ج209: هذا فيه تفصيل، إذا كان النوم غالبًا عليك وليس بمعتاد، وإنما غلبك في بعض الأحيان فهذا عذر شرعي، لا حيلة لك فيه، فإذا استيقظت تبادر بالصلاة، ولا تقدم عليها شيئًا إلا الراتبة، راتبة الفجر، ثم تصلي الصبح بعدها متى استيقظت، ولو عند شروق الشمس أو بعد ذلك، أما النوع الثاني من أنواع النوم: فهو نوم متعمد، وهو الذي يؤخر النوم في آخر الليل ويتعمد النوم، فهذا لا يقوم بصلاة الفجر في وقتها، وإنما يصليها إذا قام، فهذا باطل ولا تصح صلاته ؛ لأنه أخرجها عن وقتها متعمداً، واللّه جل وعلا فرضها في الوقت، وقال: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} ، فلا يجوز لك أن تتصرف وتجعل لها غير الوقت الذي
جعله الله لها، فإذا أديتها في غيره متعمدًا تأخيرها، فإنها لا تصح منك، ولكن عليك التوبة إلى الله في المستقبل، والمحافظة على الصلاة في وقتها.