تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حكم طلب كشف الضر من رسول الله عليه الصلاة والسلام - الفوزان س225: هذه رسالة من المستمعة م. د، من سوريا، تقول في سؤالها: هناك بعض الناس يدعون بدعاء يعتقدون أنه يشفي من مرض السكر، وهو كما يلي: (الصلاة والسلام عليك...
العالم
طريقة البحث
حكم طلب كشف الضر من رسول الله عليه الصلاة والسلام
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
س225: هذه رسالة من المستمعة م. د، من سوريا، تقول في سؤالها: هناك بعض الناس يدعون بدعاء يعتقدون أنه يشفي من مرض السكر، وهو كما يلي: (الصلاة والسلام عليك وعلى آلك يا سيدي يا رسول الله، أنت وسيلتي، خذ بيدي، قلت حيلتي فأدركني)، ويقولون هذا القول: ويا رسول الله اشفع لي وبمعنى آخر: ادع الله لي يا رسول الله بالشفاء، فهل يجوز أن يردد هذا الدعاء؟ وهل فيه فائدة كما يزعمون؟ أرشدونا بارك الله فيكم.
ج225: هذا الدعاء من الشرك الأكبر؛ لأنه دعاء للرسول صلى الله عليه وسلم، وطلب لكشف الضر والمرض، منه صلى الله عليه وسلم؛ وهذا لا يقدر عليه أحد إلا الله سبحانه وتعالى، فطلبه من غير الله شرك أكبر، وكذلك: طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم؛ شرك أكبر؛ لأن المشركين الأولين كانوا يعبدون الأولياء، ويقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند
الله، فالله سبحانه وتعالى عاب ذلك عليهم ونهاهم عن ذلك بقوله: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ، وقال تعالى: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ، وكل هذا من الشرك الأكبر الذي لا يُغفر إلا بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى منه، والتزام التوحيد، وعقيدة الإسلام. والأدعية الشركية لا يجوز للإنسان أن يتلفظ بها، ولا أن يدعو بها، ولا أن يستعملها، ويجب على المسلم أن ينهى عنها، وأن يحذر منها، فالأدعية الشرعية التي يُدعى بها للمريض، ويرقى بها، أدعية ثابتة ومعلومة، يُرجَع إليها في مظانها، من دواوين الإسلام الصحيحة: "كصحيح البخاري "، "وصحيح
مسلم " وغيرهما، كذلك قراءة القرآن الكريم على المريض، سواء لمرض السكر، أو غيره، وبالذات قراءة الفاتحة؛ هذا فيه شفاء، وفيه أجر، وفيه خير كثير، والله سبحانه وتعالى أغنانا بذلك عن الأدعية الشركية، والمسلم لا يجوز له أن يتعاطى شيئاً من الشركيات، ولا أن يُقْدِمَ على عمل من الأعمال، أو على دعاء من الأدعية، إلا إذا ثبت لديه وتحقق أنه من شريعة الله، وشريعة رسوله صلى الله عليه وسلم، فعليك بسؤال أهل العلم، وبالرجوع إلى مصادر الإسلام الصحيحة، والذي أنصحك به ترك هذا الدعاء، والابتعاد عنه، والنهي عنه، والتحذير منه.

Webiste