تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حكم تلقين الميت عند إدخاله القبر - الفوزان س564: يقول السائل ع. ض. ا. ع من جمهورية بنين الشعبية: من العادات المعروفة عندنا والمشهورة تلقين الميت بعد وضعه في قبره، وبعد أن يوارى في التراب، ونرى أ...
العالم
طريقة البحث
حكم تلقين الميت عند إدخاله القبر
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
س564: يقول السائل ع. ض. ا. ع من جمهورية بنين الشعبية: من العادات المعروفة عندنا والمشهورة تلقين الميت بعد وضعه في قبره، وبعد أن يوارى في التراب، ونرى أن معظم العلماء على هذا، وبعضهم لا يلقي له بالا، أعني: علماء بلدنا، ويستشهدون على ذلك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم حين توفي ابنه إبراهيم وقف عند قبره ولقنه، فقال أحد الصحابة: يا رسول الله أنت خير الخلق، وبعد وفاتك من يلقننا؛ فقال لهم: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ، والسؤال: ما صحة هذا الخبر عن المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ وإذا كان التلقين مشروعًا، فما هي صيغته وكيفيته؟
ج564: التلقين المشروع تلقين المحتضر عند خروج روحه؛ بأن يلقن لا إله إلا الله ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله لتكون هذه الكلمة العظيمة آخر كلامه من الدنيا،
حتى يلقى الله تعالى بها، ويحتكم له بها، فتلقى عليه وهو في الاحتضار، برفق ولين، وإذا تلفظ بها، فإنها لا تعاد عليه مرة أخرى، إلا إذا تكلم بعدها بكلام آخر، فإن تكلم بعدها بكلام آخر، فإنها تعاد عليه برفق ولين ؛ ليتلفظ بها، وتكون آخر كلامه، هذا هو التلقين المشروع. أما بعد خروج الروح وانتهاء الأجل، فإن الميت لا يلقن، لا قبل الدفن، ولا بعد الدفن، ولم يرد بذلك سنة صحيحة، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم، وإنما استحب تلقين الميت بعد دفنه جماعة من العلماء، وليس لهم فيما نعلم دليل ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا يكون التلقين بعد الدفن لا أصل له، وإنما قال به بعض العلماء عن اجتهاد، وكل يؤخذ من قوله ويترك، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيؤخذ من قول المجتهد ما وافق الدليل، ويترك منه ما لم يكن عليه دليل. أما بالنسبة لما سألت عنه من تلقين النبي صلى الله عليه وسلم ابنه إبراهيم، فهذا لم أعثر له على أصل أيضًا، والظاهر أنه لا أصل له، وكيف يلقن النبي صلى الله عليه وسلم إبراهيم وهو صغير، مات وهو صغير، ولم تجمع عليه التكاليف الشرعية، مما يدل على أن
هذا لا أصل له من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، والحاصل: أن الواجب على المسلم الرجوع إلى الحق، وإن خالفه من خالفه من الناس، وترك ما لم يقم عليه دليل، وإن فعله من فعله من الناس، لأننا مكلفون باتباع الدليل، واتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، لا أن نأخذ ما وجدنا الناس عليه، من غير تمحيص، وعرض على الكتاب والسنة، هذا ما أنصحك به، وأنصح إخواني المسلمين، التلقين بعد الدفن لا أصل له، وإنما التلقين المشروع عند الاحتضار ؛ لأنه هو الذي ينفع المحتضر، ويعقله المحتضر؛ لأنه ما زال على قيد الحياة، ويستطيع النطق بهذه الكلمة، وهو لا يزال في دار العمل؛ لأن دار الدنيا، هي دار العمل، أما بعد الموت فقد انتهى وقت العمل، وختم العمل، وانتقل إلى دار أخرى، واللّه تعالى أعلم.

Webiste