تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حكم بناء المساجد على القبور - الفوزان س169: يقول السائل م. ع. م من العراق: في قريتنا رجل صالح، فلما مات قام أهله بدفنه في المسجد الذي نؤدي فيه الصلاة، والذي بناه هذا الرجل في حياته، ورفعوا ...
العالم
طريقة البحث
حكم بناء المساجد على القبور
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
س169: يقول السائل م. ع. م من العراق: في قريتنا رجل صالح، فلما مات قام أهله بدفنه في المسجد الذي نؤدي فيه الصلاة، والذي بناه هذا الرجل في حياته، ورفعوا القبر ما يقارب مترا وربما أكثر، ثم بعد سنوات قام ابنه بهدم هذا المسجد الصغير وإعادة بنائه على شكل مسجد جامع أكبر من الأول، وجعل القبر في غرفة منعزلة داخل المسجد، فما الحكم في هذا العمل، وما حكم الصلاة في المسجد؟
ج169: بناء المساجد على القبور أو دفن الأموات في المساجد؛ هذا أمر يحرمه الله ورسوله وإجماع المسلمين؛ وهذا من رواسب الجاهلية، فقد كان النصارى يبنون على أنبيائهم وصالحيهم مساجد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، لما ذكرت أم سلمة رضي الله عنها كنيسة رأتها في أرض الحبشة، وما فيها من التصاوير قال عليه الصلاة والسلام: أولئك إذا مات فيهم العبد الصالح، أو الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك التصاوير، أولئك شرار الخلق عند الله وقال صلى الله عليه وسلم: اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وقال صلى الله عليه وسلم: ألا لا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك وغير ذلك من الأحاديث التي حذر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسلك هذه الأمة ما سلكت النصارى والمشركون قبلهم من البناء على القبور، وإن هذا يفضي إلى جعلها آلهة تعبد من دون الله سبحانه وتعالى كما هو الواقع المشاهد اليوم، فإن هذه القبور والأضرحة أصبحت أوثانًا، عادت فيها الوثنية على أشدها، فلا حول ولا قوة إلاَّ باللّه العلي العظيم، والواجب على المسلمين أن يحذروا من ذلك، وأن يبتعدوا عن هذا العمل الشنيع، وأن يزيلوا هذه البنايات الشركية، وأن يجعلوا المقابر بعيدة عن المساجد، فالمساجد للعبادة والإخلاص والتوحيد، قال الله تعالى:
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ، والمقابر لأموات المسلمين تكون متحدة كما كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرون المفضلة، أما أن يدفن الميت في المسجد، أو يقام المسجد على القبر بعد دفنه، فهذا مخالف لدين الإسلام، مخالف لكتاب الله، وسنة رسوله، وإجماع المسلمين، وهو وسيلة للشرك الأكبر، الذي تفشى ووقع في هذه الأمة، بسبب ذلك الحاصل، فيجب عليك أيها السائل وكل من يسمع من المسلمين، ربما عليكم إزالة هذا المنكر الشنيع، هذا الميت الذي دفن في المسجد بعد بناء المسجد، واستعماله مسجدًا ثم دفن فيه الميت، الواجب أن ينبش هذا الميت، وينقل ويدفن في المقابر، ويطهر المسجد من هذا القبر، فيفرغ للصلاة والتوحيد والعبادة، هذا هو الواجب عليكم، وقبل إزالة هذه الجثة من المسجد، لا تجوز الصلاة فيه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اتخاذ القبور مساجد؛ أي: اتخاذها مصليات ولو كان المصلي لا يقصد القبر بصلاته؛ إنما يقصد الله عز وجل، لكون صلاته عند القبر وسيلة إلى تعظيم القبر؟
وإلى أن يتخذ القبر وثنًا يعبد من دون الله، وكذلك رفعه عن الأرض، السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن القبر يدفن، ويرفع عن الأرض قدر شبر ويكون مسنمًا، حتى يعرف أنه قبر، ولا يرفع أكثر من ذلك، ولا يبنى عليه، ولا يتخذ عليه حائط أو تحجير إلا بقدر ما يحفظ القبر من الامتهان، أما أن يبني عليه بناءً مرتفعًا، أو يقام عليه مسجد؛ فهذا كله من عوائد الجاهلية المخالفة لهدي الإسلام، فإن دين الإسلام قائم على التوحيد وإخلاص العبادة لله عز وجل وسد الطرق المفضية إلى الشرك، هذا هو دين الإسلام الحق

Webiste