له سؤالٌ أخير يقول فيه كيف نجمع بين قوله تعالى (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) وبين معنى الحديث الشريف الذي هو أن الله تجاوز لأمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم ما حدثت به أنفسها ما لم تفعله أو تتكلم به؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : له سؤالٌ أخير يقول فيه كيف نجمع بين قوله تعالى وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يُحاسبكم به الله وبين معنى الحديث الشريف الذي هو " أن الله تجاوز لأمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم ما حدثت به أنفسها ما لم تفعله أو تتكلم به " ؟
الشيخ : الجمع بين هذه الأية وبين الحديث الذي أشرت إليه هو في قوله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا فما كان بوسع الإنسان فإنه مؤاخذ به وما كان ليس بوسعه فهو غير مؤاخذٍ به فقوله تعالى: وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ جاءت الأية بعده: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ فالخواطر التي ترد على المرء ولا يركن إليها ولا يطمئن لها، وإنما هو حديث نفسٍ عابر لا يركن إليه ولا يأخذ به هذا لا يؤاخذ به لأنه من غير طاقة المرء أو لأنه فوق طاقة المرء أما إذا كانت الهواجس التي ترِد على القلب يطمئن إليها الإنسان ويعتقدها فإنه عمل يؤاخذ به العبد ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى وأخبر عليه الصلاة والسلام عن الرجل يُقاتل أخاه المسلم فقال عليه الصلاة والسلام: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا: يا رسول الله! هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه فالمهم أن ما يرد على القلب إذا اطمأن إليه الإنسان وأخذ به واعتبره فإنه يؤاخذ عليه أما الهواجس التي تطرأ ويحدّث الإنسان نفسه فيها ولكنه لا يركن إليها فلا يؤاخذ بها مثل لو كان يحدّث الإنسان نفسه هل يُطلّق زوجته أو لا؟ نقول: إن الزوجة لا تطلق حتى لو نوى أن يُطلّقها فإنها لا تطلق لأن الطلاق لا يكون إلا بالقول أو بما يدل عليه من الفعل كالكتابة ولا يؤاخذ بهذا وكذلك لو نوى أن يتصدّق بهذه الدراهم وعزم ولكنه ما دفعها إلى الأن فإنه لا يلزمه الصدقة بها سواء نواها لشخص معيّن أو نواها صدقة ولم يُعيّن من يتصدّق بها عليه فإنه لا تلزمه الصدقة. نعم.
السائل : أثابكم الله.
هذه رسالة من المستمع رمز لاسمه بالأحرف م غ ط من العراق محافظة التأميم.
الشيخ : الجمع بين هذه الأية وبين الحديث الذي أشرت إليه هو في قوله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا فما كان بوسع الإنسان فإنه مؤاخذ به وما كان ليس بوسعه فهو غير مؤاخذٍ به فقوله تعالى: وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ جاءت الأية بعده: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ فالخواطر التي ترد على المرء ولا يركن إليها ولا يطمئن لها، وإنما هو حديث نفسٍ عابر لا يركن إليه ولا يأخذ به هذا لا يؤاخذ به لأنه من غير طاقة المرء أو لأنه فوق طاقة المرء أما إذا كانت الهواجس التي ترِد على القلب يطمئن إليها الإنسان ويعتقدها فإنه عمل يؤاخذ به العبد ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى وأخبر عليه الصلاة والسلام عن الرجل يُقاتل أخاه المسلم فقال عليه الصلاة والسلام: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا: يا رسول الله! هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه فالمهم أن ما يرد على القلب إذا اطمأن إليه الإنسان وأخذ به واعتبره فإنه يؤاخذ عليه أما الهواجس التي تطرأ ويحدّث الإنسان نفسه فيها ولكنه لا يركن إليها فلا يؤاخذ بها مثل لو كان يحدّث الإنسان نفسه هل يُطلّق زوجته أو لا؟ نقول: إن الزوجة لا تطلق حتى لو نوى أن يُطلّقها فإنها لا تطلق لأن الطلاق لا يكون إلا بالقول أو بما يدل عليه من الفعل كالكتابة ولا يؤاخذ بهذا وكذلك لو نوى أن يتصدّق بهذه الدراهم وعزم ولكنه ما دفعها إلى الأن فإنه لا يلزمه الصدقة بها سواء نواها لشخص معيّن أو نواها صدقة ولم يُعيّن من يتصدّق بها عليه فإنه لا تلزمه الصدقة. نعم.
السائل : أثابكم الله.
هذه رسالة من المستمع رمز لاسمه بالأحرف م غ ط من العراق محافظة التأميم.
الفتاوى المشابهة
- التوفيق بين قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إ... - الالباني
- هل يحاسب المسلم على ما حدَّثت به نفسه ؟ - الالباني
- هل صحيح أن الإنسان إذا حدث نفسه في الشر فإنه ل... - الالباني
- معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تجاوز... - الالباني
- تفسير قوله تعالى ( لله ما في السماوات وما في... - ابن عثيمين
- الجمع بين: {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ..... - ابن باز
- ما صحة حديث ( إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى : (( لله ما في السموات و ما... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى:" وإن تبدوا ما في أنفسكم أو... - ابن عثيمين
- ما معنى: «إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفس... - ابن باز
- له سؤالٌ أخير يقول فيه كيف نجمع بين قوله تعا... - ابن عثيمين