تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الوقت في الدول التي يضطرب فيها دخول الوقت - اللجنة الدائمة 1- دخول الوقت  الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد : فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي ...
العالم
طريقة البحث
الوقت في الدول التي يضطرب فيها دخول الوقت
اللجنة الدائمة
1- دخول الوقت
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد : فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من صاحب السمو الملكي الأمير : محمد بن نواف بن عبد العزيز ، سفير خادم الحرمين الشريفين في لندن ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (32002302) وتاريخ 17/7/1432 هـ ، وقد سأل سموه سؤالا نصه ما يلي : تعاني الأقليات الإسلامية في الغرب خلال فصل الصيف من إشكالين في مواقيت الصلاة ، يتمثل الأول في اضطراب العلامة الشرعية لدخول وقت صلاة العشاء ، والمقصود بذلك اختفاء الشفق الأحمر متأخرًا ، ويتمثل الثاني في اختفاء العلامة الشرعية لدخول وقتي صلاة العشاء والفجر ، والمقصود بذلك استمرار الشفق الأحمر حتى قبيل طلوع النهار بقليل ، وقد اتفق
مجموعة من مديري المراكز الإسلامية في بريطانيا وأئمتها على أن يكتب لسماحتكم المركز الثقافي الإسلامي في لندن نيابة عن الجميع مستفتيًا في هذه المسألة ، بعد أن اختلف المجتمعون في تحديد وقت الصلاة في وقت اضطراب العلامة أو اختفائها إلى فريقين . وحيث بدأ شهر رمضان المبارك الدخول في وقت الصيف ، وفي منطقة انعدام العلامة الشرعية ، وفي هذا من المشقة ما لا يخفى على سماحتكم ، كما أنه سيكون سببًا في الخلاف وتشتت الرأي إن لم يحسم الموضوع بفتوى من جهات معتمدة ، لذا أرفق لسماحتكم رسالة الاستفتاء راجيًا الإجابة عليها لأهميتها الشديدة .

وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بالآتي : لقد حدد الشرع أوقات الصلوات الخمس ، حيث يقول الله تعالى : إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ، ويقول سبحانه : أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ، وثبت في الصحيحين من حديث بريدة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : أن رجلا سأله عن وقت الصلاة ، فقال له : صل معنا هذين يعني : اليومين ، فلما زالت الشمس أمر بلالا فأذن ، ثم أمره فأقام الظهر ، ثم أمره فأقام العصر والشمس مرتفعة بيضاء نقية ، ثم أمره فأقام المغرب حين غابت الشمس ، ثم أمره فأقام العشاء حين غاب الشفق ، ثم أمره فأقام الفجر حين طلع الفجر ، فلما كان اليوم الثاني أمره فأبرد بالظهر وصلى العصر والشمس مرتفعة أخرها فوق الذي كان ، وصلى المغرب قبل أن يغيب الشفق ، وصلى العشاء بعد ما ذهب ثلث الليل وصلى الفجر فأسفر بها ، ثم قال : أين السائل عن وقت الصلاة ؟ فقال الرجل : أنا يا رسول الله ، قال : وقت صلاتكم بين ما رأيتم . وكذلك حدد الشرع وقت الصيام ، فقال الله - سبحانه وتعالى - : وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ . فإذا كان الليل والنهار يتمايزان بطلوع الفجر وغروب الشمس إلا أن النهار يطول جدًا فيجب عليكم أن تصلوا الصلوات في أوقاتها المعروفة شرعًا ، وأن تمكسوا في شهر رمضان عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس طال النهار أم قصر ، عملاً بالنصوص الشرعية . ومن عجز عن إتمام صوم يوم لطول نهاره ، أو غلب على ظنه أن
الصوم يفضي إلى إهلاكه أو مرضه مرضًا شديدًا ، أو يفضي إلى زيادة مرضه أو بطء برئه أفطر ويقضي الأيام التي أفطرها في وقت يستطيع الصيام فيه ؛ لقول الله تعالى : لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ، ولقوله سبحانه : فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ . وأما إذا كان الليل والنهار لا يتمايزان ، وجب عليكم أن تصلوا الصلوات الخمس في كل أربع وعشرين ساعة ، وأن تقدروا لها أوقاتها وتحددوها معتمدين في ذلك على أقرب بلاد منكم تتمايز فيها أوقات الصلوات الخمس المفروضة ، وذلك قياسًا على التقدير الوارد في حديث الدجال ، فقد ثبت في صحيح مسلم ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حدث أصحابه عن المسيح الدجال ، فقالوا : ما لبثه في الأرض ؟ قال : أربعون يومًا ، يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم ، فقيل : يا رسول الله : اليوم الذي كسنة يكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال : لا ، اقدروا له . وكذلك يجب عليكم صيام شهر رمضان ، وأن تقدروا لصيامكم ، فتحددوا بدء شهر رمضان ونهايته ، وبدء الإمساك والإفطار ، معتمدين
على أقرب بلد منكم يتمايز فيها الليل والنهار ويكون مجموعها أربعًا وعشرين ساعة ؛ لما تقدم في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الدجال .


Webiste