفطر؛ لأنه حاضر غير مسافر،
ولأنه صحيح غير مريض؛ ولأنه ليس له عذر شرعي من الأعذار التي رخص الله للصائم أن يفطر من أجلها، فعليه أن يعمل ويصوم، وعليه أن يطلب من الأعمال ما لا يتعارض مع صيامه، والأعمال كثيرة، قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ} ، وما زال المسلمون منذ فرض الله الصيام وهم يعملون ويشتغلون ويصومون، لا يتركون الصيام لأجل العمل، مع العلم بأنهم يعملون أعمالاً شاقة ومتعبة، مع أن هذا لم يرد من تاريخ الإسلام أو عن السلف الصالح أنهم يفطرون من أجل العمل، وهم مقيمون أصحاء، والله تعالى أعلم.

Webiste