تم نسخ النصتم نسخ العنوان
مزاولة مهنة المحاماة - اللجنة الدائمة س: أتقدم لسماحتكم بالسؤال التالي رجاء عرضه على اللجنة الدائمة للإفتاء: ما حكم  مزاولة مهنة المحاماة،  مع بيان الأدلة؟  ج:  مزاولة مهنة المحاماة جائزة ف...
العالم
طريقة البحث
مزاولة مهنة المحاماة
اللجنة الدائمة
س: أتقدم لسماحتكم بالسؤال التالي رجاء عرضه على اللجنة الدائمة للإفتاء: ما حكم مزاولة مهنة المحاماة، مع بيان الأدلة؟
ج: مزاولة مهنة المحاماة جائزة في الجملة؛ لأن المحاماة وكالة في الخصومة، والوكالة في الخصومة جائزة عند عامة الفقهاء مع وجود عذر للموكل ومع عدم وجود العذر عند غير الحنفية، وذلك لعموم الأدلة الواردة في شأن الوكالة من الكتاب والسنة، ولما أخرجه البيهقي أن عليًا رضي الله عنه، كان إذا عرضت له خصومة وكل أخاه عقيلاً، فلما
كبر وكل ابن أخيه عبد الله بن جعفر، وكان يقول: (ما قضي لوكيلي فلي وما قضي عليه فعلي) وقد قال ذلك بمحضر من الصحابة ولم ينكر عليه أحد منهم؛ ولأن الحاجة داعية إلى ذلك؛ لأن بعض الأشخاص قد لا يستطيع الإفصاح عن حجته فإذا لم يجز له التوكيل ضاع حقه. أما حكم المحاماة تفصيلاً: فإنه يختلف باختلاف ما يقوم به المحامي، فإن كان يسعى جهده لإحقاق الحق وإبطال الباطل ودفع الظلم عن المظلومين فإنه يثاب على عمله؛ لأن ذلك ضرب من التعاون على البر والتقوى المأمور به في قوله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ . وما يحصل عليه من كسب فإنه كسب مباح. وأما إن كان المحامي يسعى لكسب القضية التي وكل فيها بغض النظر عن كون موكله محقًا أو مبطلاً، ويستغل مهارته لكسب القضية حتى يحكم له على خصمه ولو على باطل - فإنه آثم بهذا العمل، وما يحصل عليه من مال نتيجة لذلك فإنه مال حرام؛ لا يجوز له أخذه ولا صرفه في أي مجال من المجالات، والأدلة في ذلك كثيرة، منها: 1- قول الله تعالى: وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ،
2- حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله، ومن خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال رواه أبو داود في سننه واللفظ له، وأخرجه الطبراني بإسناد جيد. وفي رواية لأبي داود : من أعان على خصومة بظلم فقد باء بغضب الله عز وجل . 3- حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له من حق أخيه شيئًا فلا يأخذه فإنما أقطع له من النار متفق عليه واللفظ للبخاري .


Webiste